أخبار السودان

عودة السودان للاتحاد الأفريقي.. هل يكون (الإطاري) كلمة السر..؟

تقرير : عماد النظيف

بلا كلل أو ملل يبذل السودان مجهودات لفك تجميد عضويته في الاتحاد الأفريقي التي حرمت قائد الجيش من حضور القمة الأمريكية الأفريقية في واشطن التي عقدت منتصف الشهر الجاري .ويأتي تجميد عضوية الخرطوم جراء إجراءات 25 أكتوبر والتي تم تصنيفها كانقلاب عسكري . ولكن مع الانفراجة السياسية بتوقيع المدنيين والعسكريين اتفاقاً يفضي لتفاهمات تقود لاستئناف الانتقال وتفضي لتكوين حكومة مدنية عادت وتيرة المطالبات بعودة السودان إلى الأسرة الإقيلمية. وعلى هامش اجتماعات لجنة التشاور السياسي بين الخرطوم وكمبالا، دعا وكيل الخارجية اليوغندي باقيري فينست الاتحاد الأفريقي لرفع تجميد عضوية السودان، بعد توقيع الاتفاق الإطاري. وناشد فينست، الاتحاد الأفريقي بـرفع تجميد عضوية الخرطوم خاصة بعد توقيع الاتفاق الإطاري المفضي لتكوين حكومة مدنية.

فك التجميد

واستقبل رئيس مجلس السيادة الفريق عبدالفتاح البرهان الثلاثاء بمكتبه بعثة الآلية الأفريقية لمراجعة النظراء برئاسة السفير علي الحفني عضو لجنة الشخصيات البارزة بالاتحاد الأفريقي، بحضور د.سيف الدولة بشير عبدالله المشرف العام المكلف لـ(النيباد) والآلية الأفريقية لمراجعة النظراء، والسفير الزين إبراهيم حسين مديرة إدارة الاتحاد الأفريقي بوزارة الخارجية.

وقال د.سيف الدولة بشير في تصريح صحفي إن البعثة جاءت للسودان في إطار الإعداد لإطلاق تقرير فجوة الحوكمة في السودان مبيناً أن هذا الوفد جاء في وقت يتطلع فيه السودان لآفاق رحبة نحو المستقبل خاصة بعد توقيع الاتفاق الإطاري مشيراً إلى أن البعثة عقدت اجتماعات مع الأمانة الوطنية للآلية الأفريقية لمراجعة النظراء مع وزيري الخارجية ورئاسة مجلس الوزراء المكلفين. وأضاف أن رئيس المجلس السيادي رحب بوفد البعثة وأكد أن السودان يعمل بصورة حثيثة نحو التحول الديمقراطي المطلوب، مؤكداً أن السودان يعمل مع كل الشركاء الإقليميين والدوليين بشأن تطوير وترقية التعاون والتنسيق المشترك.

وأعرب المشرف العام لـ(النيباد) عن أمله في أن تكون زيارة البعثة للسودان فاتحة خير نحو فك تجميد عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي وعودته للمجتمع الإقليمي والدولي حتى يصب ذلك في رفاهية وتنمية المواطن السوداني.

من جانبه قال السفير علي الحفني رئيس البعثة إن السودان كان من أوائل الدول التي انضمت للآلية الأفريقية لمراجعة النظراء التي تم إنشاؤها في عام 2003م مبيناً أن العام القادم سيشهد الاحتفال بالذكرى العشرين للآلية وأضاف: (لا ينبغي أن نحتفل بهذه الذكرى في غياب السودان) وقال إن السودان يجب أن يعود ليتبوأ موقعه في الاتحاد الأفريقي وفي الآلية.
وأبان السفير الحفني أن السودان كان من الدول القليلة في القارة الأفريقية التي قدمت تقريراً وطنياً عن الحوكمة والحكم الرشيد وأضاف البعثة جاءت بغرض تحليل الفجوة التي تمت خلال الفترة الأخيرة فيما يتعلق بأداء الدولة في مجال الحوكمة والحكم الرشيد بجانب الموضوعات الأخرى ذات الصلة. وقال رئيس البعثة إن هذه الزيارة ستفتح الباب واسعاً للتفاعل بين السودان والاتحاد الأفريقي. وأضاف: (نتمنى أن ترفع العقوبات عن السودان في القريب) على المستويين الإقليمي والدولي حتى يعود السودان لممارسة دوره الطبيعي إقليمياً ودولياً ويتم الإفراج عن الكثير من المساعدات التي تم رصدها للسودان.

الوضع يستدعي مراجعة

ويرى المحلل السياسي محيي الدين محمد محيي الدين، أن استمرار تجميد عضوية السودان أمر غير مبرر لجهة أن الفترة الانتقالية ليست نموذجاً ديمقراطياً تم الانقلاب عليه بل هي صيغة شراكة تأسست على إطار دستوري مؤقت لذلك وصفه بالانقلاب يخالف الأعراف والقوانين. وقد رأينا أن الولايات المتحدة الأمريكية نفسها لم تصف إجراءات ٢٥ أكتوبر بالانقلاب لأنه لا يطابق الموصوف وستكون له تبعات قانونية. أما وقد مضى عام على قرار تجميد عضوية السودان في المنظمة القارية فإن الوضع يستدعي مراجعة هذا القرار والتراجع عنه دفعاً لأوضاع السودان نحو الانفراج لما لهذا التجميد من تأثيرات على الاقتصاد ومعاش الناس. كما أن تشظي المشهد السياسي يدلل على أن ما جرى في أكتوبر 2021م كان أمراً حتمياً ما كان يمكن بدونه تصور ما يمكن أن تؤول إليه الأمور خاصةً وأن رفض هيمنة مكون واحد كانت تنذر بصراع عنيف.

العزلة الدولية

من جهتها تقول المحللة السياسية أسمهان إسماعيل، عقب إجراءات البرهان التصحيحية 25 أكتوبر 2021م أعلن الاتحاد الأفريقي تجميد عضوية السودان في الاتحاد بحجة أن السودان خالف شروط العضوية وأن الاتحاد الأفريقي لا يدعم الحكومات الانقلابية وقد تبع ذلك إيقاف الدعم المالي للسودان من المؤسسات الدولية المانحة ما أعاد السودان مرة أخرى للعزلة الدولية وخنق الاقتصاد مما كان له الأثر السالب على الاقتصاد ..إزاء هذا الموقف سعت حكومة البرهان لفك تجميد عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي عبر العديد من المناشدات عن طريق أوغندا والسنغال التي ترأس حالياً الاتحاد الأفريقي وكل المحاولات لم تلق أذناً صاغية لأن السودان خالف شروط عضوية الاتحاد ولكن أخيراً بعد توقيع الاتفاق الإطاري الذي يؤسس لحكم مدني سوداني وبعد زيارة بعثة الآلية الأفريقية لمراجعة النظراء برئاسة السفير علي الحفني في إطار الإعداد لإطلاق تقرير فجوة الحوكمة في السودان وتعتبر هذه الزيارة هي خطوة ايجابية تصب في مصلحة السودان وقد تكون مؤشراً لعودة السودان لعضوية الاتحاد الأفريقي والتي غالباً ما تتم بعد تشكيل حكومة برئاسة مدنية كاملة الدسم ولتجميد عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي آثار سالبة على الاقتصاد المتدهور أصلاً حيث تلتها المؤسسات الدولية بوقف أي تعاون مالي، والسودان في أمس الحاجة إليه وكذلك عدم دعوة السودان للقمة الأفريقية الأمريكية هي إحدى تداعيات تجميد عضوية السودان عليه أسلم طريق لفك عزلة السودان الإقليمية والدولية هي عودة السودان لعضوية الاتحاد الأفريقي وهذا لا يتأتى إلا بعودة المسار الديمقراطي وتكوين حكومة مدنية قد تفتح الباب على مصراعيه لتقديم المساعدات للسودان التي ستدعم اقتصاد البلد وتعيده لخطى التنمية والاستقرار.

الانتباهة

تعليق واحد

  1. فك التجميد لمجرد التوقيع علي مذكرة تفاهم؟ غايتو افريقيا دي حاتحكمها الدكتاتوريات وحاتكون متخلفة ليوم الدين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..