مقالات وآراء
حاويات حشرية وبشرية

هاء السكت
بشرى الفاضل
كانت هناك قريتان متجاورتان في منطقة السافنا الغنية، القرية الأولى اسمها قرية النفير والثانية اسمها قرية بني طفيل وكانت بينهما عداوة ويسخر سكان بني طفيل من قرية النفير ويصفون سكانها بأنهم لا يعرفون في أمور الدنيا شيئاً ومن عجب أن جل سكان قرية النفير متضامنون وبينهم ألفة، أما كل سكان قرية بني طفيل فمتنافرون بحيث تبصر الواحد منهم لا يستقر على حال و (عينه طايره) في الموسم الماضي زرعت قرية النفير السمسم عن طريق النفير فنما كأنضج ما يكون وظلت قرية بني طفيل ترقب زراعة جيرانهم وتحسدهم وتحسد، فهم في قريتهم لا يزرعون ولا يهتمون حيث أنهم مشغولون بالسمسرة.
نضج السمسم الوفير في حقول النفير وقبل أن يحصده السكان المستبشرون خيراً هبط عليه جراد صحراوي بالملايين وأكل المحصول كله وطار فتلقاه سكان قرية بني طفيل وأكلوه عن آخره، لم يتركوا ولا جرادة وكان السمسم الثمين في جوف الجراد ولم يسعف السرب الطائر الوقت كي يهضم المحصول.
هبت قرية النفير تتظلم لدى محكمة المدينة المجاورة وهي محكمة قضاتها باردون لا ينفعلون بأي قضية وقال كبير القضاة لسكان قرية النفير لا يمكن مقاضاة قرية بني طفيل فهم لم يأكلوا سمسمكم بطريقة مباشرة، لكن هناك حل هو أن تسرعوا قبل أن يهضم سكان بني طفيل الجراد والسمسم بداخله فتأكلوهم هم أي أن تصبحوا من أكلة لحوم البشر، كان القاضي يسخر وأردف يوضح عبارته بالإنجليزية (كانيبالس).
رجع سكان قرية النفير إلى قريتهم المفتقرة إلى السمسم والعدل، كانوا في وجوم وحزن شديد دهمتهم بعده هاء السكت فسكتوا.
الجريدة
في النهاية اضطر أنفار من أهل قرية النفير الى أن ينفروا هزالا ونفرت أنا شخصيا معهم وهجمنا على القاصية من بني طفيل وأكلناهم ثم جعلنا لنا قديدا (شرموط لزوم ملاح الاقلية وكده) منهم حملناه معنا الى جياعنا.