مقالات وآراء

نعيب سوداننا والعيب فينا

ب/ نبيل حامد حسن بشير

 

لكم أن تتخيلوا لو أن خالقنا سبحانه وتعالي قد منح هذا الوطن العظيم لشعب غيرنا. شعب يعشق وطنه ،  متفق ومبدع وملتزم ويحب بعضه بعضا ، ويتمني الخير للجميع، يحسن الادارة لموارده ، وطموح ومتعاون مع  كل جيرانه ، يتميز بكل ما نعرف من مكارم الأخلاق ويطبقها كما يجب. النتيجة  الحتمية ستكون أن  هذا الوطن ينافس أكبر دول العالم اقتصاديا وثقافيا وعلميا واجتماعيا  وصحيا وعسكريا ، بل يصبح قبلة لكل شعوب العالم . وطن حباه الله بكل النعم ونصفه  نجن أبناؤه (بالحفرة دي) ! الكل  يغبطنا على هذه النعم ويسخر منا لعدم مقدرتنا على الاستفادة منها ، بل أصبحنا نتسول كل شيء ابتداء من الغذاء ، مرورا بالمنح والاغاثات ، والقروض وغيرها من المخاذي . شعب لا يفكر الا في لحظته ورزق اليوم باليوم. وكل شبابه وشاباته وحتي كهوله أكبر طموحاتهم (الهجرة) ورفس كل هذه النعم نتميز بالكسل الفكري الابداع  قي تطوير أحوالنا الشخصية أو المهنية أو طرق ادارة حياتنا الاجتماعية وادارة مؤسساتنا ومشاريعنا ، بل لا نملك برامج لأي منها ، وحتي ليس لدينا الرغبة الحقيقية في وضع برامج أو خطط أو استرتيحيات ونراها من المستحيلات وننتظر غيرنا ليضعها لنا ، ثم  كالعادة نرفضها لأسباب  أهمها (رفض الر أي الأخر) مهما كانت جودته وصلاحيته . مرت 67 عام منذ نيل الاستقلال كأول دولة أفريقية تناله ، وبقينا بعد 67 عاما في (ذيل) قائمة الدول الافريقية في كل مناحي الحياة ، وفي (قمة) القائمة في الفساد والفشل ، بل أصبحنا من الدول المرشحة (للفشل والانقسام) ، بل التشظي . وان حدث هذا في رأيي لن يهز شعرة واحدة من   شعر رأس أي منا ، لأن مقهوم الوطن يقع في ذيل قائمة أولوياتنا . وما حدث عند انفصال الجنوب خير مثال ، حيث قام البعض بنحر الذبائح احتفالا بالانفصال . بل كل منا سيتبني مفهوم (أسوأ مقولة سودانية) علي مر التاريخ وهي (كان بيت أبوك خرب شيل ليك منه شلية). مقولة  تعكس حقيقة قبح أسلوب حياتنا وومبادئنا ومدي سلبيتنا . لماذا نرضي بخراب بيت أبينا ؟ لماذا لا نقوم  بما يلزم ببقائه بيت للأسرة والعائلة ونكبره وتؤهله ونضم الية الأبناء والبنات والأحفاد ونفخر بوجودة وبقائه الي الأبد . أسهل الأمور أن تطالب  بفصل جزء منه بالقوة أو بالمحاكم ، لكل ماذا ستكون النتيجة النهائية سوى القطيعة والتشطى والجفوة . نحن شعب نعشق النقد لكن لا  نقدم الحلول البديلة . ننتقد كل شيء ولنا رأي فيه داخليا أو خارجيا ، بما في ذلك الحرب الروسية الأوكرانية وسياسات الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي والجامعة العربية وكاس العالم ومدربي فرنسا والارجنتين ، وما فعله مدرب البرتغال  بكريستيانو  رونالدو، واتحاد الكرة السوداني والتحكيم ، وسياسات حمدوك وبرامج ابراهيم البدوي ، والاتفاق الدستوري واتفاقية جوبا والاطار الدستوري ، وسياسات جبريل ابراهيم ومحمد الامين ترك ، ورجال المقاومة ، ودور الحزب الشيوعي الأن ، ورجوع السيد محمد عثمان الميرغني ، وموقف السيد الحسن وموقف السيد جعفر ، والحرية والتغيير المركزية والجناح الأخر من الحرية والتغيير .. الخ. لكن علي ماذا سنتفق؟ ومتي نوقف سرقة ثوراتنا؟ وكيف؟ هل عرفتم الأن لملذا سرقت ثوراتنا الثلاث؟ ومن سرقها ؟ وكيف؟ ولماذا؟ ولماذا حكمنا الكيزان 30 عاما؟ وكيفية التخلص منهم ومن سيطرتهم حتى بعد الثورة؟ ولماذا قام البرهان بانقلابه الأخير؟ أكيد لم يهتم أحد بكل ذلك لأننا لا نهتم بغير النقد ،  ولا نخطط ولا نقدم الحلول .  حتى اننا وصلنا الي نقطة يدعي فيها  وزير المالية بأن الثورة قد سرقت !!! يا تري سيادتكم هل تخبرنا من سرقها؟ وكيف؟ وماذا نحن فاعلون؟ حتي الأطفال يعرفون أنها قد سرقت كسابقاتها ، فماذا قدمتم أنتم ورفقائكم قبل وأثناء وبعد اندلاع الثورة؟ الم تدعوا أنتم الي طلوع البيان؟ جاء البيان وتنصلتم حتي عن دوركم في نتيجة البيان (الانقلاب على حكومة الثورة) . يخرج الشعب (حاصة الشباب)  للتظاهر  مرتين أو أكثر أسبوعيا طلبا للمدنية ورفضا للانقلاب ، لكن لم يحدد المتظاهرون ألية للانتقال الي المدنية ، أو القيادات التي ستتحدث باسمهم مع الانقلابيين للانتقال للمدنية؟ وان تم ذلك ، ستخرج فئة اللاءات الثلاثة وترفض ما توصل الية من اختاروهم للتمثيل ويخونونهم كالعادة.

من المفترض ، كما جاء في الاخبار من عدة جهات أنه سيتم تكوين حكومة خلال شهر من الان بعد الاتفاق علي شخصية رئيس الوزراء المرتقب والذي ستكون له كامل الحرية في أختيار الوزراء وادارة الحكومة ككل بما في ذلك القوات النظامية (جيش ، دعم سريع ، شرطة ، أمن .. الخ) . أللهم أمين . أللهم الهمنا الصبر والمقدرة على الاتفاق والتوافق والحكمة وحب الوطن . نعلم أننا نعيب سوداننا والعيب فينا ، وما لسوداننا عيب سوانا . ربنا يكضب الشينة . أللهم نسالك اللطف . أمين .

 

‫4 تعليقات

  1. حسب ظنى ان الشعوب يقع عليها بضع اللوم باعتبارها من تختار نخبها ..
    الا ان جل المصائب هى من تلك النخب الفاشلة التى عملت على تزوير التاريخ السودانى ، ثم عكفت على تمكين جهوياتها وقبائلها بالتعليم و الخدمة المدنية ، انتهاء بدور المثقف السودانى السام و السلبى فى التماهى مع اسلوب الحياة العتيق الذي ضربته التقاليد و الاعراف السودانية على اجيالها.
    فشكل سدا منيعا امام تيارات الحداثة التى اراد ان يصبغها برؤيته الخاصة التى تنطلق من بيئته و ثقافته المحدودة.
    فأدار الاقتصاد بطريقته ، ردا لديون التمكين التى اوصلته لمقامه الوظيفى ، فسخره لدعم جهوياته ايا كانت.
    ثم اتبعه بالتعليم و الاعلام و الانتاج الادبى ، تسخيرا لذات اللونيات التى اولته مناصبه.
    و بأحصاء مدارات النخب كما ذكرنا اعلاه ، فانهم بذلك يكونوا قد ضربوا كل موارد الدولة البشرية و حطموا اجيالها و اخرجوا قاطرة ابداعها و تقدمها و حداثتها من سككها اصلا !!.
    كحلول :
    ليس هناك سوى الاستعانة بشركات عالمية اجنبية بالكامل لتدير دواليب الدولة السودانية فى الاقتصاد و التعليم و الثقافة و الخدمة المدنية ووضع استراتيجياتها.
    فالنخب السودانية لايعول عليها لنشئتها – المغرضة.

  2. معليش ما عندنا شعب…حقيقة من الأفضل أن تقول للاعور اعور حتى ينتبه لحاله ومع ذلك ياتيك من يقول نحن أعظم شعب غايتو الا تكون العظمة دي في القعاد لشرب الشاي والقهوه لعدة ساعات.

  3. تحليل دقيق لشخصيتنا السودانيه .نحن شعب حشاش بدقنه ولن ننصلح الا بتغيير مفاهيمنا وتربيه ابنائنا وبناتنا على حب الوطن وترك الحقد وترك من يحاول أن يعمل وينتج دون السعى لتدميره .لا تؤخذ المطالب بالبندقيه ولكن بالمنطق والحوار….حتى فى النظام الديمقراطى بدوله كاميركا :عندما يفوز أى حزب فى الانتخابات …فأن المهزوم يسلم كل دواليب الدوله للفائز لتنفيذ اجندته ويحاسبه على نتائج عمله قرب نهاية الفتره المحدده له …لا يناكفه ولا يدمره او يصبح حجر عثره أمامه .فلنعلم اولادنا حب الوطن لنرى ثمار ذلك فى المستقبل .

  4. ثم أين حلولك!!!!؟. إنتقادك كالماركسيين للرئسمالية, أتوا بلنقد وليس بالحلول.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..