مرتزقة فاغنر.. 40 ألف سجين يقاتلون في الجبهة مع روسيا

أكد قائد مجموعة “فاغنر” الروسية شبه العسكرية، يفغيني بريغوجين، الأربعاء، أن مقاتليه سيطروا على مدينة سوليدار في شرق أوكرانيا بعد معارك كثيفة خلال الأسبوع الحالي، مضيفا أن “القتال في الشارع” يتواصل.
وقال بريغوجين عن طريق جهازه الإعلامي عبر وسائل التواصل الاجتماعي إن “وحدات فاغنر سيطرت على مناطق سوليدار كافة”، مشيرا إلى أن قتالا يدور في وسط المدينة. وتعذر التحقق من مدى سيطرة مجموعة فاغنر على المدينة.
وتلعب مجموعة فاغنر دورًا رئيسيًا في معركة باخموت وهي مدينة غير مهمة كثيرًا على المستوى الاستراتيجي لكنّها اتخذت قيمة رمزية كبيرة، إذ إن المعسكرين يتقاتلان للسيطرة عليها منذ أشهر.
ومدينة سوليدار الواقعة على بُعد نحو عشرة كيلومترات شمال شرق باخموت، مجاورة لبلدة باخموتسكي التي أكد الانفصاليون الموالون لروسيا السيطرة عليها.
إلى ذلك، قالت عضوة في مجلس حقوق الإنسان الروسي إن رئيس البلاد، فلاديمير بوتين، أصدر عفوا سريا عن عشرات المدانين حتى قبل إرسالهم للقتال في الحرب في أوكرانيا
وأشارت إيفا ميركاتشيفا، عضوة مجلس حقوق الإنسان، وهو هيئة استشارية، إلى وجود عيوب قانونية في استراتيجية التجنيد التي وعدت المجرمين المسجونين بإلغاء أحكامهم فقط بعد إكمالهم الخدمة العسكرية.
وقالت ميركاتشيفا لوكالة أنباء “ريا نوفوستي” الحكومية إن قرارات بوتين صدرت سرا للإفراج القانوني عن السجناء وتجنب الكشف العلني عن أسمائهم، وهو ما يحدث عادة في إصدار عفو رئاسي، بحسب ما نقلت صحيفة “واشنطن بوست”.
وأضافت: “كل هذه المراسيم سرية ولا يمكننا رؤيتها، لكن هذا يفسر سبب إطلاق دائرة السجون الفدرالية سراح الأشخاص بهدوء”.
وتابعت: “المرسوم الرئاسي الخاص بالعفو عن المدانين الذين شاركوا في العملية الخاصة يشكل سرا من أسرار الدولة؛ لأنه يسمح بالتعرف على هؤلاء الأشخاص”.
40 ألف مسجون مجند
وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” أن هؤلاء المسجونين أرسلوا إلى القتال في أوكرانيا مع مجموعة “فاغنر” شبه العسكرية، حيث عاد العشرات لديارهم بعد أن قتل كثير منهم .
وبعد أن عاد البعض الآن إلى ديارهم، من المحتمل أن يرسلوا مرة أخرى إلى الجبهة في غضون أسابيع، وفقا لمجموعة روسيا خلف القضبان، وهي منظمة لحقوق السجناء.
كان العشرات من المدانين الذين نجوا من القتال العنيف لمدة ستة أشهر جزءًا من موجة التجنيد الأولى لما يقدر بعدة مئات، وهو جهد قاده منذ الصيف الماضي قائد وممول مجموعة فاغنر بريغوزين المعروف باسم “طباخ بوتين”.
ونقلا عن أفراد عائلات المسجونين، قالت ميركاتشيفا إن العفو تم توقيعه خلال أوائل يوليو في نفس الوقت تقريبا الذي تم فيه نقل الرجال الأوائل الذين قبلوا بتوقيع عقود القتال بأوكرانيا.
وعندما طُلب منه تأكيد العفو السري، رفض المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إعطاء إجابة مباشرة، قائلا للصحفيين: “أنت تعلم أن العفو لا يمكن تنفيذه إلا بموجب مرسوم رئاسي … بما يتفق بدقة مع القانون”.
وبحسب “واشنطن بوست”، فإن بريغوزين شخصيا بجولة في العديد من السجون الروسية العام الماضي، حيث قدم للمجندين رواتب مربحة وعفوًا بشرط أن يخدموا نصف عام كجزء من قوات الصدمة ووحدات المشاة المكلفة بقيادة الهجمات وعادة ما يعانون من خسائر فادحة.
وقالت الصحيفة الأميركية إنه غالبا ما يتم إرسال المجندين إلى معركة بعتاد ضعيف وتدريب قليل أو معدوم.
وخدم السجناء كتعزيزات للقوة الروسية الأولية في أوكرانيا، والتي استنفدت في سلسلة من الإخفاقات القتالية المبكرة.
وتقدر الولايات المتحدة أن فاغنر لديها الآن 50 ألف جندي منتشرين في أوكرانيا، بما في ذلك 10 آلاف متعاقد و40 ألف مدان تم تجنيدهم من السجون.
ويطابق هذا التقييم البيانات التي جمعتها منظمة “روسيا خلف القضبان”، والتي تتعقب مشاركة الأسرى في الحرب.