مقالات وآراء سياسية

حكامنا يتحكمون ولا يحكمون !!

محمد حسن شوربجي
صعد عمر بن الخطاب يوما على المنبر  فقال : يا معشر المسلمين ماذا تقولون لو أني ملت برأسي إلى الدنيا هكذا؟ وأمال رأسه ، فقام إليه رجل فسل سيفه وقال : كنا نقول بالسيف هكذا وأشار إلى قطعه فقال عمر : إياي تعني بقولك؟ قال : نعم إياك أعني بقولي ، فنهره عمر ثلاثاً وهو ينهر عمر، فقال عمر : رحمك الله ! الحمد لله الذي جعل في رعيتي من إذا تعوجت قوَمني.
فأين نحن من الفاروق وعمر بن عبد العزيز وغيرهم من الاكرمين وقد تحول بعض قادتنا لوحوش كاسرة تقتل الانفس البريئة.
فكل همهم التحكم في انسان السودان.
وان كان من المفترض ان تحكمنا حكومات تحكم ولا تتحكم.
ولكن للاسف الشديد الحاكم السوداني ومنذ الاستقلال هو متحكم.
ولعلنا من ساهمنا كثيرا في جعله متحكما.
فبلادنا ظلت تموج طويلا في  انقلابات وثورات هي الاكثر في افريقيا.
وكان المدنيين هم الاكثر استعانة بالعسكر.
وان كانوا جميعا يعلمون ان كل ديانات السماء لا تقبل التحكم.
وحتي النظريات الانسانية من  ديمقراطية ورأسمالية هي ايضا ترفض التحكم .
فالمقتضيات البديهية للاديان  هو الإنصات لصوت الشعب.
والمقتضيات البديهية للديمقراطية ايضا هو الإنصات لصوت الشعب.
والإصغاء لتعبيراته وذلك للاعتبارات التالية :
ان من يصنع الحكومات هو الشعب.
وان من يختار المسؤولين هو الشعب.
وان من يقدم تعويضاتهم مقابل خدمتهم هو الشعب.
وان من يملك إزاحتهم هو الشعب.
فالشعب يمثل واقعيا الرافعة الأساسية للممارسة الديمقراطية ، إذ لا معنى للديمقراطية في غياب صوت الشعب.
وطبيعي جدا أن تعبر الشعوب عما يقلقها.
وطبيعي جدا ان تتذمر الشعوب وتخرج وتتظاهر.
فالشعب لا يطلب سوي حياة كريمة ووطن يسع الجميع.
لذا لابد من اختيار حكومات تحكم و لا تتحكم.
ولا مجال للمحاصصات والجهويات والعنصريات في مثل هذه الحكومات.
وان لا تكون هناك اصواتا تطالب بعودة اللصوص والجلادين.
وان لا يكون هناك مجال لعودة تلك الديناصورات القديمة التي فشلت في بناء دولة  منذ فجر الاستقلال.
فكفانا متحكمون علي رقابنا.
وكفانا متحكمون علي ارزاقنا.
وكفانا متحكمون علي حريتنا.
وكفانا متحكمون علي عدالتنا.
وكفانا متحكمون علي سلامنا.
فكم نتمني ان يكون الحاكم عادلا وليس متحكما…
ففي التحكم ظلم كثير…
ورحم الله المتنبي حين قال :
يا أَعدَلَ الناسِ إِلّا في مُعامَلَتي
فيكَ الخِصامُ وَأَنتَ الخَصمُ وَالحَكَمُ .

‫2 تعليقات

  1. مقال في الصميم استاذ شوربجي لكن من يسمع؟ املنا بقى في رب العالمين اما هؤلاء الساسة والعسكريين فسوف نسألهم يوم القيامة عن كل ما ارتكبوه من جرم في حق هذا الشعب المسكين الصابر. الان تفرق السياسيون ايدي سبأ وكل كوم يرى بأنه على حق وانه يملك الحقيقة الكاملة وكل ينظر لمصلحته حتى لو ضاع الوطن وهلك الشعب عن بكرة ابيه.

    الله المستعان ولك التحية.

  2. اسوء من الطغاة من يساعدهم علي طغيانهم
    ساسي بلادي انتهازيون ومنافقين ومستعدون لبيع الوطن بشربه ماء او لقمه او وظيفه حارس
    الم تر كيف جملوا للقبيح طمعا في سلطه ومال

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..