مقالات وآراء

استمرارية الثورية وقضايا وأولويات الراهن

 

خارج السياق
مديحة عبدالله
تشكل ثورة ديسمبر المجيدة معلمًا بارزًا مميزًا في تاريخ السودان الحديث بقدرتها الحيوية على طرح القضايا المتجددة من مختلف فئات الشعب دون توقف، بل بإلحاح وتنوع وقوة، يدل على الوعي بالحقوق وبالتطلع لحياة كريمة، وتقوم الولايات بفعل أساسي بطرح قضايا شديدة العمق حول الأرض والموارد وتوزيعها وإدارتها بعدالة، ولم يعد من الممكن تجاهل ذلك من المركز الذي يواجه تحديات وأسئلة صعبة، حول شكل ومضمون الحكم على أساس ديمقراطي قائم على العدالة الاجتماعية وحقوق المواطنة..
ورغم عمق تلك القضايا التى يأخذ طرحها أحيانًا شكل مواجهة عنيفة وتهديد بحمل السلاح وانفصال أجزاء من السودان، إلا أن هناك قضايا نوعية ملحة تمس حياة وحقوق المواطنين على المستوى الفردي والجمعي أولها وأهمها قضية الغذاء، وهى قضية لا تهم فئة واحدة بل كل المواطنين بدرجات مختلفة، ويكفي أن نحو 12 مليون سودان هم الآن في أمس الحاجة للغذاء، يتلقون مساعدات المجتمع الدولي، هذا وضع يتناقض والحالة الثورية التى تنتظم البلاد، فبينما يرتفع الحديث عن السيادة الوطنية يتم اغفال حقيقي أننا قد عجزنا عن إطعام الثلث من مجمل مجموع الشعب، فعن أي سيادة وطنية نتحدث؟
وأكثر من ذلك فأن أكثر من (3) ملايين طفل سوداني خارج مقاعد الدراسة، ترى كم بقى من شعب السودان غير منكوب ولاهث يبحث عن لقمة طعام ومقعد دراسة لصغاره أو جرعة دواء لمريض لديه، وخاصة وأن وزارة الصحة أوردت خبرًا مقلقًا حول ظهور حالة شلل أطفال من حالة وافدة من دول الجوار وتم إعلان للوباء بالبلاد رغم أن السودان ظل ولفترة طويلة خاليًا من جميع فيروسات شلل الأطفال.
إنها قضايا آنية لا تحتمل التأجيل من قبل القوى السياسية والمدنية والإعلام، صحيح أن العلاج الناجع لها لا إلا بوجود حكومة مدنية ديمقراطية وهو ما تسعى إليه قوى المقاومة المدنية بكل أطيافها، إلا أن الطرق عليها يؤكد الوعي بها ويدفع من يدفعون ثمنها بشكل مباشر للمشاركة الفاعلة بقدر استطاعتهم من أجل انتصار الثورة واستعادة الحكم المدني الديمقراطي.
الميدان
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..