مقالات وآراء

المفوضية السودانية لحقوق الإنسان (برنجي العام 2022)..!!

 

مسألة

د. مرتضى الغالي

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات فقد سمعنا بالأمس (لأول مرّة) بشيء اسمه (المفوضية القومية لحقوق الإنسان بالسودان)… وذلك مقروناً بنشاط لها تم تحت ضجة إعلامية وبمناسبة تكريمها لأحد قادة التنظيمات العسكرية وترشيحه باعتباره شخصية حقوق الإنسان لعام 2022..!

وليست المشكلة في هذا الترشيح أو في رأي هذه المفوضية في مَنْ تريد ترشيحه رمزاً لصيانة حقوق الإنسان لهذا العام أو هذا العقد أو للقرن الحالي…! إنما المسألة هي ماذا حدث في هذا العام 2022 على صعيد حقوق الإنسان في السودان..؟! وكم عدد الذين قتلوا ظلماً والذين تشردوا من ديارهم ونزحوا من مواطنهم والذين تم اقتناصهم من أسطح المنازل والذين تمت مداهمتهم في بيوتهم.. وماذا حدث هذا العام من قتل وتشريد وتهجير وتعذيب واعتقال لعشرات المئات من المواطنين خارج القانون.. وكم من الشباب دهستهم مركبات الدولة ومصفحاتها وقطفت المجنزرات زهرة شبابهم وهم في احتجاجات سلمية يجيزها القانون… وكم عدد الذين ماتوا في المذابح على امتداد البلاد وكم الذين اغتصبوا والذين ضربوا وأهينوا وحلقت رءوسهم في الشوارع.. وكم الذين حرموا من حقهم في العدالة والتقاضي…؟!

هل سمعت هذه المفوضية بشيء اسمه “سلاح الأوبلن الفتاك” المصنّع محلياً خارج سياق القانون والذي يستخدمه موظفو ومجندو الدولة بأزيائهم الرسمية..؟! هل سألت هذه المفوضية مجرد سؤال عن فحوى هذا المقذوفة التي يتم استخدامها ضد البشر ومفعولها الرهيب في حصد الأرواح وتشويه الأجساد وبتر الأطراف ولإصابة أكبر عدد متاح من المحتجين السلميين..؟! وهل سمعت باستخدام الطلقات الرصاصية المدببة التي يتم التعامل بها في اصطياد (الحيوانات البرية).. وكيف جرى تجريبها ضد الشباب المسالم..؟! وهل سمعت بالكيماويات التي تشل الأعصاب وتؤدي للتشوهات الجسيمة والموت الزؤام..؟! وهل سمعت بالذين تم اقتلاع عيونهم بقذائف الأوبلن والذين فقدوا السمع بسبب استخدام القنابل الصوتية..! وهل سمعت هذه المفوضية بحالات التعذيب والاغتصاب في المعتقلات..؟!

من هو رئيس هذه المفوضية الهانئ الظريف اللطيف (الذي يعرف الذوق) ويقوم بأيدي نظيفة وقفازات حريرية بإعلان هذه المقترحات والترشيحات اللطيفة باختيار رجل العام لحقوق الإنسان في السودان..؟! ومن هم السيدات والسادة أعضاء هذه المفوضية الذين لم نسمع منهم ولو (بيان خجول) عن القتل والدهس في المظاهرات السلمية وعن المذابح التي تجري على امتداد البلاد وعن استخدام القوة المفرطة ضد التظاهر السلمي.. أو عن إجراءات النيابة والمحاكم والقضاء التي تنضح بالعدالة والمهنية والضمير اليقظ..؟!

هل كان قرار هذا الترشيح لرجل العام في حقل حقوق الإنسان (من عنديات) رئيس المفوضية وحده..؟! أم تم اتخاذه بعد اجتماع صاخب للمفوضية ومن خلال مقترحات وترشيحات أخرى..؟! وأين تقيم هذه المفوضية..؟! وأين يعيش أعضاؤها.. وهم يتقدمون لهذه المهمة الجسيمة عن حقوق الإنسان في السودان تحت هذا الانقلاب الدموي..؟!!

إذا كان لا بد من تكريم فإن هذه المفوضية هي (الأحق بتكريم نفسها)..!! فهي شخصية هذا العام في (الشجاعة الأدبية)….!! ثم أليست هي الساهرة على حقوق الإنسان في السودان عندما ينام الآخرون..! إذا كانت هذه المفوضية حكومية أو (شبه حكومية) أو أنها تتقاضي أجراً من الحكومة (ولو بمقدار مليم) أو لا تتقاضاه.. (فيا فؤادي رحم الله الهوى)…!!

[email protected]

تعليق واحد

  1. هذه الأسئلة الهامة اجابتها واحدة هى أموال الدعم السريع السوداء الهاملة التى بات يشترى بها الزمم على عينك يا تاجر أمام نظر البرهان والأهم أمام نظر المراجع العام الذى لم يقم ، ولن يقوم ، بمراجعة حسابات الدعم السريع علما بانها مال الدولة %100 لم تراجع حسابات الدع السريع ولا احد يدرى أن كان له حسابات اصلا . هذا المال لا يعلم أحد غير قائد الدعم السريع وشقيقه وأهله الأقربون ما هى مصادره وأين وكيف يتم صرفه ولمن ووفقا لأى لوائح ونظم وموازنات؟وغيرها من الأسئلة الحارقة.هذا المال الهامل هو العامل المفسر Explanatory Factor لتعقيدات المشهد السياسي الحالى وللأسف المستقبلي طالما ظل (الدعم ) السريع على أرض هذا الوطن الجريح وطن الجنجويد .والحل هو ما استشهد من أجله الثوار الجنجويد ينحل وليس يدمج فى الجيش ويودع قائده ومن معه سجن شالا للأبد.

    .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..