مقالات وآراء

مؤشر الوضع الصحي … صيدليات تتحول لبقالات!

 

خارج السياق
مديحة عبدالله
قال رئيس شعبة الصيدليات الخاصة في تصريح لصحيفة اليوم التالي الثلاثاء الماضي أن حالة من الضعف والكساد تضرب سوق الدواء في البلاد، مما دفع عدد كبير من الصيدليات لإغلاق أبوابها، والبعض تحول لبقالات، وذكر أن معظم شركات الأدوية قلصت الكميات المستوردة للثلث بسبب عدم توفر الدولار واللجوء للسوق الموازي!.
وضع لا ينفصل عن أحوال الصحة العامة في البلاد والاوضاع الاقتصادية لمعظم المواطنين، والأكثر معاناة منهم الذين يحتاجون للأدوية المنقذة للحياة، والكل يعلم كيف أصبحت ثقافة استهلاك المسكنات والاعتماد عليها لتخفيف الآلام سائدة، ونظرة سريعة للمستشفيات والوحدات الصحية تكشف عدد المرضى الذين يواجهون ارتفاع تكاليف مقابلة الأطباء وإجراء الفحوصات وارتفاع أسعار الدواء، أي حزمة متكاملة تفضي إلى الموت السريع أو البطيء حسب الوضع الصحي والاقتصادي لهم.
وهو وضع لا ينفصل عن الحالة الاقتصادية وارتفاع أسعار الاغذية حتى المنتجة محليًا، مما حرم الأغلبية من الحصول على حاجتها من الغذاء خاصة الأطفال والحوامل وكبار السن والمرضى، إضافة إلى تدهور صحة البيئة التي تمثل سببًا أساسيًا في الإصابة بالملاريا وارتفاع نسب الإصابة بها لأكثر من مليون مواطن ومواطنة هذا العام بزيادة 12% عن العام السابق وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في أحدث تقرير قبل يومين، والكل يعلم مضاعفات هذا المرض والدواء المستخدم لعلاجه، وكيف تتم الاستهانة به بينما هو يمثل مدخلًا للإصابة للعديد من الأمراض المفضية للموت.
وهكذا نحن أمام وضع من لم يمت بالرصاص مات بالأمراض، مما يدل على أهمية أن تكون المقاومة للسلطة الانقلابية متنوعة تعطي أولوية لقضايا الصحة والغذاء وصحة البيئة وارتفاع أسعار الدواء والمواد الاستهلاكية ونوعيتها، وتلك من حقوق المواطنة، والواجب أن يتم السعي الحثيث لنزعها، أولًا بالتركيز عليها في كل فعاليات العمل السياسي لمقاومة الانقلاب، وأن تكون ضمن أجندة عمل الأحزاب والمنظمات المدنية والإعلام، وبناء شراكات بين مختلف الجهات المهتمة بأي جوانب من الجوانب المتعلقة بقضية من تلك القضايا الحيوية.
الميدان

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..