مقالات وآراء سياسية

جمهورية اللصوص والزبالة

زورق الحقيقة

أبوهريرة زين العابدين

عبد الحليم

ليل وصباح الشتاء في الخرطوم بارد قليلا والنهار نصف حار ونصف بارد مع شمس عامودية ساطعة هكذا ولجنا لبوابة المسجد والفوضى تعم المكان والذباب وبقايا بخور عالق تبركا وعربات تقف من غير انتظام واكوام تراب ومباني استثمارية داخل المسجد لم تكتمل ، ففوضى المكان هي العنوان وسيدات يجلسن واطفال في انتظار الصدقات وصوت موسيقى في الخارج من رقشة عابرة بصوت فنانة تردد اغنية هابطة والاذان يشق عنان السماء .

خلعنا جزمنا وحملناها داخلا وعليك ان تضع واحدة في صندوق والاخرى في صندوق اخر خوفا من لصوص الاحذية فالكل في المسجد يذكرون الله وعينهم على احذيتهم ، فتأملت في الامر فكيف يكون ذلك في دولة مسلمة ولا تستطيع الثقة في المؤمنين الا يسرقوا حذاءك من المسجد ولا تضمنهم على حذاءك فلماذا وصلنا لهذا الدرك . نفس الشيء ينطبق على التلفون فالتوصية بالا تخرجه وانت في قارعة الطريق خوفا من الخطف ولانه مصدر للنقد السريع على وزن الدعم السريع اليس كل شيء سريعا في هذه الديار فالكل يريد ان يغنى سريعا سواء لصوص الجزم والتلفونات ام لصوص السياسة.

فعند دخول اي من احياء الخرطوم تجد شاهق العمارات والفلل وعدد كبير تحت التشييد وتسأل نفسك من اين لهم هذا ولا يمكنك سؤال الحكومة والبعض يقول ربما من الذهب وفساده والبترول واختلاسه والحكومة واحتلالها فسالت عن تقديرات الاسعار ففي الاحياء الراقية تبدأ المنازل بسعر المليون دولار وتتكوم الزبالة امام المنازل والاسواق والشوارع فمنظر العاصمة والمدن عبارة عن كوشة كبيرة مشيدة فيها غالي المباني وتجوبها غالي السيارات وتمتلي بعالي الاكوام الزبالية وبقايا التشييد.

هنالك فيديو متداول لشاب سوداني نظف الكوشة والميدان بالقرب من المنزل وايضا مبادرة من بعض السفارات حيث تطوعوا ونظفوا الشوراع فلماذا لا تتضافر الجهود الشعبية والرسمية لنظافة البلد من الادران وتكون مهمة الحكومة القادمة النظافة ثم الماء النظيف لكل مواطن ثم التعليم والامن كاهداف واضحة وبسيطة.

في مدينة ربك في منتصف السوق وقفت عربة الزبالة وحولها دكاكين وباعة لكل شيء من الصابون للفواكه بعد ان استدارة الشمس كرغيف خبز وايضا الخبز ، السائق داخل العربة وخلف العربة كوم زبالة كبير وهنالك نسوة في المدينة يحملن القفف ويملأنها بايديهن ثم يضعنها في سيارة الزبالة كعاملات والكل حولهن مشغول بالبيع والشراء فهذا المنظر لا تجده الا في هذه الديار ، فبدلا من ذلك يمكن للمحلية استيراد معدات معروفة عالميا لوضع الزبالة وتحملها العربة بدون تدخل بشري . مع تعرضهن لكل الامراض مثل الكبد الوبائي وغيره . ايضا يجب اعادة الصحة العامة وملاحظ الصحة بإلاضافة لتنظيم الاسواق والزام الجميع بان ينطف امام الدكان والمنزل لعدد محدد من الامتار او سوف يكون هناك ايصال يضاف لفاتورة الماء او الكهرباء . فانا لست خبير ولكن الدولة يمكن ان توفر كثيرا لو حلت موضوع النظافة لان اغلب هذه الامراض مربوط بالنظافة وصحة البيئة.

اضف الى ذلك قطوعات الماء والكهرباء ففي الحي الذي نسكن اختفى الماء لمدة ثلاثة ايام حسوما ولا محاسبة ولا مسئولية ويضطر الناس لشراء الماء بالكارو وفي الغالب من الترع لذلك عادت البلهارسيا وتجد تشخيص كثير لجرثومة المعدة والتيفويد والملاريا فالبعوض يحتل المدن بالكامل فهذه امراض تجاوزها العالم والنخب مشغولون بالمحاصصة وتوزيع الثروة والسلطة في بلد انهك اهله المرض والجوع والفساد وكل شيء يباع ويشترى.

لماذا عجز العقل السوداني عن ايجاد حلول لادارة الدولة وحل المشاكل البدائية ولا تجد نقاش عن كيف ننظف بلدنا والاستغراق في السياسي المباشر انهك الجميع واهملنا النقاش حول سياسات فاعلة لحل كل القضايا بما فيها السياسية واصبح العقل السياسي السوداني مشغول بتكفير الاخر سياسيا وتحطيمه و تخوينه . فمشاكل وسط العاصمة حيث الاستقرار ليست مشاكل الاطراف والريف . ايها الساسة نظفوا انفسكم وبلدكم.

‫3 تعليقات

  1. عزيزي والله لم اسرق هم من بداو بالاتصال بي هم من سرقوا عمارتنا المخنثين اولاد المخنثين اولاد بمبا وتاريخهم طويل معنا عذبوا اهلي كلهم لانهم مخنثين وجبارين لكن انا ادبتهم ولسا ساودبهم اكثر اتحداك ان تثبت اني سرقت شي .اتحداك ولم اشاغل ولا بنت واحدة هم من خربوا بيني وبين اسرتي بالمال يلعبون علي اختي وتزوجوها غصب ثم طلقوهم معهم زبالة البلد الارهابين المعقدين امات شلاليف

  2. نعيب زماننا والعيب فينا.. لو أن المسؤول احس بالمسؤولية لحقق الكثير ولو بمعاونة الجهد الشعبي فقط.

  3. البرهان كذاب تجتمع فيه كل صفات المنافق فهو اذا حدث كذب واذا عاهد غدرو اذا اؤتمن خان واذا خاصم فجر. فلاتصدقوا هذا الأفاك القاتل!!!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..