سلام جوبا الموت ما زال مُستمراً !

صوت الحق
الصديق النعيم موسى
بينما يجلس الموقعين على سلام جوبا بمناصبهم يموت الأبرياء في إقليم دارفور ،،
بينما يصرّح قادة الحركات المسلحة بأنّ تعديل أو إلغاء إتفاقية السلام يعني الحرب ،،
بينما تُصرّح العدل والمساواة وترفض المساس بإتفاق جوبا ،،
بينما يموت الأبرياء في دارفور وقادتهم يجلسون على كراسي السُلطة ولا يستطيعون إيقاف نزيف الدم ،،
فعن أي سلام تتحدثون ؟
هل السلام الذي مكّن للحركات المُشاركة في السُلطة هو سلام حقيقي ؟
فعن أي إتفاق تتحدثون وأهلنا يفرّون من ديارهم خشية الموت ؟
فعن أي حقوق تتحدثون يا قادة الحركات ؟
أين أنت يا مناوي من إستتباب الأمن ؟
دعونا نتناول حديث أهل الوجعة المُكتوين بنيران العذاب والموت حيث أصدرت تنسيقية النازحين بياناً قالت فيه : ( إتفاق جوبا صفقة للوصول إلى السلطة وليختاروا له إسماً غير السلام ) هذه الجملة تؤكّد أنَّ الذي تم في جوبا مُحاصصات فقط والسلام الحقيقي غير موجود على أرض الواقع ، شهدت دارفور أحداثاً دامية ولقد شاهدنا الموت في محلية كرينك وجنوب وغرب دارفور لم يتوقّف الموت ولكن توقفت الإرادة وغاب القانون الذي يُنظّم حياة الناس ، ومن أمِن العِقاب أساء الأدب . الألآف ينزحون من ديارهم لم يمُر إسبوع أو أقّل إلاّ ونفجع بأحداث مأساوية والغريب في ذلك حكومة الإقليم عاجزة عن فِعل أي شئ وكأنَّ الأمر لا يعنيها ( مناوي ما جايب خبر ) حديث أحمد آدم رجال المتحدث الرسمي لتنسيقية النازحين بدارفور إن كُل الاتفاقيات التي أُبرمت لإحلال السلام في دارفور لم تكن أكثر من صفقات للوصول إلى السلطة . هذا الأمر لا يختلف عليه إثنين الواقع يؤكّده أصحاب الوجعة الحقيقية ينزحون وقادة الحركات ( ركبو السُلطه ) ما زالت الإنتهاكات والقتل في زيادة وإستمرار في أجزاء واسعة من دارفور وهذا يُدلّل أن إتفاق جوبا لم يكن للسلام وإنما مُحاصصات لتوزيع المناصب .
بين ليلة وضُحاها تستقبل مستشفى نيالا التعليمي جُثث وجرحى أحداث قرى محلية بليل بجنوب دارفور وحسب مصادر أن حصيلة قتلي المواجهات القبلية إرتفعت الى 12 قتيلاً بعد وصول 6 قتلى آخرين السبت الماضي ؛ وحسب دارفور 24 أنَّ عدد القُرى التي تم حرقها بالكامل بلغ 9 قرية ونزوح سُكانها .
السلام في نظر قادة الحركات هو الجلوس في الكراسي فقط ، تناسوا أصحاب الحاره الذين يجلسون في معسكرات النزوح ، لم يعودوا لأراضيهم بل داخل تلك المعسكرات في أحيان متقطعة يتم الإعتداء عليهم ؛ فعن أي سلامٌ يتحدثون ؟ السلام الذي وُقّع في جوبا أثبت الفشل إنتهجت فيه الحكومة المسارات الأمر الذي ألقى بظلاله السالبة على مجريات الأحداث السياسية وبهذه المسارات الزائفة ( وكأنها سياسة فرق تسُد ) ففي شرقنا الحبيب إنقسمت المكونات لمؤيدٍ ومُعارضٍ لهذا الإتفاق وتم تجاهل بقية الأقاليم . قصر نظر المُفاوضين ظهر جلياً ولا أحد ينكر ذلك وإن كانوا يُريدون خيراً للبلاد لأعترفوا بما فعلوه ولكنهم يُكابرون ( وماف شئ غطّس حجر البلد دي غير ركوب الراس ) .
موت الأبرياء وإستمراره دلالة على فشل السلام الزائف الذي إستفادت منه فئة مُعينة لم تُراعي لمصلحة الإقليم ولم تعمل على إستتباب الأمن الذي فقده المواطن تسعة من القُرى تم حرقها بالكامل ونزوح سُكانها ولو وضعنا سؤالاً بسيطاً كم إستغرقت عملية حرق القُرى ساعة أم ساعتين أم أكثر من ذلك فأين كانت القوات النظامية ؟ هل تقف مُتفرجة ؟ أم تأتي بعد فوات الأوان ؟ فلو عُدنا لحيثيات ما حدث نجده صراع فردي ثم يتطوّر إلى أعمال عنف تعجز الدولة عن حسمها والسيطرة عليها في وقتها .
صوت أخير :
السلام الذي وقعته الحكومة في جوبا لم يوقف الصراع القبلي بل إستمر القتل و النزوح بأعداد كبيره ؛ السلام أصبح إسماً على الورق فقط لم يُلامس الواقع . الأطفال والنساء يُقتلون ويُشردون من ديارهم وحكومة الإقليم والمركز عاجزة تماماً عن فرض هيبة الدولة والقانون ، إراقة الدماء أصبحت طبيعية غابت كل أشكال السُلطة . على قادة الحركات الموقعة إيجاد حلول ناجعة لحفظ الأمن والإستقرار .
ختاماً : إنتشار السلاح وعدم تطبيق القانون سيعصف بهذه البلاد .
اللهم نسألك السِتر والأمان .
القتل و القبلية و العنصرية من ثقافة شعب دارفور منذ الازل ..منذ عشرات السنين تتكرر حدوتة القتل و المصالحات و مؤتمرات الصلح و تدور الساقية. لا شماتة و الله و لا نحمل حقدا على احد و لكن ما يغيظ تحميل أبناء الوسط كل ادواء دارفور و تحميل البشير و السودان وزر ما جرى و يجري في دارفور قبل مجيئ البشير و كيزانه للحكم ..بعض ال ….. من ابناء الوسط ساعدوا على هذا المفهوم نكاية في الاسلاميين و لا يدري المساكين انهم يعملون ضد وطنهم و أهلهم . الان نسمع من حركات الكفاح كما سموهم بدل اسم المتمردين انهم يتمنون تصدير الحرب للوسط و الشمال حتى يعاني الناس كما عانى شعب دارفور ..لا حول و لا قوة الا بالله.