مقالات وآراء
محاكم ومحاكم

شهب ونيازك
كمال كرار
في الدولة البوليسية القانون والقضاء أيضًا بوليسي، والقوانين في كل أنحاء العالم تفصّل على مقاس الطبقة المسيطرة.
شهد السودان بعد تطبيق قوانين سبتمبر ما سمى بمحاكم الطوارئ وقضاتها مهووسون قبضوا مقدمًا ثمن إذلال وإهانة الناس، تلك المحاكم أعدمت الأبرياء، ومنعت توكيل المحامين، والقاضي الذي يحكم هو أيضًا قاضي الاستئناف..
وابتدعت الديكتاتوريات العسكرية ما سميت بالمحاكم العسكرية، يقف أمامها مدنيون معارضون والأحكام جاهزة..
أمام إحدى تلك المحاكم ضرب الشهيد الشفيع أحمد الشيخ حتى الموت والقاضي العسكري يتفرج وهو ساكت..
وجاء زمن محاكم النظام العام، والسجن والجلد والإهانة عقوبة جاهزة لكل من يمثل أمامها، والقضاة يأتمرون بأوامر الحكام، ويقبضون الثمن مقدمًا..
ورفعت الانقاذ المخلوعة شعار الولاء قبل الكفاءة، وسيطر أنصاف المتعلمين على مفاصل السلطة القضائية، لتمرير أجندة النظام المخلوع..
وجاءت الثورة (والحال في حالو)، إلى حين إشعار آخر. وشهدنا محاكم من نوع خاص..
يقف السفاحون فيها في منصات مزدحمة بالقنوات الفضائية وكأنهم في مؤتمرات صحفية.. وهناك محاكم أخرى يأتي فيها الثوار وهم في أغلالهم والدماء تسيل منهم، يفرض عليهم الوقوف في قفص الاتهام كناية في المزيد من الإذلال..
هذه المشاهد التي نراها الآن رسالة في بريد الثورة مفادها أن الثورة لا بد أن تنتصر، وأن الهزيمة ليست موجودة في قاموس الثورة..
كل المجرمين أفلتوا من العقاب منذ الاستقلال وإلى هذه اللحظة.. ولكن الأمر مختلف هذه المرة..
يا أيها الثوار ساعة الحسم قد دقت..
وأي كوز مالو؟
الميدان
وأي كوز مالو؟ نجلس معاه ونصافح يده الملوثة بدماء شهداء الثورة كجلوسك مع الكوزالقاتل انس عمر والتافه اردول وجلوس صديق يوسف مع القتلة كباشي وحميدتي ومصافحة يدهم الملوثة بدماء الشهداء والتبسم في وجههم والكل يشرب شاي باليانسون.