المسكوت عنه

عصب الشارع
صفاء الفحل
هناك جملة تستخدم في عُرف المباحث الجنائية عند توصيل المعلومة لأجهزة الاعلام، دون ذكر التفاصيل اعتمادا على فطنة (المتلقي) وهي استخدام جملة (المسكوت عنه)، ويتصل الأمر بتفاصيل تكون عادة خارجة عن أطار الأخلاق العامة، كارتباط الجريمة بعلاقات جنسية مشبوه وعدم التشهير بأسرة كاملة متصلة بتصرف فردي والأمر هنا من مكارم الأخلاق السودانية العفيفة ويستعاض عنها بعمليات التمويه اللفظي دون الدخول في التفاصيل، وباختصار فأن المسكوت عنه يكون هو الأمر (المخجل) في الحدث غالباً.
واليوم يستخدم قادة انقلاب الخامس والعشرون من أكتوبر البرهان ونائبه حميدتي (المسكوت عنه) بصورة متكررة، ولكن بصورة مختلفة ليس من أجل الأخلاق الكريمة بل من أجل (الكذب) على الشعب، والتلاعب بالحقائق والألفاظ في الاول اعلن من خلال حملة محاربة مكافحة المخدرات بأن هناك (منظمات أجنبية) تقوم بتقديم المخدرات لشباب الوطن، وكنا نتمنى أن يقوم بتسميتها أن لم تكن لديه القدرة على محاسبتها بدلاً عن سياسة (المسكوت عنه)، وهو قول يعلم هو شخصياً بأنه (باطل وأريد به باطل) وإلا فأنه كان ومن أجل الشفافية والوضوح، وموقع المسئولية التي تولاها (بمفرده) بقوة السلاح، كان عليه ذكر اسماء تلك المنظمات وكيفية مدها للشباب بالمخدرات، حتى نعمل على محاربتها ولكنها أقوال في الهواء وكالماء لتبريد جوفه، لا طعم ولا رائحة لها ولا لون بسماعها وينقلها من الفلول حوله ولا تسندها أدلة وهو أمر (مخجل) في عالم السياسة.
وبمبدأ الشفافية والشجاعة والوضوح الذي نريده كان الافضل لـ(سيادته) أن يحدثنا كيف أن مباحث مخدرات مطار الخرطوم، قد ضبطت قبل فترة شحنة كبيرة من المخدرات اعلنت حركة متمردة موقعة على وثيقة استسلام جوبا مسئوليتها عنها، ولم نسمع بمصير تلك المخدرات أو الحركة المتمردة حتى الآن، كما لا يخفي عليه أنه تم ضبط طائرة كاملة تحمل شحنة من المخدرات بقيادة مجموعة من الأجانب بمطار تابع للقوات النظامية، ولم نسمع حتى اليوم بمحاكمتهم او حتى الحديث عنها … وما خفيّ كان أفظع.
أما سياسة (المسكوت عنه) فقد استخدمها ايضا نائبه حميدتي رغم تعودنا أن يكون (حديثه بلا ضابط) وهو يتحدث عن احداث افريقيا الوسطى الاخيرة، والانقلاب الفاشل هناك وقوله بأن هناك جهات لم (يسمها) قامت بتلك الاحداث وحاولت الصاقها بالدعم السريع، وكنا ايضا نتمنى ان يسمي أيضا (سيادته) تلك الجهات ويوضح لماذا تم الصاقها بالدعم السريع (تحديداً) خاصة أن موقعه كنائب لرئيس دولة وقائد لتلك القوات في ذات الوقت، يحتم عليه التعامل مع الشعب بكل شفافية ووضوح فقد تجاوز الأمر شخصه ومليشياته الى علاقة وطن بدول الجوار وبالتالي أمنه واستقراره.
قد تلتزم المباحث الصمت عن نشر بعض تفاصيل بعض الجرائم (أخلاقيا)، ولكن الأمر لا ينطبق ابداً أن تصمت قيادات دولة عن توضيح أحداث تهم أمن واستقرار دولتهم وشعبهم حتى ان كان في الأمر ما (يُخجل) وأن يسارعوا الى اغلاق حدود البلاد مع واحدة من دول الجوار بلا تفاصيل، والوطن ليس له علاقة بتصرفات (المليشيات) المتفلتة وسياسات الدول لا تُبنى على مصالح مجموعات محددة والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الصراعات الداخلية لتلك الدول ظل ديدن كافة الحكومات في علاقتها مع دول الجوار فيكفي ماجرته محاولة اغتيال الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، من تداعيات حيث أجبر النظام الكيزاني على السكوت عن احتلال حلايب وشلاتين والفشقة.
الشعب السوداني اليوم يكفيه ما لديه من مشاكل وصراعات وضائقة معيشية ولن يتحمل كما في العهد السابق مغامرات ساسته ومن أجل ذلك كانت ثورته العظيمة والتي لن تتوقف حتى تحقيق السلام والحرية والعدالة .. ولا مسكوت عنه بعد اليوم والوطن يتمزق..
والقصاص للشهداء وعد لا تراجع عنه
الجريدة
ونحن طلبة في سبعينيات القرن الماضي كنا نسمع ونشاهد العساكر بعد انتهاء ماموريتهم في الجنوب يعودون محملين بالأثاث الخشبي وبعض قناديل البنقو وكان اكثرهم مساطيل لكنهم محصورين وبيوت بيع الكمنقا معروفة ويتكرم بعض رجال الشرطة بابلاغهم بالكشات ومواعيدها بالتفصيل مقابل مادي معلوم كذلك بيوت الدعارة نفس الشيء اما المرور والجوازات فحدث ولا حرج الجوازات جاهزة تنقصها الصورة فقط بل عليها الختم والتوقيع رخص القيادة بتسعيرتها توصيل المنازل الخروج من المغتربين يمكن ان يتم دون دفع ضريبة او زكاة اتفاق مع ضابط جوازات في المجمع بواسطة مكاتب الخدمات ان يكون تاشيرة الخروج مطبوعة على الجواز هذا هو السودان ياجماعة ثم جاءت الانقاذ واضافت الكثير على الطرق السريعة فلا تتعجب ان تشاهد عمارة تتبع عسكري وشرطي بسيط
الاستاذة/ صفاء الفحل.
تحية طيبة،
قبل ثلاثة ايام مضت – تحديدآ الثلاثاء ٣/ يناير ٢٠٢٣- مرت ذكري (٤٣) شهرعلي مجزرة القيادة العامة، وهي المجزرة المسكوت عنها علي مستوي مجلس السيادة والمؤسسة العسكرية والقضائي ، هذا السكوت المبهم لا نفهم له سبب واضح، وما زلنا ننتظر منذ ثلاثة اعوام و(٧) شهور اعلان الحقائق عن من قاموا بها… ولكن لان البرهان (كالعادة) لن يجرؤ علي الاعلان فسيظل الموضوع رسميآ (مسكوت عنه) وفي طي الكتمان والسرية الكاملة رغم ان الشعب يعرف كل الحقائق بالتفاصيل الدقيقة.
لو المنظمات الاجنبية جابو المخدرات طيب الحارسين المطار والميناء و الحدود ويأخذو رواتب وبدلات وسيارات واسلحة وتدريب بالداخل والخارج ودبابير اشكال والوان وحصانات ديل منظمات اجنبية برضو ااااااااااااه يا وطن (إذا غضب الله على قوم سلط عليهم اشباه الرجال)