مقالات وآراء
دا دورة مغلقة

هاء السكت
بشرى الفاضل
كانت هناك فأرة عنيدة. وجدت نفسها في قفص وفي الجانب الآخر قفص فيه طعام وبينهما ممر. لكن من صمموا القفصين أوصلوا الممر بتيارٍ كهربائي وكلما حاولت الفأرة عبور الممر نحو الطعام يتم صقعها بالتيار الكهربائي فتعود أدراجها لحجيرة قفصها لكن ما تلبث ان تحاول مرة أخرى فتصقع وتعود وهكذا ظلت في كرِّ وفرّ إلى أن أصيبت في أول يوم لمحاولاتها بالإحباط وكفَّت عن طلب الطعام. ثم أصابتها هاء السكت فسكتت إلى حين.
وكررت الفأرة العنيدة في صبيحة اليوم التالي نفس السيناريو فلو أنها كانت تستفيد من تجربتها السابقة لأدركت أن الشرّ كامنٌ في الممرّ ولبحثت في دواخلها عن طريقة للقضاء على ذلك الممر. لكنها استمرت تخرج من قفصها للممر فتصقع وتعود مرهقة ثم تخرج وبالها في الطعام دون النظر في الآلام الناتجة عن التيار. وهكذا ظلّت لأيام تخرج وتصقع وتعود تخرج وتصقع وترجع إلى أصابها الوهن وبعد أسبوع ألم بها آحباط تام كفَّت خلاله عن الخروج وانكمشت في ركن القفص إذ أصابتها هاء سكت أبدية لم يصدر عنها بعدها للفأرة العنيدة حراك أو أنفاس، وسكتت.
الجريدة
وفي تأويل القصة:
ان فأرة ممر التجارب الملغوم ببلاء الصعق المتواتر هي طفابيع الكيزان ….
كلما سعوا للتسلل سرا الي مأكلة السلطة مرروا بجخانين العسكر صعقتهم كهرباء لجان المقاومة فيولون الادبار مولولين …
وتكررت محاولاتهم البائسة اليائسة … وتكررت ثم تكررت …
وقريبا ستصاب فأرة الكيزان بهاء السكت الابدية !!!