نقابة الدراميين السودانيين حلم طال انتظاره

إسماعيل أحمد محمد(فركش)
لا شك أن الدراما لها تأثير كبير داخل المجتمعات من خلال ما تقدمه من افلام ومسلسلات وعمل مسرحي يتناول قضايا اجتماعية وغيرها تلامس الواقع المعاش ..
الدراما السودانية قدمت الكثير للمجتمع السوداني منذ أمد بعيد حيث كانت البدايات للدراما السودانية في العام 1902م وكان اول عرض مسرحي في مدينة رفاعة قدمه استاذ بابكر بدري في مدرسة البنات ووجدت قبول كبير في تلك الفترة من جماهير الدراما وبعدها قدم استاذ مأمون القطينة مسرحية للطلاب نفذها الطلاب في العام 1904م وايضا كانت هناك أعمال مسرحية في بخت الرضا قدمها استاذ الفكي عبدالرحمن واستاذ مكي سناده واخرون ..
ايضا هناك شخصيات درامية لها تأثير كبير عند أفراد المجتمع السوداني أمثال الاستاذ الكبير الفاضل سعيد واخرون الذين قدموا عروض مسرحية كتيرة لامست وجدان جمهور الدراما في ذلك الوقت الذي انتعشت فيه الدراما بشكل كبير وخصوصا المسرح وبعدها أتت أجيال اخري جمال حسن سعيد ونبيل متوكل وموسي الأمير وعبدالحكيم الطاهر وعبدالرحمن الشبلي واخرون وايضا هناك فرقة الأصدقاء المسرحية محمد نعيم سعد ومصطفي احمد الخليفة والطيب شعراوي وعبدالمنعم عثمان و امير عبدالله ومحمد الفادني وايضا هنالك الدراميات استاذه سمية عبداللطيف وساميه عبدالله واخلاص نورالدين واخريات هذا الجيل اتي بعد جيل استاذ الفاضل سعيد . وهنالك جيل ابراهيم كومك ومحمد عبدالله وغدير ميرغني ومختار بخيت واخرون قدموا للمسرح الكثير وما زالوا..
الدراما السودانية واجهت كثير من الصعاب التي تقف في طريقها لتقديم عمل درامي لجمهورها في ظل وجود اتحاد الدرامين الذي كان يمثل الدراميين وكان رئيس هذا الاتحاد الاستاذ علي مهدي ولكن هذا الاتحاد في ظل قيادة استاذ علي مهدي لم يقدم شئ ملموس للدراميين بل كانت حقوق الدراميين مهضومة واصبح الدراميين مهمشين ولا احد يهتم بهم في ظل وجود اتحاد لهم كان بالاجدر لهذا الاتحاد ان يطالب ويدافع عن الدراميين لانه يمثلهم ..
لم يحقق هذا الاتحاد اي إنجاز يذكر للدراميين حتي هذا الاتحاد لم يطالب الجهات المختصة بأمر الثقافة في البلد بارض للدراميين وده حق أصيل للدراميين..
حتي اتي اتحاد اخر برئاسة محمد رضا دهيب وايضا أستمر في نفس اخفاقات سلفه ولم يقدم شي يذكر أصبح الدراميين يعانون الكثير من الصعاب في وجود دار لهم تحتويهم لكي يتفاكروا في أمر درامتهم وعمل بروفات لأي عمل عرض مسرحي ..
طيلة ال 30 سنة الماضية عاني الدراميين كثيرآ من خطاب الكراهية والعنصرية التي كانت تترجم في شكل عمل درامي عبر فرق كوميدية تتناول فيها نكات عنصرية وده كان مقصود الغرض منه تفتيت النسيج الاجتماعي عبر هذه الفرق ..
في رأي الدراما دايما بتعمل علي بث رسائل توعوية في شكل قوالب درامية لافراد المجتمع ولكن في مجتمعنا السوداني الدراميين مهمشين ولا توجد لهم دار ومسارح مؤهلة لكي يقدموا فيها عروضهم المسرحية للجمهور في تلك الفترة التي كانت اسواء فترة عانت فيها الدراما السودانية..
قبل أيام تمكن الدراميين من انتخاب نقابة شرعية لهم تمثلهم وتطالب لهم بحقوقهم وتكون لهم سند يحميهم ويعمل علي تطور الدراما جرت انتخابات الدراميين في جو ديمقراطي وتم ترشيح عدد من الدراميين لمنصب نقيب الدراميين وفي جو تنافسي حر وديمقراطي فاز الاستاذ الدرامي الكبير الرشيد احمد عيسى بمنصب نقيب الدراميين بقبول كبير من كافة الدراميين وكان فوز مستحق وفي رأي الدراميين اختاروا الرجل المناسب في المكان المناسب ..