مقالات وآراء

الدكتورة شيخة المزروعي وجراح السودان

فتح الرحمن عبد الباقي

الدكتورة شيخة المرزوقي وأوجاع السودان أثناء تصفحي بموقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) وتحديدا بصفحة المهندس/ خالد سيد أحمد وجدت فيديو للدكتورة شيخة المزروعي ، وثقت فيه زيارة لها للسودان ، وبما أنني لست محترفا لا في التصوير ولا إبداع الطبيعة فاترك تقييم الفيديو لمختصيه الذي وصفه البعض بالاحترافي في التصوير والتنسيق والترتيب ، ولا أدري صراحة هل هذا الفيديو قديم أم جديد ولكن مهما يكن إخراج الفيديو وتناسقه وتوقيته ، إلا انه استوقفتني فقط جمل ذكرتها الدكتورة وهي معلومات عامة موجودة في الفضاء وسهل الوصول إليها ، ولكن كأنني اسمعها لأول مرة  عندما عرفت نفسها لم تتحدث وتقل أنا الدكتورة شيخة المزروعي ، وإنما ذكرت اسمها مجردا من غير لقب ، كما كتب أخونا المهندس/ خالد سيد احمد اسمه في صفحته بدون لقب ، وأعتذر بأنني لم أتعرف على الدكتورة شيخة المزروعى من قبل ولم اسمع أو استمع أو أشاهد لها أي محتوى فرجعت إلى قوقل لأتزود بمعلومات قبل أن أكتب شيئا ، وهذا جهلا مني وضحالة في معرفتي بالعالم من حولي وأعتذر للدكتورة عما قلت ، وهذا طبعا لا يقلل من من مكانها ومكانتها  فوجدتها الدكتورة شيخة المزروعي المتخصصة في زراعة الكبد باستخدام الخلايا الجذعية ومسيرة علمية وعملية مشرفة ، فشكرا دكتورة شيخة وشكرا الباشمهندس خالد سيد احمد  بدأت بالاستماع إلى هذا الفيديو الرائع والى مشاعر الدكتورة التي صبتها صبا على قلوبنا ، وبلغة توضح عدم التكلف وترسم مشاهد للمشاهد صور متحركة عبر الحروف المتدفقة والمنسابة بحب وأريحية كما ينساب النيل ويتعانق في مقرن النيلين عناق الحبيب لحبيبه ، وتجوالها في مناطق شعبية وجلوسها إلى بائعة الشاي وشربها للقهوة السودانية وإعجابها بها لتهيئنا إلى الصدمات والكدمات القادمة الحقائق القاتلة التي لا نجد تفسيرا لها  بدأت جولتها بأهرامات السودان ، وعلى ذكر الأهرامات لا بد هنا من المقارنة بجارتنا وشقيقتنا مصر ، لأن الحديث عن الأهرامات لا يمكن أن يمرر دون ذكر أهرامات مصر ، ولقد ذكرت لنا الدكتورة عدد الأهرامات بالسودان وقالت إنها (220) هرم ، هنا سألت نفسي هل هذا العدد اكثر أم أقل من عدد الأهرامات بمصر ، فوجدت من خلال محرك البحث أن عدد الأهرامات بمصر (100) هرم أي أن عدد الأهرامات بالسودان ضعف الأهرامات بمصر ، وهنا توقفت ، وأوقفت تشغيل الفيديو لأسأل نفسي أهذا جهل مني بأن عدد الأهرامات بالسودان ضعف عدد الأهرامات بمصر ، أم أن السبب هو إعلامنا وحكوماتنا متمثلة في وزارة السياحة على مختلف العقود التي حكمت أم على علي وزارة التربية ، وأخيرا طفت مع دكتورتنا العزيزة جزء من أهرامات السودان لتنقلنا بعدها إلى موقع إيلام آخر ، إلى جرح ظل ينزف وينزف دون دواء جولة الدكتورة الثانية الزراعة بالسودان ، وبمقولة مؤلمة ومبكية بأنك اذا جلبت أي فاكهة وزرعتها بالسودان فستثمر هذه الفاكهة ، لتلتقط في هذا الفيديو صورا لها مع أنواع من المحاصيل الزراعية لتكون خلفية خضراء مخضرة تزيد من جمالها وجمال الطبيعة حولها ولتزين بجمالها جمال المكان وكأني بالدكتورة قد التقطت هذه الصورة لتقلل الصدمة القادمة القاتلة والحقائق الموجعة التي ستسردها الحقائق أن المساحات الزراعية الصالحة للزراعة بالوطن العربي كله (بدون السودان) 65 مليون هكتار ، أما السودان فتبلغ (84) مليون هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة واضف إلى هذه المعلومة بدون معوقات طبيعية من جبال وغيره وأن السودان يصدر (70%) من الصمغ العربي للعالم (14%) من الفول السوداني (21%) من السمسم الأبيض (30%) من حجم الثروة الحيوانية بالعالم العربي لتسأل نفسها وتسألنا بأن أي بند من البنود بعاليه تستطيع أن تقوم بلد بكاملها ، فكيف اذا اجتمعت كل هذه المقومات في بلد واحد ، وهنا بتأدب منها ذكرت ما ذكرت لتحاول ايقاظنا من هذا الثبات بعدها تتحدث الدكتورة وتقول بأنه ـ لا سمح الله  ـ أذا صارت أزمة غذاء في العالم فان العالم  الإسلامي والعربي سيكون أمانة في أعناق السودانيين وأن السودانيين بأخلاقهم ومحبتهم على قدر هذه المسؤولية وأنها مطمئنة لذلك  بعدها تنقلنا الدكتورة في مشهد مروع ومؤلم يؤثر على نبرات صوتها وتقاطيع وجهها الذي يدل على حبها لهذا الشعب لتتحدث لنا عن أزمات السودان وكيف بنا ونحن لدينا البترول والغاز ونعاني أزمة في الوقود ، وغاز الطبخ  ونمتلك الأراضي الزراعية ونعاني أزمة في الغذاء ، ونستورد القمح والدقيق من بلاد شتى ، ورغم هذا الألم والحقائق المزعجة ، وأخالها قد أشاحت بوجهها ، وغطت الكاميرا لتجفف دموعها ، لتنتقل بعد ذلك إلى احدى الحدائق وتظهر لنا وسط أطفال يمرحون ولتقول لنا بان الأمل في الشباب صورة ، أما تأدبا فتقول بأننا قادرين على تجاوز هذه المرحلة بقوتنا وعزيمتنا  شكرا د/ شيخة المرزوقي على تفاؤلك وأملك وابتسامتك التي ملأت المكان ، وشكرا لختمك الفيديو بهذه الدراما الجميلة ولهوك مع الأطفال الذين هم أمل المستقبل ، رغم تحملهم لصعاب الحاضر ، وهذه رسالة إلى من يتقاتلون على الكراسي والى من يتحاربون ليخربون سمعة السودان ، وأتمنى أن نشهد أنا وأنت وكل القراء .

‫4 تعليقات

  1. الدكتورة شيخة المزروعي شخصية عالمية وثروة قومية لبلدها الإمارات وعالمية للعالم اجمع .ان بها تواضع العلماء وجمال الاصفياء وأخلاق النبلاء وسيرة الاتقياء ونقاء الشرفاء تساعد بنفسها وبعلما وبمالها ودعواتنا لك ايها الكريمة العزيزة (ربنا يحفظك ويوفقك ويوقيك من كل الشرور)

    1. هناك معلومة غابت عليكم!
      وهي ان ال المزروعي ،لديهم اقارب واهل في السودان..موجودين في غرب ام درمان..وقد جاء اليهم رجال من المزاريع بتاعين أبوظبي وبنو لهم مدرسة..
      ولعل مزرعة يغير الامارات هدية منهم إليه..تقديرا لمساعداتهم،لاهلهم المزاريع…

  2. رحم الله من عرف قدره وللاسف نحن كسودانيين ابتلينا بحكام يحبون انفسهم ولا وطنية لهم وفيهم جهل بقدرات البلاد والعباد نسأل الله السلامة
    ثورة ديسمبر ان شاء الله هى الحللكل مشاكلالسودان بقيادة الشباب المتجرد من كل سوءات الانظمة السابقة الشباب المملوء وطنية وحب الوطن وليس حب الذات . ان شاء الله السودان الى القمم قريبا بما نملك من ثروة فى كل المجالات

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..