مقالات وآراء سياسية

أحداث محلية بليل .. لم لا تمنع السلطات الإقليمية الفزع الأهلي وتتكفل هي بمؤنته؟

إبراهيم سليمان

 

يستغرب أي ذي عقل ، لماذا تكتفي الأجهزة الأمنية ، سيما اللجنة الأمنية بإقليم دارفور بمهام رجل الإطفاء ، وتنتظر وقوع الأحداث الجسام، لتتحرك بتثاقل لتدارك الأمر، والاكتفاء بإنقاذ ما يكمن إنقاذه؟ إذ أنّ كافة الأحداث الدامية ، والتي ظلت تتكرر في أرجاء الإقليم بوتيرة شبه ثابتة، لم تحدث بغتةً ، وإنما تسبقها تحضيرات ميدانية ، وتجميع حشود على مهل ، وتُمّهد لها بالحرب الكلامية، وبث الشائعات ، ومن ثمّ تقع الواقعة! .
الأحداث الدامية،  التي وقعت مؤخرا بمحلية بليل شرقي مدنية نيالا ، والتي لا تزال عوارها مستعرة، تشير المصادر إلى أنها نتيجة لهجمات تنفذها جماعات مُسلحة، تتحاشى الأجهزة الأمنية تسميتها، لحسابات معروفة للجميع! وحسب إفادة هيئة محامي دارفور وشركاؤها من صادرهم الخاصة ، أنّ المليشيات المهاجمة، ترتدي الزي العسكري لقوات رسمية ، يمتطون عربات ذات الدفع الرباعي ، ومزودون بكافة أنواع الأسلحة من الدوشكا والجيم والقناص، وتسير بجانب تلك العربات الخيول! وحتى هيئة محامي دارفور “الهمامة”، تتحاشى الإشارة إلى عورة السلطان!.
في ذات المنحى، أشار راديو دبنقا إلى انسحاب القوات النظامية من المنطقة بسبب كثافة عدد المهاجمين الذين يستقلون عربات دفع رباعي مدججة بالسلاح! وهذا دليل على عجز الدولة ، في حماية المواطنين ، إن لم تكن متواطئة ، وإلاّ أرسلت تعزيزات بدلاً عن ترك الأهالي العزل يواجهون خطر الموت المحتوم! .
ومما يزيد الارتياب ، أن محلية بلبل تبعد حوالي 15 كلم فقط من مدنية نيالا حاضرة ولاية جنوب دافور، أي أنها على بعد أقل من نصف ساعة من مقرات القوات النظامية، إن أرادت أن تمنع الاعتداءات الشاملة على قرى الأهالي بمحلية بليل التي تعتبر الحديقة الخليفة لمدينة نيالا! .
تستمر فصول هذه الأحداث المؤسفة ، في ظل غياب تام لحاكم الإقليم ، و”تطنيش” من نائبه، وصمت مريب من نائب الحكومة الانقلابية “الفريق” حميدتي ، وفي ظل زيارة علاقات عامة لا قيمة لها لعضوا المجلس السيادي الانقلابي الطاهر حجر للإقليم!
وحسب راديو دبنقا ، أنّ سبب أحداث محلية بليل يرجع إلى حادث سرقة أغنام ، قام فزع أهلي على إثره بتتبع اللصوص ونتج عنه اشتباك أدى إلى مقتل أحد اللصوص. وهنا يكمن الغياب التام للإدارات الأهلية ، وتأكيد أن على أن المكونات الاجتماعية لا تزال مشحونة بالكراهية ، والنفوس لا تزال مترعة بالتربص ، وأن أطراف اتفاق جوبا أكتفت من الغنيمة بالمناصب ، وليس من بين قياداته من هو على قدر مأساة الإقليم.
لم لا تتولى قوات حفظ الأمن المنبثقة عن اتفاق جوبا ، مهام الفزع الأهلي في أحداث سرقات المواشي المتكررة ، والتي تبدو مفتعلة ، للتشفي القبلي ، وتغني الأهالي مؤنة المواجهات الدموية؟ إن كانت السلطات الأمنية جادة وواثقة من قدراتها ، تصدر مرسوماً أمنياً يمنع الأهالي منعاً باتاً الخروج في فزغ أهلي ، والاكتفاء بالتبليغ الفوري لمراكز الشرطة والنيابات العامة وفي ذات الوقت ، تفتح نيابات للتظلم من تقاعس هذه القوات من الاضطلاع بواجباتها على الوجه الأكمل.
نعتقد أن هذه الخطوة ، ستحد من المواجهات القبلية ، وتضع السلطات الأمنية ، أمام وجباتها وبدلاً عن واقع أخذ القانون باليد ، وتقنين قانون الغاب السائد حالياً.

 

تعليق واحد

  1. ماذا يجري في دارفور.
    من المسئول.

    أوردت صحيفة الراكوبة نقلا عن صحيفة الديمقراطي، خبرا مفاده حرق قرى كاملة بمحلية بليل بالقرب من نيالا. وأوردت أن قوات تستعمل عربات الدفع الرباعي ذات التسليح الجيد، والمواتر والخيل المسومة. هي المسئولة عن تلك المجازر، وذكرت أن هنالك اتهامات لمليشيات الدعم السريع. بارتكاب تلك المجازر والانتهاكات. ولو صحت الاتهامات وهي الأرجح لتفسير تلك الحالات. وتكررت اليوم تلك الحوادث  وهي امتداد لحوادث مشابهة جرت من قبل، ولازالت تجري متخذة ذات الأسلوب الفظيع.
    تلك هي نتائج نفاق جوبا من الواضح أن النفاق الذي مارسته عصابات النهب المسلح وبعض الأرزقية قد قدمت لحميتي التشادي الجنسية تنازلات عن مطالبة  أهالي دارفور المتضررين من عمليات الإبادة الجماعية التي مارسها التشادي ضدهم مقابل سلطة ووظائف وهمية ورشاوى مليارية.
    لقد كان حميتي التشادي يعتمد على ان تلك الشرزمة التي اجلسهم ليحاورهم فاقدي الشرعية اولا وثانيا اصبحوا بلا قوات على الأرض او قوة يمكنها الوقوف ضده فقواته أكثر  عدة وعتادا وعددا. علاوة على انه يقاتل تحت مظلة الدولة الفاشلة  المسماة السودان. وهو يعلم تماما ضعفهم.ولكنه يريد ان يلعب دور الذكي وهو يعلم انهم لن يتمكنوا من وقف مشروعه الاستيطاني لصعاليك غرب أفريقيا ورعاعها.
    أصل الاتفاق تم بين جانب ضعيف وهم قادة عصابات الارتزاق المسلح والذين انفضت عنهم قواتهم بعد ان باعوها لزعماء حرب ليبيا كل حسب ما يدفعه من مال ولن تعود لهم تلك القوات مجددا نسبة لانها استمرأت الحرب العبثية في ليبيا فغدت اداة اقطاع الطرق والنهب ولمزيد من المعلومات عن تلك القوات يمكنكم مراجعة وسائل التواصل الليبية خاصة تلم التي تكتوي من نار تلك العصابات في الجنوب الليبي سبها القطرون مرزق ام الارانب. الكفرة.
    حميتي التشادي الجنسية يعرف جيدا ماذا يريد من اتفاقه مع تلك الشرزمة إذا اضفنا لهولاء امثال الطاهر حجر وادريس واردول وعسكوري والتور هجم وعرمان تلك المجموعة علاوة على فقدانها لاي قوات تقاتل بهم وان كانت فهي بعيدة جدا عن مناطق حلمه الآني والمتمثل الآن في السيطرة  على دارفور فصعاليكه المستجلبين لهم امتدادهم في تلك المنطقة ولا استبعد الدور الدولي والاقليمي على الرغم من المخاطر التي يشكلها تكوين مثل هذا الكيان في تلك المنطقة الحساسة من افريقيا.
    ومن المعلوم أنه إبان عهد التوسع الإمبريالي قد اتفقت الدول الاستعمارية على اعتبار منطقة دارفور منطقة منزوعة السلاح لكونها غاية في الحساسية ولكونها ايضا الفاصل بين المستعمرات الفرنسية والبريطانية.
    علاوة على المعلومة الهامة جدا وهي أن منطقة دارفور غنية جدا بمادة اليورانيوم. وهذه المعلومة متوفرة  بتفاصيلها في الشبكة العنكبوتية. وعلى السادة القراء مراجعة ذلك لو أرادوا. ولايمكن الفصل بين ماجرى في مالي من توقف أو في طريقه للتوقف عن انتاج اليورانيوم الرخيص إثر إنقلاب لا يكن لفرنسا كثير إحترام. ووسط كل هذا الزخم  تبرز قضية محاولة تهجير أهالي المنطقة واستبدالهم بصعاليك الصحراء الكبرى ونحن نتفرج. بل إن تلك القوات التي تستعمل تلك الآليات الحربية المتقدمة على ما يمتلكه الأهالي البسطاء تتمدد يوما بعد يوم وتمارس ما تمارس من عنجهية وسوء فعل.
    من الواضح أن حميتي التشادي، وهو ليس بصاحب العقل أو التفكير الذي يؤهله للعب دور بالغ التعقيد مثل ماهو جارٍ، فهناك جهة ما هي التي تخطط وتدبر وتفكر.
    قرأنا قبل عدة شهور أن فرنسا أجتمعت قبل إنقلاب مالي بمجوعة من المقاتلين في الجنوب الليبي لنقلهم لبلدهم السودان وقد قدر العدد بخمس آلاف مقاتل سيتم ترحيلهم للسودان. فما هي التاكيدات على أن هولاء المقاتلين هم سودانيي الجنسية. وكيف يمكن التحقق من جنسيتهم السودانية؟ إذا أخذنا في الاعتبار تشابه سحنة السوداني مع غيره، ام سيتم منحه الجنسية الهاملة هكذا بمجرد ان يقول أنا سوداني، كما فعلها المجرم حميتي التشادي برعاية المجرم الاكبر البشير والبرهان. فقد ارتكبوا خطأ بالغ الخطورة بمنح صعاليك الصحراء الكبرى الجنسية السودانية دنما استحقاق قانوني.
    ربما يتم اختيار المقاتلين الذين سبدفع بهم للبلد الهامل السودان وفق شروط واعتبارات بعيدة جدا عن مصلحة وفائدة السودان الذي انحل وتحلل فيه مشروع الدولة المتماسكة او الواحدة.
    وهل الهدف النهائي  هو فصل دارفور أو ضمها لبلد مجاور ولمصلحة من؟ وهل سيقف ذلك الحرم على دارفور ليمتد لكردفان موطن الصمغ العربي السلعة الاستراتيجية.
    ام ان هناك توجه من الامبريالية العالمية لترسيم حدود أفريقيا من جديد، وفق مصالحهم.
    واعود لبلهاء جوبا الذين وقعوا اتفاقا كارثي النتائج فهم بالطبع لايدركون ولن يدركوا ان الانجرار وراء مناصب مؤقتة دون التمعن في ما وراء تلك الاتفاقية التي بكل أسف لن تجلب إلا مزيدا من الجراحات. 
    والغريب أن أحد لامن الحكومة ولامن المعارضة لم يعر خبر استجلاب خمس آلاف مقاتل من ليبيا أي اهتمام. فالحكومة العسكرية همها ان تفلت من المحاسبة والمدنيين همهم الحفاظ على مصالحهم الذاتية. وحتى حميتي التشادي هل تاكد من تلك القوات المدربة والمقاتلة ستكون بجانبه أم أنها ستتبع لخصمه موسى هلال،إذ سرت بعض التأويلات بأنها من قوات الصحوة. وهذا أيضا لا ينفي عنها انها مرتزقة.
    ما يهمني نحن في الشمال هل نحن على استعداد لتحمل تلك الفاتورة عالية التكلفة، حال كون تلك الأحداث تطورت للأسوأ وهو ما تشير اليه كل المعطيات ام إننا سنتدارك الأمر  واخذه بجدية.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..