يبدو أننا قد جبلنا علي عدم التوافق والاتفاق!! (2)

ب/ نبيل حامد حسن بشير
في الحلقة الأولي توصلنا الي أن السودانيين بالفعل ولجوا مجالات السياسة (بمفاهيمها الحديثة) بعد دخول التعليم النظامي بواسطة المستعمر، وتدفقت انماطها المتعددة والمتنوعة من الأفكار السياسية والاجتماعية والعقائدية والهجين بينها. بعضها تم سودنته ، والبعض الأخر (ارتبط) بجهات أجنبية مؤسسة للفكر الذي تبناه الحزب ولم يكون راغبا في سودنته ، أو في حالات أخري فشل في عملية السودنة. ركزت الأحزاب الحديثة علي طلاب المدارس و جامعتي الحرطوم والقاهرة فرع الخرطوم والنقابات والاتحادات بغرض الاستقطاب ولم ينجو الجيش أيضا من الاختراقات.
بمراجعة تاريخ السودان عبر القرون يمكن للمحلل أن يكتشف أن السودان (قبل وبعد) تشكيله الحالي لم ينجو أو كان بعيدا عن (التدخلات الأجنبية) في كل منحي من مناحي الحياة ، خاصة السياسية والاقتصادية ، والسبب الأساسي وراء ذلك موقعه الجغرافي وموارده.
ما يهمنا في مقالنا هذا النواحي السياسية رغما عن ارتباطها القوي بكل ما يدور في حياتنا كسودانيين. في العصر الحديث كان السودان مجبرا علي اتباع سياسات الحكم التركي السابق ، وبعده الاستعمار البريطاني المصري. ثم التدخلات السافرة للقطبين الكبيرين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة أثناء الحكم العسكري الأول والثاني. بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وقعنا في براثن الصراع بين أميريكا وروسيا والصين (الحكم الانقاذي البعيض) والتدخلات العلنية لدول الترويكا وغيرها من الدول ذات الأموال الضخمة ، كبيرها وصغيرها (الأن) . وما مؤامرة فصل جنوب السودان ببعيدة عن أذهاننا ، وكذلك ما يدور الأن بالنسبة لدارفور والشرق والنيل الأزرق وجنوب كردفان. حتي دستورنا الأول وضع بواسطة جهات غير سودانية واستمد من الدستور الهندي . حتي يومنا هذا السودان تفرض عليه سياسات خارجية (اردنا أم أبينا) ، بل كل العالم دون استثاء واقع تحت ضغوط خارجية بما في ذلك الولايات المتحدة نفسها وروسيا ، وما الحرب الروسية الاوكرانية الحالية الا نتيجة ذلك.
هل نحن قادرون علي منع التدخلات الخارجية؟ أن كانت اجابتكم بنعم فنرجو أن توضحوا لنا الألية لذلك . أم أن وافقتم على أننا يجب أن (نتعايش) كغيرنا من الدول كبيرها وصغبرها مع هذا الأمر كامر واقع ولا مفر منه ، يجب أن نحاول (بحكمة وبقدر الامكان) أن نستغله الاستغلال الأمثل للحفاظ علي وطننا والارتقاء به وبمواطنه . كما قال الثائر التونسي رحمه الله (قد هرمنا) . وطننا أصبح في مهب الريح وعلي شفي الانهيار والتشظي، لكن مازال الأمر بيدنا (ان توافقنا) على الحد الأدني للمرحلة الانتقالية ، وبعدها لكل حدث حديث. لكن (المعاندة والمكابرة والتخوين ورفض الأخر) أو عدم قبوله أو قبول الجلوس معه للتفاكر والتشاور ووضع حلول تخرج وطننا المأزوم من ورطته فليس أمامنا الا أن نلوم أنفسنا وننتظر ردة فعل الأجيال القادمة،. دائما ما أقول : نعيب سوداننا والعيب فينا ، و ما لسوداننا عيب سوانا.
أفيقوا وضعوا الوطن في حدقات العيون.المعروض الأن هو اتفاق (اطاري) . بمعني أنه (برواز) خارجي بحجم معين يمكن أن نضع داخله الصورة أو اللوحة أو العمل التشكيلي (التفاصيل) الذي سنحددة بعد التشاورو الاتفاق علي التشكيل الحكومي والبرلماني والقضائي أثتاء الفترة الانتقالية (عامين). هو اطار دستوري وليس دستورا. الدستور له متخصصون ومتوفرون بالجامعات والجهاز القضائي ويعرض على الشعب للموافقة عليه ثم البرلمان . ويمكن لكل فرد أن يبدي رأيه فيه قبل اجازته. لا يهمنا من يحكمنا، لكن المهم كيف نحكم. لا يوجد شىء يسمي بالدستور الدائم. الدساتير قابلة للتغير وبرضاء الشعب بحيث تلائم عصرها. الشيء الوحيد الدائم هو الله وما شرعه لنا.
من قاموا برفض الاتفاق الاطاري عليهم (وضع البديل) واخراجنا من المازق الحالي. من يعتقد بأن (العسكر) سيتركون لهم الجمل بما حمل فهو واهم، وكلكم يعرف الأسباب وراء ذلك. ومن يظن أن (التدخل الخارجي) سيتوقف ، بالتاكيد لا يعرف شيء عن السياسة. ومن يؤمن (باللآت الثلاثة) نقول له لقد وضعت العربة أمام الحصان.
الحل بالفعل في حكومة كفاءات و(برنامج محدود) لاصلاح الاقتصاد و هيكلة الدولة والاعداد للانتخابات فقط . غير ذلك يترك للحكومات المنتخبة. اتفقوا يرحمكم الله. اللهم نسالك اللطف (أمين).
يبدو أننا قد جبلنا علي عدم التوافق والاتفاق؟؟؟ يبدو أن الدكتور عنده حسن النوايا وأن الجميع يعمل ويهمه مصلحة الوطن يا دكتور اكثر من النصف الاحزاب تجمع المرتزقة والانتهازية ومليشيات قبائلية وهؤلاء افضل حالا من احزاب الطائفية عملاء الخارج كيف يتفق الثوار مع هؤلاء واصلا لو في طريقة لاتفاق ما كان في ثورة
اتفق مع كاتب المقال أن مشكلتنا الأساسية هي عدم جلوسنا مع بعضنا البعض واتفاقنا ولو الاغلبية على الحد الأدنى لإدارة البلاد..سالت أكثر من مره مالذي يمنعهم من التوافق مادام لا أحد فيهم يملك القوة والنفوذ الكافي لفرض شروطه على الآخرين لكنهم مستمرين في الصراع انتظارا للمعجزة غير عابئين بمن يسمونهم الشعب.