تنظيم حزب لجان المقاومة على نسق الحزب الإشتراكي الهولندي

✍🏾 أمجد إبراهيم سلمان
تنعقد في هذه الأيام العجاف في السودان مساومات فوق أجساد شهداء ثورة ديسمبر المجيدة ، و كناشط اجتماعي وسياسي غير منتم لحزب معين أجد نفسي و معي الكثيرين في حالة إقصاء عن الفعل السياسي الجاري حالياً ، بيد أن الغائب الأكبر في هذه اللحظات الحاسمة هي لجان المقاومة كي تكون ممثلة كجسم فاعل و مؤثر في الحدث الماثل أمامنا الآن ، ومن نافلة القول أن السياسة لا تمارس إلا بوجود أحزاب وأجسام سياسية تكون لها قيادة واضحة بتراتبية صريحة تستطيع أن تمثل عموم شباب الثورة في هيكل هرمي فعّال يمكن له الجلوس في طاولة المفاوضات التي تحسم فيها القضايا المصيرية لبلادنا وهي بالضرورة قضايا تمس جوهر ومستقبل هؤلاء الشباب الذين هم في الفئة العمرية الأقل من 30 عاماً و هم يمثلون أكثر من 50% من سكان السودان.
ما لاحظته أن لجان المقاومة حالياً تتعرض لحملات اختطاف من قبل كل الفاعلين في الساحة السياسية ، وتوضع كل العراقيل في طريقها كي لا تكون جسم هرمي ذو قيادة واضحة ، لأن ذلك يسحب نفوذ الأحزاب السياسية سواء تلك التقليدية أو التي تسمي نفسها بالحديثة دون أن تمارس الحداثة داخلها ، ولكي لا يصبح مصير لجان المقاومة كمصير تجمع المهنيين الذي كان ملء السمع و البصر وأصبح أثراً بعد عين وددت أن أقدم المقترح الآتي لتنظيم لجان المقاومة في تنظيم فعّال إدارياً و مادياً. بطريقة تشابه البناء الإداري للحزب الاشتراكي الهولندي الذي ابتدع طريقة رائعة في تنظيم العوائد المالية من تسنم الوظائف الحكومية والمواقع القيادية في البرلمان القومي والبرلمانات الولائية لتوطيد بناء الحزب في الساحة السياسية منذ السبعينات حتى يضمن استقلال قراره السياسي من تغول رؤوس الأموال والشركات الكبرى.
نبذة مبسطة تكون الحزب الاشتراكي الهولندي في العام 1971م بعد أن تطور من حزب شيوعي كلاسيكي وتم تغيير المسمى إلى الحزب الإشتراكي الهولندي ، في العام 1974م ابتدع الحزب وثيقة تقسيم العوائد المالية للمناصب التي يحصل عليها الحزب انتخابياً وأسماها وثيقة التكافل المالي ، وتعني أن كل ممثلي الحزب ملزمون بالتنازل عن حوالي 55% من دخلهم الشهري في الوظائف الحكومية التي يشغلونها باسم الحزب وأن يلتزموا بالشفافية الكاملة تجاه كل ما يقدم لهم من هدايا وامتيازات بسبب تسنّمهم لوظائفهم تلك. على سبيل المثال يتقاضى نائب البرلمان الهولندي حاليا 6900 يورو صافية شهرياً بعض اقتطاع الضرائب ، وحسب قانون الحزب فإن المسئول المالي للحزب يتسلم راتب النائب البرلماني ويعطيه منه 3174 يورو كراتب شهري ما يعني أن الحزب يستبقي 3726 يورو في مالية الحزب ، أي أن الحزب يستقطع 54% من راتب النائب البرلماني التابع له هذه الهيكلة ضمنت أن ممثلي الحزب يتقاضون رواتب معقولة جداً سواء كنواب برلمانيين أو في مسئوليات تنفيذية كمعتمدين أو وزراء في الدولة مع التنازل الملزم من قبل ممثلي الحزب الممهور باتفاق مكتوب بين الحزب والعضو المعين حسب الموقع الذي يتقلّده وقضت على التنافس الجشع على المناصب لأن راتب الطبيب والمهندس أعلى من راتب عضو البرلمان ما يعني أن من يرشح نفسه كنائب يكون دافعه هو خدمة القضايا الكبرى للناس وليس لتحسين وضعه المادي الشخصي.
من مميزات هذه الطريقة أنه سيتوفر لحزب لجان المقاومة المنشود مدخلات مالية محترمة ، وستكون هناك شفافية كاملة في مالية ممثلي الحزب سواء كبرلمانيين أو تنفيذيين كوزراء أو إداريين في أقاليم السودان المختلفة ، على المدى البعيد ستخلق هذه الطريقة حزب مستقر مادياً ولن يكون هناك تنافس مرضي على المناصب لأنها ببساطة لن تؤدي إلى تراكم أموال لدي ممثل الحزب لأن كل رواتب ممثلي الحزب ستذهب للجنة الحزب المالية وهي ستصرف منها رواتب هؤلاء الأشخاص حسب مواقعهم واحتياجاتهم مما سيحد من عملية التنافس المحموم تجاه المناصب لأنها ستكون مسئوليات دون مخصصات هائلة تفتح باب الفساد المالي ، وسيؤدي تركيز مخصصات النواب في قيادة هذا الحزب إلى تعافي ماليته وشفافية معاملاته وأيضا الصرف الإداري على الحزب كمؤسسة.
مما تسرب من المفاوضات أن لجان المقاومة يفترض أن تتحصل على 60% من كراسي المجلس التشريعي للفترة الانتقالية (برلمان الحكومة الانتقالية) و مما رشح أيضاً ان عضوية هذا البرلمان ستكون حوالي 150 شخصاً ما يعني أن 100 شخص منه سيكونون ممثلين للجان المقاومة ، فإذا طبقت هذه الهيكلة المالية فإننا سنشهد ولادة حزب سياسي جديد معافى من أمراض الرشوة والفساد المالي لأن كل مداخيل المناصب ستدار من قبل لجنة مالية قائدة تمثل الجميع. ولنفترض جدلاً أن عضو البرلمان سيكون مرتبه 1000 دولار وسيلزم بالتنازل عن 600 دولار لمالية حزب لجان المقاومة ، فسنكون بصدد حزب سياسي معافى ماليته 60 ألف دولار شهرياً من مالية أعضائه البرلمانيين فقط.
بالطبع هناك عمل كبير ينبغي إنجازه على مستوى المواثيق المشتركة و الأهداف المرحلية للفترة الانتقالية وما بعدها خاصة الانتخابات القادمة لكن كل ذلك يمكن تحقيقه إذا ما استطاعت لجان المقاومة تكوين حزبها المنفصل بعيداً عن رغبات السياسيين الذين يريدون امتطاء ظهور الشباب للوصول لمصالحهم التي قد لا تتفق مع مصالح جيل الشباب القائم حالياً.
بالطبع فإن المقترحات المكملة لهذا التصور أن تقوم الدولة لاحقاً بتمويل كل حزب سياسي حسب حجم كتلته البرلمانية و ذلك حماية للأحزاب السياسية من الابتزاز السياسي والمالي ولتدعم الشفافية السياسية والمالية للأحزاب في الدولة لأن فقر الأحزاب المالي سيكون مدخل للفساد السياسي المستقبلي ، إذا تكون حزب لجان المقاومة بهذه الطريقة فسيحقق مكاسب كبيرة وسيكون قوة دفع حقيقية لبقية الأحزاب للإصلاح الديمقراطي الداخلي بوجود حزب معافي مادياً وسياسياً ومبنى على الشفافية في التمويل والممارسة.
أنا ما قريت غير عنوانك ومنه علمت بعدم جدوى قراءة اكثر من ذلك لأن العنوان ينطلق من جهل واضح بأهداف ثورة الشباب هم لم يقولوا إنهم يريدون الحكم ولكنهم يريدون تقرير شكل الحكم والمباديء التي يقوم عليها ويتقيد بها ان الشباب يريدون تسليم السلطة للشعب صاحبها ويريدون ألا تكون هناك أحزاب تحكم نيابة عن الشعب فكيف يفكرون في التحزب؟ إنهم يريدون ديمقراطية مباشرة ذات تمثيل مباشر بين الشعب ونوابه وأن يكون ولاء النواب فقط لدوائرهم وليس لأحزابهم قبل دوائرهم – فهمت خطأ مقترحك هذا للثوار وكيف أنك تقف خارج الشبكة تماما؟
لا والف لا لتجسيد المقاومة لدينا مهمة واحدة لا شريكا لها ( لما يطل في فجرنا ظالم نحمي شعار الثورة نقاوم ونبقى صفوف تمتد وتهتف حتى يعود الفجر الحالم ) تجسيد المقاومة يسهل ضربها وبدأية لتفتيتها وربما جريمة يدبر لها في الظلام و مقصودة من الانتهازية و بعض الحالمين بالقيادة وفي النهاية نصبح مقاومتنا زي حزب الامة تخدم اسرة او اشخاص.
ارفع ايدك يا أمجد من هذا المشروع فانه ملغم
هنالك فرق : كنا أمة حضارات مؤثرة..و صرنا أمة وأد الأحلام . ما إستقامت العملية السياسية الديمقراطية في الولايات المتحدة إلا بعد قيام حزبين قويين , الحزب الديمقراطي في العام 1828 و الحزب الجمهوري في العام 1854 .. و لما كان فحوى السياسة يتلخص في : حكومة و معارضة , فكان هذين الحزبين كافيين لملء الفراغ السياسي للأمة الأمريكية .. حتى إذا صارت الصين غدا القوة الإقتصادية الأولى فإن السبب سيعود الى كون الإقتصاد يعتمد على الكم قبل الكيف , و هذا لا يقدح في عظمة الأمة الأمريكية .. فكرة د. أمجد رائعة و عملية في آن واحد , فالسياسة تمارس داخل أوعية تدعى الأحزاب , فالأماني وحدها لا تكفي, و أزيد عليها أن ينشأ لجان المقاومة حزبين بدلا من حزب واحد..كما أن فكرة تمويل الدولة للأحزاب حسب حجم تمثيلها في البرلمان أكثر من هامة لأن قوة الأحزاب هي الضامن و الأساس لنجاح العملية السياسية , و إن فشلها فشل للعملية .. لمعالجة الإندماج الإجتماعي يمكن إعتماد النظام الفدرالي في السودان , فالسودان القديم كانت دويلات , بعد تساوي الكتوف نعود للنظام الإتحادي . و مسيرة النهضة تبدأ بحلم .
يقولوا ليهو تيس يقول أحلبوه؟؟ هل تعرف توجها في أي من هذه الأحزاب لأن يكون مثل الحزب الجمهوري أو الديمقراطي الأمريكيين أو حزب المحافظين أو العمال البريطانيين؟ أنت تتكلم على مثال أمريكا وأروبا الغربية وتتجاهل فرق السماوات والأرض بيننا وبينهم – هل يوجد حزب واحد طائفي في أوروبا أو بابوي وإن تسمى الحزب بالمسيحي فان فهم الحزبية عندهم هي تكتلات لإنفاذ برامج للتنمية والنهوض بالبلد ويتنافسون عليها وليس على الولاؤ الطائفي والعقائدي والمذهبي الفارغ من كل شيء إلا السلبية والانصرافية عن تنمية ورفاه معيشة العباد. ثم هناك مواطنون مثقفون يعرفون واجبات الدولة أكثر من الأحزاب نفسها ويلزمونها بأداء واجبات الدولة بامكانيات الدولة ومنع أي إهدار لها في في أمور حزبية طائفية فارغة لا معنى لها
اذا بامكان احزابك التقليدية ان تكون على نسق احزاب وستمنستر البريطانية فلا مانع أن يكون حزب للشباب على نسق الحزب الإشتراكي الهولندي! الجافلات خلهن اقرع الواقفات