من الآخر
أسماء جمعة
اليوم تعود الذكرى ال 67 لإعلان إستقلال السودان، في هذا التاريخ أُعيد إلى اهله بعد 57 سنة قضاها تحت الاستعمار الإنجليزي، استقلال لم يهنأ به الشعب السوداني، ولم يتحقق منه أي هدف يعكس انه أصبح في رحاب بلد حر، مثلما حدث في كثير من دول العالم التي ما أن نالت استقالها حتى شقت طريقها سريعا نحو الاستقرار والتنمية والديمقراطية، أما السودان فقد وقع لسوء الحظ تحت استعمار واستغلال المؤسسة العسكرية والنخب السياسية واللوببات الفاسدة، ولم ينجج قادته في تقديم تجربة وطنية صادقة على مدى 67 سنة، بل اثبتوا انهم اسوأ من المستعمر الانجليزي ألف مرة رغم مساوئه الكثيرة.
تعود ذكرى الاستقلال بعد كل هذه العقود، ومازال الشعب السوداني مستمر في نضاله من أجل الحصول على الاستقلال الحقيقي الذي يمنح الوطن فرصة الازدهار، الاستقلال الذي يؤسس لدولة القانون والمواطنة والحرية والسلام والعدالة، ويجعل إنتهاك الثوابت الوطنية محرمة، الاستقلال الذي يمكن الشعب من اختيار من يحكمه بشرف ونزاهة.
كذلك، تعود اليوم الذكرى الرابعة لثورة ديسمبر المجيدة والمباركة، وهي الثورة الثالثة في طريق النضال من أجل الاستقلال الحقيقي والانفكاك من استعمار النخب والعسكر واللوببات الفاسدة، التي أهدرت 66 سنة من عمر السودان، وتعتبر ثورة ديسمبر هي مرحلة النضال الحاسمة التي لن تنتهي إلا حين يتحقق الاستقلال الحقيقي، فهي ثورة وعي يقودها الشباب بشجاعة وصبر وعزيمة، رغم إصرار العسكر واللوبيات السياسية الفاشلة على الابقاء على المشهد القديم، ورغم الجراح والأحزان والأزمات والإحباط والتربص الداخلي والخارجي، ولن يتوقف الشعب السوداني عن التطلع الى مستقبل لا يحمل أي ملمح من ذلك الماضي البغيض وهذا الحاضر المظلم، وسينتصر بإذن الله، هكذا يقول التاريخ. فالشعوب عندما تريد الحياة يستجيب لها القدر وينجلي الليل وكل القيود تنكسر وتنتصر.
كل الأمنيات لهذا الشعب العظيم بالخلاص من الاستعمار الحالي، الذي اجتمع فيه العسكر مع المليشيات والحركات المسلحة وتجار الدين والمصالح والكيزان، وكلهم مهزمون بإذن الله، ونتمنى أن تأتي الذكرى الخامسة وتجد السودان قد نال استقلاله الحقيقي، ونال حلمه الذي حرم منه بأمر أبنائه.
الديمقراطي
