مقالات سياسية

من حِجة صباح في حق الملاح !

صوت الحق
الصديق النعيم موسى

تعيش بلادنا فترة إستثنائية من عدم الإستقرار السياسي والإقتصادي والأمني الأمر الذي إنعكس سَلباً على حال المواطن ( المغضوب عليه والمغلوب على أمره ) أشرنا في مقال الأمس سوء الإدارة في مرافق الدولة وتناولنا الموارد الكبيرة الموجودة داخل باطن الأرض وما زالت تنتظر الحكومة الرشيدة التي تقود النهضة الإقتصادية والتنمية العمرانيه .

عنوان المقال واقع مُعاش في سوداننا الحبيب ، مع كل صباح تتجدد المناقشات والمُناكفات داخل الأُسر إلاّ ما رحم الله ، بسبب ( المصاريف ) التي تُمثّل عائق كبير جداً أمام فئات الشعب وهنا أستحضر كلمات المرحوم حُميّد :

ﻣﻦ ﺣِﺠـّﺔ ﺻﺒﺎﺡ .. ﻓﻰ ﺣﻖ ﺍﻟﻤُﻼﺡ
ﻓﻰ ﺍﻟﻐُﺒُﻦ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ .. ﻓﻰ ﺍﻟﻘﺴﻂ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ
ﻭﺑﻴﻨﺎﺗِﻦ ﻋﺸﻢ .. ﻓﻰ ﺍﻟﻔﺮﺝ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ

سنوات تلو الأُخر يتأمل وينتظر عامة الناس عن الفرج القريب فترات طويلة من الحكم عسكريين ومدنيين ، حكومات ديمقراطية ذات فترات قليله وحكومات عسكرية والمحصلة ( سالب ) حيكومات تجي وحيكومات تغور ومع ذلك الحال في حاله لم يتبدل شئ ولكنّ المُلاحظ تزايد الضغط على المواطن في ضروب حياته . ضغوطات بسبب الفئة الحاكمة التي فشلت في وضع الحلول الناجعة للإقتصاد ؛ الأُسر تُعاني مرارات الحياة والأباء يجنون التعب وقلة المصاريف بسبب قصر الدخل فمن أين لهم برسوم المدارس الباهظة والجامعات ( وقفة الملاح ) فيتحاجج الزوج مع زوجته والإبن مع أباه ؛ والكثير من النساء يعيلون الاُسر يواجهون هذه التحديات اليوميه والدولة لا تنظر لهم ولا تنظر للحلول ؛ هنالك مفارقات كبيرة ما بين الوزراء والعُمال الكادحين ( أصحاب اليوميات والعمل الحُر والموظفين ) هم الأكثر في المجتمع لا يجنون سوى الألم وضياع السنوات العجاف في وظائف لا تُسمن ولا تُغني من جوع والعكس تماماً مع المسؤولين الكبار في الظولة بجميع المؤسسات الفرق كبيرة جداً ما بينهم والآخرين ( مرتبات عاليه – نثريات – حوافز – بدلات – سكن مجاني – تأمين طبي مجاني ) وغيرها مِن مَن لا نعلمه .

يذهب التلاميذ للمدارس والطُلاب للجامعات في أوضاع لا يعلمها إلاّ الله ، مجموعات كثيرة تذهب وتعود لتأكل في منزلها ، أُمهات يعملن بائعات للشاي وأُخريات يفتحون المطاعم البلدية في الطُرق وأماكن الموصلات وعمال يوميات يُنجبون الناجحين المُتفوقين يُطعمون أبناءهم الرزق الحلال ويتذوّقون نجاح ذريتهم ، والأمثلة كثيرة . تُعاني الفئة الضعيفة من إيجاد الدخل المناسب الذي يعيلهم والدخل قليل ( خاصةً معشر الموظفين ) ورواتبهم مُخجله يقضون الساعات الطِوال في مكاتب الدولة والدولة لا تحترمهم ولا تحترم آدميتهم ؛ ولكنهم لا يعانون حتماً ولا يشعرون بألم الفُقراء والمساكين ، فبدلاتهم ومخصصاتهم تكفيهم وتكفي ذويهم ؛ وهي أنانية مُطلقة نُشاهدها في وزراء و وكلاء حكومتنا وعلى مر الفترات السابقة يتمتع المذكورين أعلاه بمخصصاتهم وهم يقودون دفة الإقتصاد ( ولكنهم رسبوا في هذا الإمتحان الحقيقي ، رسبوا في إمتحان الإداره ويا له من إمتحتنٍ عظيم ) .

الكثير من الطُلاب يدرسون الجامعات متفوقين ومُبرّزين يقودون الدفعات برغم الصعوبات الكثيره ، وما بين ليلة وضُحاها تبلغ رسوم التسجيل في الجامعات ألآف الجُنيهات والشهادات تتراوح ما بين العشرون والثلاثون ألف جنيه وأكثر من ذلك ؛ أفلحت وزارة المالية في زيادة كل شئ ولكنها نست أو تناست تحسين معاش الناس !؟

وكيف لا تتحاجج الأُسر مع بعضها البعض ومنهم من يعيش على وجبة واحدة ؛ من أين لهم بحق الحياة الكريمة ( شاي الصباح والفطور والغداء ) من أين لهم بحق العلاج والدواء ؛ ودخلهم لا يكفي ؟ تساؤلات كثيره تعلمها الحكومة علم اليقين ومع هذا لا تُلقي لها بالاً فألأمر لا يعنيهم كثير . والعمال الكادحين والموظفين يُعانون والحكومة صامته ؛ تُنازعهم الدولة في زيادة الأجور والسوق في زيادة مُستمرة .

صوت أخير :

يا من تتولّون المناصب إتقوا الله في هذا الشعب ، ستجتمعون عند الله في يومٍ لا ريب فيه وستُرفع إلى الله القضايا وهو الحكم العدل لا يُظلمُ عنده أحد ؛ إحذر أيها المسؤول أن يشتكيك أحد ويرفع يديه إلى الله ، إحذروا من دعوات المظلومين .
أختم بابيات الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه :
أَما وَاللَهُ إِنَّ الظُلمَ شُؤمٌ
وَلا زالَ المُسيءُ هُوَ الظَلومُ
إِلى الديّانِ يَومُ الدينِ نَمضي
وَعِندَ اللَهِ تَجتَمِعُ الخُصومُ
سَتَعلَمُ في الحِسابِ إِذا الِتَقَينا
غَداً عِندَ المَليكِ مَنِ الغَشومُ
سَتَنقَطِعُ اللِذاذَةُ عَن أُناسٍ
مِن الدُنيا وَتَنقَطِع الهُمومُ

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..