مقالات وآراء سياسية

حينما يكون الساسة بلا وطنية تحدث الكوارث

الطيب جاده 
الوطنية هي تلك المشاعر النبيلة التي تهزّ كيان معظم البشر وتشعره بالانتماء وبترسيخ هويته ، وتقوّي فيه أواصـر الاتصال بأرضه وأهله وشعبه ، وأفضل شيء للإنسان أن يكون وطنياً في حسّه وفي سلوكه ، إذ لا يكفي أن يفخر الإنسان بأنه وطنيّ ، إنما يجب أن يترجم ذلك الشعور إلى واقع ، وأن يتحمل التضحيات التي تترتب عن ذلك مهما كانت جسامتها وعواقبها ، فالتعبير عن حب الوطن بالكلام والخطابات الجوفاء من دون قرنها بالعمل ، إنما هو في الحقيقة تمويه وكذب وبهتان.
وهنا تبرز أهمية الوطن وقيمته هنا يجب مواجهه كلّ واحد يجهل معنى الوطن ، كل من يتعامل مع السفارات من أجل تحقيق مطامعه الخاصة ، فالوطن أغلي من كل شيء ومن أجله نتحمل كل شيء. فما قيمة الإنسان بلا وطنية ! قد تشعر أنك تائه في ذاتك عندما تكون عديم الوطنية .
الوطنية ليس شعار يرفع في اسواق السياسة وانما هي منهجية اخلاقية تتفاعل مع وجدان الانسان وتكون كالدم يسري في العروق ، الانسان الذي يدعي الوطنية يجب ان يبرهن ذلك سلوكيا من خلال تذويب الذات من اجل مصلحة الوطن لا تذويب الوطن من اجل مصالح الذات .
أننا ومع الاسف نلاحظ اليوم الكثير ممن يدعي الوطنية وحب الوطن لكن في الأصل يركض خلف مصالحه الشخصية الضيقة . الكذب اصبح سبيلاً للمنافع الذاتية لهؤلاء عديمي الشرق والأخلاق ظهر في وسط وطننا افرادا ومجموعات وأحزاب سياسية تمثل كل عناوين الكذب والخداع باسم الشعارات التي رفعت في ثورة ديسمبر ، لان هؤلاء ممن سيطر عليهم الهوى والانا حتى اصبح الوطن والمواطن المستضعف ضحية لهذه الشخصيات والمجموعات والأحزاب السياسية التي تدعي الوطنية . أن الاختلاف بين هذه المجموعات هو اختلاف في الأصل على السلطة ولا علاقة له بالشعب أو الوطن ، لذلك أصبح المواطن البسيط ضحية لا يرى الا الحرمان والتهميش نتيجة صراع هؤلاء الساسة المنافقين هل الوطنية التي تنادون بها هي أن يبيع الشخص نفسه مقابل المال .
نوجه سؤالنا الى كل هؤلاء الذين يدعون الوطنية اين هم من الوطن؟؟ .
1-هل الوطنية تدفعكم لأقصاء بعضكم البعض من أجل السلطة.
2-هل الوطنية تدفعكم اللجوء  إلي السفارات الأجنبية والعمالة.
3-هل الوطنية تدفعكم ان تزيدوا معاناة الناس بخلافاتكم.
4-هل الوطنية ان نتفق مع اعداء الشعب الذين لازالت الدماء البريئة تنزف بسببهم ونسعى بلا وازع من ضمير من اجل الوصول للمنافع الذاتية الرخيصة.
اقول لكل هؤلاء وبالخصوص كل من يدعي الوطنية ومصلحة الوطن والمواطن – اذا كنتم حقا تمثلون مصلحة الوطن وتهمكم حياة الشعب السوداني انسوا الخلافات من أجل وسود هذا الشعب المكلوم وسودان المحبة والاخوة الانسانية ، لا سودان التشاحن والبغضاء والحساسية والخصومة .
ان الذي يسعى الى مصالحه الشخصية الضيقة هو خائن خائن خائن لشرفه وكرامته وإنسانيته وكل مقدساته.
هل سيدرك الجميع الخطر القادم ويلتفتوا الى الوطن ويحسوا المواطن ان الوطنية هي التضحية من اجل ان يكون المواطن سعيدا آمنا ومحبا للسلام ويعيش في ظل امن اجتماعي كسائر البلدان الراقية تحت راية دولة الحرية والسلام والعدالة والمساواة بين المواطنين بعيد عن الحساسيات القومية .
اللهم اشهد اني قد بلغت…

تعليق واحد

  1. هم كذلك بلا وطنية ولا أخلاق منذ الاستقلال لكن مايقلقني أكثر هو القطيع الذي يتبعهم هل هو مجرد مقفل نافع ام جيوبه منتفخة من مال السحت مثلهم.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..