مقالات وآراء
عندما يغيب الخبر الأهم عن الأجندة السياسية!!

خارج السياق
مديحة عبدالله
الخبر الأهم على الإطلاق الآن في البلاد هو أن ثلث المواطنين بحاجة لمساعدات إنسانية عاجلة حسب منسقة الشؤون الإنسانية بالسودان، ودعت إلى توفير دعم مالي بقيمة مليار وسبعمائة مليون دولار لسد الاحتياجات العاجلة، وأوضحت أن خطة الاستجابة الإنسانية في السودان للعام المقبل ستركز على تلبية الاحتياجات الأشد إلحاحًا لأكثر من (12) مليون شخص يعانون من الفقر المطلق.
هذه ليس المرة الأولى التي يطلق فيها العالم التحذيرات بشأن الوضع الغذائي في البلاد، لكن وللأسف العميق لم يلق الاهتمام من السلطة والأحزاب ولا القوى المدنية ولا الإعلام، رغم أنه الخبر الأكثر أهمية مقارنة بالكم الهائل من الأخبار التي تعكس القيل والقال المكرر لحد يبعث على السأم، ورغم أن المؤشرات توضح أن من يحتاجون للمساعدات الإنسانية ارتفع هذا العام بأكثر من مليون شخص، لأسباب سياسية وطبيعية واقتصادية ولتفشي الأمراض وارتفاع أسعار السلع الغذائية.
من المؤكد أن الوضع السياسي الهش السائد منذ انقلاب 25 أكتوبر اللعين قد فاقم من سوء الأوضاع المعيشية والإهمال الكبير لشؤون المواطنين الذين باتوا يعتمدون على أنفسهم لحل مشاكلهم بما يتوفر لديهم من إمكانيات شحيحة لدى الأغلبية منهم، ولولا تدخل المنظمات الإنسانية لبات الوضع أسوأ، فهي تساهم في توفير الماء الصالح للشرب والأغذية والصحة والتعليم بشراكة مع منظمات الأمم المتحدة وأخرى دولية مع قطاعات حكومية، واستطاعت هذه المنظمات الوصول إلى (9) ملايين من المواطنين.
إزاء هذا الوضع الحزين، تبرز الأسئلة الملحة.. ترى أين هو مجال السلطة وأهدافها تلك التي يدور حولها الصراع المتصاعد في البلاد، فالشعب الذي يتم الحديث باسمه ليل نهار ثلثه جائع يتلقى الإعانات من العالم، ويواجه الأمراض وتغير المناخ واندلاع النزاعات الدامية، ومن يفقدون حياتهم بسببها لا يجدون اهتمام حتى على مستوى الإشارة لأسمائهم وهوياتهم الاجتماعية، وتلك مهزلة وأي مهزلة.
إذا لم تصبح قضايا المواطنين في قلب الأجندة السياسية المطروحة والمطروقة، يظل الحديث عن التغيير لغو فارغ لن يلتفت إليه من يبحثون عن الغذاء والدواء والمأوى.
الميدان
شكرا للفت نظرهم للكائنات التي تعيش معهم.. لم نبرح محطة عم عبد اللطيف والساقية لسه مدوره