مقالات سياسية

لمن تعزف مزاميرك ياجبريل ؟

حسن أبوزينب عمر

ومن يصنع المعروف في غير أهله
يلاقي الذي لاقى مجير أم عامر
زهير بن أبي سلمى

لا صوت يعلو في ولاية البحر الاحمر هذه الايام فوق صوت مشروع ميناء (ابو عمامة) الذي تم التوقيع المبدئي على تشييده  على بعد 200 كيلومتر شمال بورتسودان بشراكة وتمويل من الحكومة الاماراتية بمبلغ 6 مليار دولارمع شركة دال والحكومة السودانية ممثلة في وزارة المالية وعرابها الدكتور جبريل ابراهيم .. وكلما تتسارع جهود المكونات السياسية للخروج من عنق الزجاجة لتكوين أول حكومة مدنية كلما تسارعت وتيرة خطوات جبريل في الوصول الى خط النهاية ساعيا لتصدر ماراثون السباق المحموم .
(2)
الذي يلفت النظر من الحماس الطاغي لوزير المالية وحرصه على احتلال المركز الاول هو أن يتم الفراغ من كل بنود الاتفاقية لتكون جاهزة وواقعا معاشا لا تملك الحكومة القادمة أمامه سوى الخنوع والبصم . لا يخفي على أحد المخطط الذي يستميت جبريل لتنفيذه ولكنه في حماسه ونشاطه وعجلته يسعى لخلق واقع جديد Status quo
يدوس به مع سبق الاصرار والترصد على ثوابت ليست غائبة عليه وهو ان حجم هذا المشروع وموقعه الجغرافي الاستراتيجي  وتقاطعات المصالح الاقلمية والدولية وضخامة الاستثمارات المخطط ضخها كلها ثوابت تمس السيادة الوطنية وعليه فلا تستطيع جهة محددة بعينها مهما كانت احتكار شرعنته وتنفيذه .
(3)
أنه مشروع سيادي لا يتم تمريره الا بموافقة حكومة مركزية تجيزه بقوانينها ورضى خبرائها وعلمائها بعد قتله بحثا بالدراسات والابحاث اللازمة مع التوافق عليه عبر سلطات تشريعية منتخبة .. تنفيذ مثل هكذا مشروع بجرة قلم في غياب هذه الأجسام التي تملك وحدها حق الرفض والقبول يثير عواصف من الشك ترتقي لتوجيه أصابع الاتهام بالفساد بالصيد في المياه العكرة ينتهي حتما بدفع السودان ثمنا غاليا طال الزمن أو قصر .
(4)
المشروع كما يعلم الجميع أثار عواصف من الخلاف بين هيئة المواني من جانب وأهالي منطقة محمد قول وأبو عمامة .. وزير المالية الذي لم نرى له انجازا يذكر بجذب الاستثمار الى غرب السودان الذي يحمل لقب سلة غذاء العالم  يعلم كل هذا ولكن الذي لا تختلف عليه عنزتان هنا ان بوصلته في هذه المعمعة لا تتحرك حبا في عيون أهلنا البشاريين وليس ايمانا بقضايهم العادلة ولكن لايجاد تمويل لاستحقاقات اتفاقية جوبا وهنا مربط الفرس .
(5)
الاتفاقية المشئومة التي جيرت جل ثمارها لصالح دارفور على حساب الولايات الأخرى ومنها البحر الاحمر التي تعتبر أكثر أقاليم السودان تخلفا وأقلها حظا في التنمية كما تؤكد التقارير الوطنية والاجنبية أفرزت نتائج كارثية بولادة أصوات عالية تطالب بتقرير المصيرفي أماكن كانت هادئة مثل شمال السودان وكردفان في وجه الغبن والظلم الذي وقع كالصواعق على الرؤوس من جراء (القسمة الضيزى) كما ان الاتفاقية لم تجلب سلاما الى دارفور فقد انتهت لزلزال مدمروحرائق مشتعلة حطب نارها قبيلتي الرزيقات والزغاوة كما تقول الدكتورة جينفر المتخصصة في قضايا دارفور .
(6)
انعكاسات مشروع تشييد ميناء جديد على مواني السودان القائمة أصلا في بورتسودان وسواكن وهيدوب والتي صرفت عليها الدولة المليارات من جيب محمد أحمد (دافع الضرائب) هي خطوة قاتلة مميتة لهذه المواني فميناء السودان الأول أشبه الآن بملاكم أرهقته المتاريس والاضرابات والعمالة المقنعة وهشاشة الآليات المعينة ينتظرمصيرا مؤلما بقاضية الجولة الأولى في مواجهة غير متكافئة أمام ميناء (أبوعمامة) الذي ستستعين فيه الامارات بآخر ماوصلت اليه فنون تكنولوجيا صناعة الموانيء ولأنه سيطبق الميكنة الكاملة حسب ضروريات العصر فليس من المأمول استيعاب عمالة كثيرة .. اذا تمت اقامة الميناء الجديد فسوف يكون مصيرميناء برؤوت مصير ميناء سواكن الذي جثم على ركبتيه وأصبح كوما من الحجارة الصماء  لا تصلح الا لنعيق البوم مع تشغيل ميناء بورتسودان عام 1906م وسينتج عن الخطوة تشريد الآلاف من العمالة .
(7)
يقول تعليق لاحد الصحف البريطانية منسوب الى مصادر اماراتية
The UAE wants a stable SUDAN so they can do more and more of these investments ,but we are not waiting for every thing to be perfect “ he added
الامارات ترغب في سودان مستقر للقيام بمزيد من الاستثمارات ولكننا لسنا مستعدين حتى تنصلح كل الامور .

(8)
يقول الصحفي الاستقصائي عبد الرحمن الامين معلقا (هذا يعني بالعربي الفصيح رغم النفي الاماراتي الكسيح انه لاداعي لانتظار سلطة تشريعية او برلمان منتخب يمثل الشعب سيما في مثل هذه القرارات التي تمس السيادة والأمن القومي الوطني . وسيلتها هنا هو رجل الاعمال السوداني اسامة داؤود رئيس مجموعة (دال) الذي يكون دوره بجانب الفوائد الاقتصادية التي سيجنيها تحميله (وش القباحة) سيما وقد كان له دور مشبوه مماثل في مشروع لسحب السيادة السودانية على منطقة الفشقة) .
(9)
الآن انتهينا الى مشهد سريالي يعوزه السند والمنطق ولكن دائما تبقى الحقيقة التي أدار لها المستثمر الاماراتي وشركة دال ووزير المالية ظهورهم للموانيء القائمة أصلا لسبب في نفس يعقوب وهي ان تأهيل ثلاثة موانيء جاهزة ومشيدة باعادة هيكلتها وتوفير المعينات اللازمة لتشغيلها كان امرا أقل تكلفة فالمليارات الست كانت كفيلة بانعاش ليس المواني الثلاثة فحسب بل كل سواحل ولاية البحر الاحمر دعما للاستقرار والتنمية بدلا من المشروع الاحادي المشبوه الذي قطع شك سيشعل فتنا جديدة تورط فيها الجبريل ولكنه لا يعرف متى وكيف يطفئها .

‫4 تعليقات

  1. ياعمي روح شوف بورتسودان حالها كيف بعد الأمطار.. لو طلبت الإمارات تشتريها مافي مانع.. اكثر من ٦٠سنه بعد الاستقلال وما عندكم غير الفصاحة والأماني العذبة للمواطنين.

  2. مرحب بي الامارات و الصين أمريكا اى واحد عايز ينفع الناس و البلد . الدمر ميناء بورسودان ترك و انت من حيرانه .

  3. وا حسرتاه على السودان الذي أصبح تحت سيطرة تحالف الجيش الخائب وجنجويد الريزيقات وحركات الارتزاق الدارفوريه المسلحه ( زغاوة فكي جبرين ومناوي) وامتدادهم القبلي فى غرب أفريقيا..

    .. فكي جبرين يتأمر على بلادنا، يبيع موانئ البحر الأحمر ويخطط لبناء خط سكة حديد َمن بورتسودان الي( ادري) في بلده الام تشاد، مارا بقرية ( الطينه) الدارفوريه و( الطينه) التشاديه، والتي يقبع فيها زغاوة السودان وزغاوة تشاد وهي َمسقط رأس فكي جبرين!!!..

    … يا استاذ ابو زينب،، اكتب لنا عن الأرض التي امتلكها الجنجويدي الريزيقي حميدتي وعصابات جنجويد الريزيقات شمال بورتسودان لتكون مكانا لتدريب جنجويد الريزيقات كما افادنا اعلام الريزيقات !!

    .. توعدنا الجنجويدي الريزيقي محمود موسى مادبو ناظر قبيلة الريزيقات الاجراميه،،بطي الخرطوم في 5 دقائق وغدا سيتوعدنا بطي بورتسودان في دقيقتين (2)،،،!!!

    … كل ذلك يجري في بلادنا واهلنا في سبات عميق حالهم مثل حال أهل الكهف،،
    عندما يفيقوا من سباتهم لن يتسني لهم طعامهم ( كول، وحمام شقوق وبغو) وتحمل عملتهم صورة حميدتي وفكي جبرين وقومهم أصبحوا غريبي الوجه واليد واللسان ويخاطبون بعضهم البعض بلغة الريزيقات والزغاوة…

    … الله عليك يا بلادي..

  4. اقتباس :

    ( الاتفاقية المشئومة التي جيرت جل ثمارها لصالح دارفور على حساب الولايات الأخرى ومنها البحر الاحمر التي تعتبر أكثر أقاليم السودان تخلفا وأقلها حظا في التنمية كما تؤكد التقارير الوطنية والاجنبية أفرزت نتائج كارثية بولادة أصوات عالية تطالب بتقرير المصيرفي أماكن كانت هادئة مثل شمال السودان وكردفان في وجه الغبن والظلم الذي وقع كالصواعق على الرؤوس من جراء (القسمة الضيزى) كما ان الاتفاقية لم تجلب سلاما الى دارفور فقد انتهت لزلزال مدمروحرائق مشتعلة حطب نارها قبيلتي الرزيقات والزغاوة كما تقول الدكتورة جينفر المتخصصة في قضايا دارفور .)

    … اتفاقية جوبا كشفت لنا حقيقه من هم الدارفوريين وأصبح المهموس به عن حقد وغل الدارفوريين على أهلنا مكشوفا وواضحا للعيان ،
    شاهدنا ذلك في مجزرة القياده العامه التي ارتكبها جنجويد الريزيقات ،،واستباحة العاصمه ومدن السودان الأخرى بعد المجزرة ،
    .. أصبحت الفوضي العارمة والسيولة الامنيه التي تعم بلادنا بعد ما يسمى بسلام جوبا، سيدة الموقف وحالات النهب المسلح والاغتصاب والقتل التي يقوم بها جنجويد الريزيقات وحركات الارتزاق الدارفوريه المسلحه ولا رادع يردعهم في غياب ما كان يعرف بجيش السودان…
    … الحرب الاهليه قادمة شئنا ام أبينا وسيكون حطبها ووقودها الريزيقات والزغاوة،، سيتصدي لهم أهلنا ولا يفل السلاح الا السلاح..

    .. مهزلة جوبا اقنعت أهلنا في الشمال والشرق والوسط انه لا تعايش مع الدارفوريين ولابد من فصل هذا الإقليم الذي لا يجمعنا به أي قاسم مشترك سوي الجغرافية..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..