عبدالله وابشار وورطة سلطة الانقلاب

يوسف عيسى عبدالكريم
ضجت الأسافير في اليومين الساقيين بردود أفعال متباينة حيال الامر الصادر من النيابة العامة باعتقال السيد عبدالله اوبشار القيادي بشرق السودان وعضو المجلس الأعلى لنظارات البجا والذي عرفناه عبر الحراك السابق الذي شهد الاغلاق الشهير للميناء ابان حكومة الثورة الاولى . ومحاولة منا لقراءة المشهد من منطلق مراقبتنا لتطور الاحداث في الإقليم , فإننا نجد بان الدولة العميقة والمتمثلة في المكون العسكري ومن يقود المشهد السياسي من الخلف مازالت تمارس نفس الاساليب الانقاذية السابقة في تفتيت وتفكيك وتفريق التيارات والكيانات السياسية وتمييع قضاياها بغرض اضعافها وتسهيل السيطرة عليها او وائدها.
فبالأمس القريب كان المجلس الأعلى لنظارات البجا هو المتصدر الوحيد للمشهد السياسي في شرق السودان يحرك جماهير الشرق والقبائل كيفما أراد واينما شاء . وقد استغله المكون العسكري في الخرطوم في خنق حكومة الدكتور عبدالله حمدوك وذلك بقطع الطريق القومي مما فاقم مشكلات الحكومة وادى الى انهيارها . وقطعا كان لعبدالله اوبشار دورا رئيسيا في تلك الاحداث حيث تحفظ له الذاكرة مرابطته خلف الناظر محمد الأمين ترك في كل المواقف والمشاهد باعتباره الناطق الرسمي باسم المجلس الأعلى لنظارات البجا . واليوم بعد ان ذهب السيد عبدالله حمدوك وتفكك تحالف الحرية والتغير واستتب الامر لسلطة الانقلاب في القصر واصبح السيد البرهان لديه شرعية البقاء لمدة سنتين قادمتين حسب اتفاق التسوية الحالي , انتفى الغرض من وجود المجلس الأعلى لنظارات البجا واصبح تركة ثقيلة في حقيبة المكون العسكري واقع المرحلة الحالية يتطلب التخلص منه اما بإزاحته من المشهد السياسي تماما او دمجه في كتلة سياسية أخرى وبوجه جديد حتى يسهل إعادة تدويره في وقت اخر . ونتيجة لذلك يمم الناظر ترك صوب الكتلة الديموقراطية (تجمع الارادلة) والتي ليس لها حظ من الديمقراطية الا الاسم .
اذا الناظر ترك قرر مغادرة محطة المجلس بعد ان جمده وفصل بعض اعضاءه وأعاد تركيبه حسب متطلبات المرحلة الجديدة وكل ذلك قطعا بإيعاز وتخطيط المكون العسكري .
ولكن يبرز سؤال مشروع , ما هو مصير حواري الناظر ترك من أمثال عبدالله اوباشار ورفاقه الذين لم يقنعوا من الغنيمة بالإياب . وظالما انهم اصبحوا الان يمثلون عقدة المنشار للمجلس وللناظر ترك فلابد من ازالتهم من المشهد بافتعال أي سبب وتحريك ايادي السلطة واستغلال مؤسسات الدولة وقنواتها الرسمية للقيام بتلك المسرحية.
فالنيابة العامة اذا كانت صادقة في بحثها عن الحق العام فحسبها جرائم القتل المتكررة التي تطفح بها الجرائد ومواقع التواصل الاجتماعي كل صباح. ناهيك عن احداث بليل والنيل الازرق وفضيحة فض الاعتصام والجثث المتعفنة في المشارح وسرقة حقائب المسافرين من مطار الخرطوم. ولعمري ان زلة اوبشار تعتبر سهوا يمكن جبره بالعفو اذا ما قارنها بتلك السوءات .
والنيابة العامة لو كانت صادقة في احقاق الحق وانصاف الناس فدونها بلاغات بالمئات تجاه افراد الجهات الأمنية والدعم السريع والحركات المسلحة الذين ينهبون ويسرقون ويهددون الناس جهارا نهارا من دون ادنى احترام لمؤسسات الدولة العدلية والقانونية . لقد كان الاحرى هو اصدار أوامر قبض في مواجهة الفريق صلاح عبدالله والجاسوس الفريق طه الحسين وعطفا عليهم الفريق شيبة ضرار الذي يتحدى سلطة الدولة في كل مناسبة.
ولكن كما جرى على الناس المثل (عينك في الفيل وتطعن في ضلو) .
ويظل السؤال المفصلي والمهم هو , ماذا يريد انسان شرق السودان . وهل الدولة العميقة ستواصل العب بهذا الكرت في فترة ما بعد التسوية ام ان انتهاء الغرض سيسفر عن فض السامرين.
ان حالة التوهان التي يعيشها إقليم الشرق اليوم هو نتيجة حتمية لغياب دور شريحة المثقفين من ابناءه في التصدي للأحداث وقيادة زمام المبادرة في الفترة السابقة .
لان المراقب للحراك في الإقليم في خلال الفترة السابقة يلاحظ التباين في المواقف الى حد يصل الى النقيض من قبل اغلب قيادات شرق السودان مع ارتفاع متزايد لنبرة الانا التي تكاد تمحي كل القيم النبيلة والسمحة التي يمتاز بها انسان الإقليم وتورث مكانها التخوف والشك والريبة من قبل الأثنيات الأخرى التي تسكن او تجاور قومية البجا والتي بينها وبينهم علاقات وأواصر وصلات وارحام يجب ان توضع في الاعتبار عند التحدث عن قضايا الإقليم في المنابر العامة.
مقالاتك بناءة ، وموضوعية والاهم non aggressive، اللذين يقومون بهذه الهوشة ويثيرون الغبار في الاقليم هم اءتلاف اسلامي البجا واللجنة الامنية بادوار مختلفة حسب الحاجة والظرف خوفا من نجاح الثورة وانبثاق حكومة ثورية تحاسبهم علي الجراءم….مستنيري الاقليم واعون تماما ويمهدون لجمعهم في سلة واحدة ….كن بخير وواصل نهجك التنويري وغير البجا سيكونون في الاقليم كما كانو أخوة واحبة واصهار …..trust me.