(مشاريع الجوع) بين أمس واليوم

خروج:
* الجوع في ذروته ربما أقسى من الموت للرائي.. لكن المُتخَم لا يعيره اهتماماً.. فإذا كنت ضمن المحاصرين في نطاقه قد تتمنى الموت وتنتظره بفرح.. دائماً نقدمه كضلع للثالوث المهلك؛ فنرتب الجملة كالآتي: (الجوع ــ الفقر ــ المرض)! وبلا شك الفقير قابل لتحولات أفضل بالاجتهاد أو بالحظ؛ وكذلك بالأسباب يمكن للمريض التداوي فيمسي أفضل مما كان في صباحه.. لكن الجائع أكثرهم عرضة للخطر.. هذا على العموم؛ بعيداً عن التفاصيل التي لا تُشبِع أحداً..!
النص:
* في أحدث تقاريرها قالت منظمة إنقاذ الطفولة؛ إن السودان يحتل المرتبة الرابعة ــ مع جنوب السودان ــ ضمن البلدان التي تواجه مستويات حادة من الجوع؛ بنسبة قدرها (2.3) مليون شخص.. و(بحسب بيان نشره الموقع الرسمي للمنظمة؛ نجد أن أفغانستان ـ اليمن ـ الكونغو الديمقراطية ـ السودان ـ جنوب السودان ـ الصومال ـ إفريقيا الوسطى ـ هايتي، لديها أكبر عدد من الأشخاص الذين يواجهون حالات الطواريء ومستويات كارثية من الجوع وسوء التغذية بين عامي 2019 و2022م).
* دعونا في دولتنا ــ السودان ــ التي تحتل دائماً مراتب متقدمة في أي (سوء)! فإذا ألقينا نظرة نحو جوانب التردي المتعددة لوجدنا أن فساد المُمسِكين بالسلطة (الإداري ــ المالي) هو صانع الفجوات الأول.. ثم بعد ذلك تأتي هشاشة المجتمع في شمولها كواحدة من أسباب الجوع تحديداً.. والمجتمع بلا حكومة تعدل وتحسن الإدارة لا يرجى منه أن يسد حاجة أفراده في العيش الكريم.. ولعل الشوط طويل في بلادنا إلى حين أن تستقر الأوضاع؛ فيتفرغ الساسة لتدارك ما يمكن معالجته ــ بالإحسان ــ والتدابير المحكمة.. فالجوع بعيداً عن الكوارث الاستثنائية؛ نتاج طبيعي لانهيار بعض القيم في البشر (حكام قبل محكومين).. فعلى سبيل المثال؛ لننظر كم مشروعاً تم تدميره منذ أن استحكمت في البلاد جائحة التيار الإسلاموي المفرغ من أيَّة قيمة..! وما تزال آثار هذه الجائحة تترحل للأمام منذ بواكيرهم التي رفعوا فيها شعارات المتاجرة بالدين ــ الوطن..! ورغم شعارات (مشروعهم الحضاري) الرنانة التي فضحنا نفاقها في عشرات المقالات؛ وبعد سنوات طويلة تكفي لبناء دولة من العدم؛ وجد الناس أنهم بحاجة إلى (مشروع) يكفي حاجتهم من الغذاء؛ في وجود أنهار بالسودان تفوق أنهار الجنة المعلومة عدداً (أو كما قلت من قبل)، مشروع يقيهم الجوع وسوء تغذية الأطفال، باستصحاب وفرة الأرض الخصبة والإنسان القابل للنهوض إذا حظىَ بحكومة (قلبها عليه)! فبماذا حظينا من (محاصيل) مشروع المتأسلمين الحضاري والذي كان أحد شعاراته بالأمس القريب (نأكل مما نزرع)؟! لا شيء اليوم سوى بضعة لصوص بأدمغة بائسة (عسكر وجنجويد) يحكمون بقوة السلاح؛ ينهمكون في عمل (مشاريع الجوع ــ الإبادة) ليظل السودان متصدراً قوائم الفشل.
أعوذ بالله
الحراك السياسي
اﻻستاذ شبونه
و الكاتب المترم فس انهم يستحدمون نفس منهجية المستعمر في السيطره علي الشعوب (جوع كلبك يتبعك) وليتهم استفادو من خططه وبرامجه في البناء والتنميه لشعوبهم المغلوبه علي امرها انهم ياكلون ولا يشبعون واذا شعبوا زنوا هوﻻء ذئاب بشريه ضاله
.
توقعت ان يكون المقال علميا ومرتبطا بعنوانه .. لكنه فى العادة يجنح تجاه شتم الاخوان وتتبعه كل المداخلات ويتم نسيان الموضوع الاصلى .. كان الاوفق التوقف عند التحليل غير السياسى لتكون المداخلات منهجية ومفيدة للقارئ !!