أيها المعلمون.. لا تتخاذلوا وارفعوا سقف مطالبكم

من الآخر
أسماء جمعة
حقيقة، المعلمون هم أكثر فئة في الدولة السودانية تعمل في ظل ظروف صعبة وبمرتبات ضعيفة، وتواجه عدم التقدير، مع تدمير شامل للتعليم، هو أمر ليس بجديد، وإنما بدأ قبل أكثر من ثلاثة عقود، حين تبنى نظام الحركة الإسلامية تدمير التعليم، فحقق النتيجة الحالية، وأصبح السودان واحداً من أسوأ الدول في مجال التعليم في العالم.
بعد الثورة، بدأت الحكومة الانتقالية خطوات جادة لتحسين العملية التعليمية، ولكن جاء الانقلاب بقيادة عسكر الحركة الإسلامية، وأعادوا الوضع إلى ما كان عليه، وواصلوا في نفس النهج القديم، وقد اتضح أنهم أكثر عداء للتعليم والمعلمين والمتعلمين.
اليوم، يمضي على جريمة الانقلاب أكثر من عام، ولم يحدث أن ذكر البرهان أو أي من الانقلابيين كلمة التعليم، ولو بالصدفة. وذلك ناتج من شدة احتقارهم للتعليم طبعاً، هذا الوضع ما كان له أن يحدث لو كان المعلمون متحدين وعلى كلمة سواء. والحق يقال، هم أكثر الفئات تخاذلاً لذلك ساء حالهم وحال التعليم. فقد تمكنت كل الفئات المهنية الأخرى من إجبار الحكومة الانقلابية على تحسين رواتبهم، إلا فئة المعلمين. وآخر تعديلات شملت أساتذة الجامعات وبعدهم موظفي التعليم العالي، رغم أن التعليم العام أهم من العالي، وقد تحقق لهم ما أرادوا بعد إضرابات قوية لم يتخاذلوا فيها.
تخاذل المعلمين ظهر في كثير من المواقف القديمة والجديدة، وكلما فكروا في القيام بعمل سعى بعضهم إلى إفشاله. وقد سعت لجنتهم إلى تسجيل الكثير من المواقف الجيدة، ولكن هزمت مساعيها بسبب مجموعات الفلول الفاسدة التي تعرف من أين يؤكل الكتف، وتستحوذ على حقوق الآخرين. ولا أقول هذا الكلام من فراغ، فأنا من أكثر الناس متابعة لقضايا المعلمين والتعليم.
لجنة المعلمين أعلنت عن جدول إضراب لشهر ديسمبر حتى نهايته، وحددت الجدول والبرنامج، وأرجو ألا يفشل في تحقيق أهدافه. هذه فرصة للمعلمين للضغط على هذه السلطة الظالمة التي تتعمد إهمال التعليم، فهي لن تلتفت إليهم أبداً إذا لم يتوحدوا ويقفوا مع بعضهم بقوة، وسيجدون مساندة الشعب، وكل الفئات الأخرى، فقط عليهم بالصمود، فاسترداد عزة وكرامة المعلم هي استرداد لكرامة هذا الوطن المنتهكة. ومن دون المعلم، لن يكون هناك وطن ولا شعب حر.
نقول للمعلمين: لا تتخاذلوا ولا تنهزموا، واصلوا في إضرابكم واستمروا حتى تستجيب الحكومة لكل مطالبكم كاملة، وارفعوا سقف مطالبكم إلى أعلى درجة، لتشمل تحسين المرتبات مع معالجة مشاكل التعليم كلها. لا تتفاوضوا، ولا تقبلوا بمعالجة مجزئة، ولنخسر عاماً كاملاً أو حتى عامين، ويكسب التعليم تغييراً كاملاً، هذا الأفضل لمستقبل هذا الوطن، فالتعليم لا يقبل أنصاف الحلول.
أيها المعلمون، أنتم القادة الحقيقيون والمنقذ لهذا الشعب، لا تنهزموا حتى تتحقق كل مطالبكم، إنها فرصتكم، ليس لاسترداد عزتكم وكرامتكم، بل لتحرير هذا الوطن، وإنجاح الثورة والتغيير، وتحقيق حلم الشعب بالحرية والسلام والعدالة، إذ لا حرية ولا سلام ولا عدالة، في ظل تعليم متردٍ ومعلم مهان.
الديمقراطي
مقال مدفوع ثمنه بالدولار الامريكى
المعلمون أدرى بمصلحتهم ، عليك بالكف عن تأجيج النيران وأنصحك بإشغال نفسك بالكتابة في مواضيع تعود بالفائدة لتحسين معاش وأمن المواطن الغلبان في هذا البلد، وأرجو ألا تكوني كـ “عجوبة الخربت سوبا” أو البسوس التي أشعلت حرباً امتدت لأربعين سنة