مقالات وآراء

زمن الدبلوماسية البعشوم

الرفاعي عبدالعاطي حجر 

في عُرف عامة أهل بلادنا إذا ما كنت في معالجة موقف صعب ، وقدمت الحكمة وجعلت الأمر ميسورا ، يقولون فلان دبلوماسي ، وكان الدبلوماسي يتغنون بخصاله ، وقال المعتق شاعرنا محمد بشير عتيق :

في غفلة رقيبي رُحت أزور حبيبي لقيتهُ شوية حاسي
وضاجع في سريره

متوسد وثيره

بين طيات حريرهُ
حَييتُه وجلسْتَ

من حُسنُه إختلستَ

في سِحرُه أنغمستَ
بحديث (دبلوماسي) قال لي نوري ماسي وأحذر إلتماسي
قت ليهو في جمالك سحروك ولّ مالك ؟’

هكذا صور عتيق الدبلوماسية في حديث من عشقها خياله ، وصور ان الحديث الدبلوماسي تهذيب وأدب وارتفاع في سمو المفردة.، ف جادت الخارجية السودانية ب مبارك المغربي وسيد احمد الحاردلو ، وادباء في قامة منصور خالد ، وجمال محمد احمد الذي تغزل في رفيع اتقاده الذهني كاتبنا العالمي الطيب صالح ،، ظلت الدبلوماسية السودانية ترفد الحياة الأدبية والثقافية وامثال عبدالهادي الصديق ذلك الدبلوماسي الكاتب والمسرحي والأستاذ الجامعي ، رفدول المكتبة الفكرية ، ب سيلٍ من الاسفار عالية القيمة والمضمون ، وترفد المكتبة السودانية والافريقية والعالم اجمع بما ثقل وزنه من عصيرات الذهن المتقد ، الدبلوماسية السودانية ، تردت إلى الحضيض في عهد التتار ، وفي ظل ثلاثين عاما ولاتزال تعاني ، إذ تم غزوها في ظل غزوات سيىء الذكر الترابي وفلول النظام الإنقاذي الماضون  إلى زوال بإذن الله وإرادة أبناء شعبنا الكواسر لكل زيف.
صارت وزارة الخارجية مرتع لكل متردية ونطيحة وما اكل السبع ، وبعد أن كان في عهود سابقة يلجها نخبة التعليم صار مدخلها البندقية والدفاع الشعبي والأمن الشعبي والبعاشيم من شاكلة فاقدي الخلق والادب وابسط مناهج الدبلوماسية ، ان العمل الدبلوماسي كان في عهد منصور خالد وسابقيه وبعد اجتياز الاختبارات المهارية والفكرة واللغة ، كانت هناك لجنة منعقدة من الدكاترة اساطين الطيب النفسي الدكتور التجاني الماحي والدكتور طه بعشر والدكتور حسبو سليمان ، في مذكرات الراحل د. منصور خالد ذكر قيمة هذه المراجعة النفسية لموظف السلك الدبلوماسي ، اليوم وقبل الغد يجب أن تعود هذه اللجنة باطباء مشهود لهم بالكفاءة لمراجعة توطين وتسكين موظفون يحتاجون إلى الارتقاء والى تعلم ابسط قواعد حقوق المواطن على اي بيت من بيوت السودانيين.
إن القنصلية أو السفارة أو الممثلية ليست ملكا للسفير أو القنصل أو السكرتير ، إنما هي بيت م بيوت السودانيين يجد عندهم الحماية والحلول لكافة مشكلاته حتى وصوله آمنا لبلده ، ان نماذج جديدة من صفوف عيال الترابي صارت تتحكم في غفلة من اي رقابة في مصائر السودانيين ، بل وصارت مشكلات السودانيين العاملين بالخارج تزداد تعقيداتها في ظل تدخل المعتوهين من دبلوماسيي الغفلة ، لعل هنا جدير بالذكر ان نقول ان قنصلية السودان العامة في جدة كانت لاهميتها يتم إيفاد دبلوماسية على علم ودراية من أمثال عميد الدبلوماسية الاستاذ احمد التجاني متعه الله بالصحة والعافية، مولانا السفير حسن سوار الدهب ، وحتى نشهد بالحق ان جاء من طرف الخارجية كيزان لكنهم ظلوا يقفون على مسافة واحدة من الجميع أمثال الأستاذ خالد الترس وفضل عبدالله فضل وآخرين ، حتى في عهد الاخ الأستاذ ياسر احمد صديق والوزير المفوض الشاب الخلوق محمد الحسين عكاشة ابن عطبرة شهدت القنصلية تكورا ملحوظا في الخدمات والعلاقة مع المغترب ولكن أرادت وزارة الخارجية في ظل الانقلاب ان تدفع بكوادر ظلامية ترتد للماضي ، وتقف حائلا دون بلوغ العلاقة سقفها في النضج ، هنا نقف وقفة حق ونشيد بالقنصل حسين الصادق واهتمامه بمعالجة مشكلات السودانيين ، بل وخلقه للعلاقات الطيبة بالكيانات في جدة والمنطقة الغربية على العموم.
إن المهنية تقتضي أن نقول بأن الذي يحدث في جدة حالياً ، هو تواطؤ من الخارجية لصالح الفلول والكيزان ، وان الأموال التي تستقطع يجب أن تخضع لمراجعة شاملة من قبل المراجع العام القومي لجمهورية السودان ، ومن ثم إصلاح العلاقة بالجمهور ، عبر ابتعاث دبلوماسية في قامة ياسر احمد صديق وعكاشة وسوار الدهب والابقاء على أمثال حسين الصادق وبعض صغار من موظفين الصالة والعاملين البسطاء هم وقود هذه القنصلية، لكن محل القرار يجب أن يتم ابتعاث دبلوماسي عارف بماهية ومفاهيم ومعنى الدبلوماسية ونواصل ان شاء الله تسليط الضوء بكل شفافية.

 

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..