
محمد حسن شوربجي
حكموا السودان اكثر من 50 عاما…
وبحجة انهم سينقذون البلاد…
فلم يزداد السودان الا فقرا وجوعا..
ومازال بعضهم تخامره فكرة الانقلابات العسكرية…
وتستهويه المزيكا وعنتريات البيان الاول…
وان كانت مثل هذه العقليات قد تجاوزها الزمن…
الا انها بعضها باق في مؤسساتنا العسكرية وحتي بين المدنية …
والسبب هو تكوينها النفسي الملوث بالسادية …
فهذه النوعية تجدها تستمتع كثيرا بعذابات الآخرين …
وانا الضابط الفلاني وسأتخطي كل الصفوف لاقضي حاجتي…
فليت هؤلاء يعلمون ان الزمان قد تغير….
وان مفاهيم الحياة قد تغيرت…
وان الوعي قد انتشر بين شباب الامة بدرجة كبيرة…
وان هناك دعم دولي قوي يعادي الانقلابات العسكرية في كل العالم…
وان هناك جيل ثوري واعي وواعد اتخذ السلمية سلاحا هزم به كل الطغاة …
فاصبح الواهم في وقتنا من يقوم بانقلاب او يفكر باغتصاب سلطة الشعب واقتلاعها بالمزيكا …
ولعلنا جميعا قد شاهدنا كيف ان الكثير من الانقلابات قد باءت بالفشل بعد ثورة ديسمبر المجيدة…
وهذه محمدة كبيرة لم نكن لنحلم بها وقد دمرت البلاد في الماضي…
ولكن تبقي عدم الثقة في العسكر هاجسا في كل النفوس…
فتاريخ السودان يتهادي طويلا بين الثورات والانقلابات…
فلقد بدأت هذه الآفة اللعينة بانقلاب الفريق ابراهيم عبود فى مشارف عام 1959م كاول انقلاب كان في السودان…
وبعد عشرة سنوات من ذلك الانقلاب كان انقلاب المشير جفعر محمد نميرى عام 1969م…
وبعدها و بعشرون عاما قاد عمر البشير انقلابا في عام 1989م…
لتصبح مجموع سنوات حكم العسكر في السودان ومنذ استقلاله عام 1969 خمسون عاما او اكثر
وهذا هو اس بلاء السودان ودماره…
فلا يمكن عقلا ان يتطور بلد في ظل حكم شمولي عسكري متخبط…
لهذا نقول لمن يطالب بمنح الثقة العمياء للعسكر…
كيف أعاودُكَ وهذا أثر فأسِكَ…
فما نحن فيه مطابق لهذه الرواية…
قال الراوي :
أنه كان هناك أخوان متحابان تشاركا كل شيء في الحياة ، وكانا يرعيان الإبل في واد خصيب ، وفي يوم من الأيام عم الجفاف وانتشر فأجدبت البلاد ، وقل الزرع ، وندر الكلأ أو العشب الأخضر ، وكان بجوار بلادهما واد خصيب ، مليء بالزرع والشجر والأعشاب ، وكانت في ذلك الوادي حية تحميه وتمنع أي أحد من الاقتراب منه أو الرعي فيه.
فقال أحد الأخوين للآخر: يا أخي ، لو أني أتيتُ هذا الوادي المكلأ فرعيتُ في إبلي في العشب الأخضر وأصلحت حالها بعدما ضعفت فرد عليه أخوه قائلاً : إني أخاف عليكَ من حية ذلك الوادي! فلا يوجد أحد يذهب إلى ذلك الوادي إلا وأهلكته.
أصر أخوه على النزول إلى وادي الحية وقال : فوالله لأفعلن . فنزل أخوه في ذلك الوادي وأخذ يرعى إبله فيه لفترة من الزمن ، ثم قامت الحية بنهشه وقتله . وحزن أخوه عليه حزنًا شديدًا ، وقال: لا يوجد في الحياة خير بعد أخي ، وأقسم ليطلبن الحية فيقتلها ويثأر لأخيه القتيل ، أو ليلحق بأخيه.
هبط الأخ إلى الوادي وبحث عن الحية ليقتلها ، فوجدها واقتتلا فقدر عليها ، وعندما هم بقتلها انتقامًا لأخيه ، قالت له الحية : ألا ترى أني قتلت أخاك؟ قال لها : نعم ، وها أنا أثأر له . فقالت له الحية : هل لك في الصلح ، وأدعك ترتع في هذا الوادي كيفما شئت ، وأعطيك كل يوم دينارًا من ذهب . فقال لها : أوَ فاعلة ذلك أنت؟ فقالت له: نعم. فقال لها: إني فعلت ذلك ، وأخذت عليه المواثيق والعهود على ألا يضرّها أبدًا.
أخذ الأخ ينزل الوادي وقتما شاء ، ويذهب فيه إلى أي مكان شاء ، وحافظت الحية على عهدها وفي كل يوم تعطيه دينارًا ، حتى كثر ماله ، وعظم جاهه ، وكبر سلطانه ، وزادت تجارته ، وأصبح من أغنى الناس ، وأحسنهم حالاً .
وبعد مرور فترة من الزمن تذكر دم أخيه ، ولم ينس من قتله، فثار دمه ، وعزم على الانتقام له ، وقال في نفسه : ماذا ينفعني العيش في هذه الحياة ، وأنا انظر إلى قاتل أخي أمامي؟ فأخذ فأسا بيده وعزم على قتلها ، فقعد لها ينتظرها، وسارت الحية أمامه فتبعها ، وقبل أن تدخل جحرها ضربها بالفأس فأخطأها ، ودخلت هي الجحر ، وأصاب الفأس الجبل فوق ذلك الجحر، وتركت الضربة أثرًا واضحًا على الحجر أمام جحرها .
لما رأت الحية من غدر الرجل قطعت عنه الدينار ، فخاف الرجل من الحية وشرها ، وندم على ما فعل ، وجاء للحية وقال لها : هل نعود ونتواثق من جديد ونعود إلى ما كنا عليه من قبل . وهنا قالت الحية له قولتها الشهيرة : كيف أعاودُكَ وهذا أثرُ فأسِكَ؟
انتهت القصة…
فقلوبنا مازالت تتوجس قلقا من بعض العسكر رغم ذلك البصيص…
فقد توقظنا يوما تلك المزيكا بانقلاب جديد وان فشل…
انه هاجس كيف أعاودكَ وهذا أثر فأسِكَ او اثر سمك ايتها الافعي…
وبحجة انهم سينقذون البلاد…
فلم يزداد السودان الا فقرا وجوعا..
ومازال بعضهم تخامره فكرة الانقلابات العسكرية…
وتستهويه المزيكا وعنتريات البيان الاول…
وان كانت مثل هذه العقليات قد تجاوزها الزمن…
الا انها بعضها باق في مؤسساتنا العسكرية وحتي بين المدنية …
والسبب هو تكوينها النفسي الملوث بالسادية …
فهذه النوعية تجدها تستمتع كثيرا بعذابات الآخرين …
وانا الضابط الفلاني وسأتخطي كل الصفوف لاقضي حاجتي…
فليت هؤلاء يعلمون ان الزمان قد تغير….
وان مفاهيم الحياة قد تغيرت…
وان الوعي قد انتشر بين شباب الامة بدرجة كبيرة…
وان هناك دعم دولي قوي يعادي الانقلابات العسكرية في كل العالم…
وان هناك جيل ثوري واعي وواعد اتخذ السلمية سلاحا هزم به كل الطغاة …
فاصبح الواهم في وقتنا من يقوم بانقلاب او يفكر باغتصاب سلطة الشعب واقتلاعها بالمزيكا …
ولعلنا جميعا قد شاهدنا كيف ان الكثير من الانقلابات قد باءت بالفشل بعد ثورة ديسمبر المجيدة…
وهذه محمدة كبيرة لم نكن لنحلم بها وقد دمرت البلاد في الماضي…
ولكن تبقي عدم الثقة في العسكر هاجسا في كل النفوس…
فتاريخ السودان يتهادي طويلا بين الثورات والانقلابات…
فلقد بدأت هذه الآفة اللعينة بانقلاب الفريق ابراهيم عبود فى مشارف عام 1959م كاول انقلاب كان في السودان…
وبعد عشرة سنوات من ذلك الانقلاب كان انقلاب المشير جفعر محمد نميرى عام 1969م…
وبعدها و بعشرون عاما قاد عمر البشير انقلابا في عام 1989م…
لتصبح مجموع سنوات حكم العسكر في السودان ومنذ استقلاله عام 1969 خمسون عاما او اكثر
وهذا هو اس بلاء السودان ودماره…
فلا يمكن عقلا ان يتطور بلد في ظل حكم شمولي عسكري متخبط…
لهذا نقول لمن يطالب بمنح الثقة العمياء للعسكر…
كيف أعاودُكَ وهذا أثر فأسِكَ…
فما نحن فيه مطابق لهذه الرواية…
قال الراوي :
أنه كان هناك أخوان متحابان تشاركا كل شيء في الحياة ، وكانا يرعيان الإبل في واد خصيب ، وفي يوم من الأيام عم الجفاف وانتشر فأجدبت البلاد ، وقل الزرع ، وندر الكلأ أو العشب الأخضر ، وكان بجوار بلادهما واد خصيب ، مليء بالزرع والشجر والأعشاب ، وكانت في ذلك الوادي حية تحميه وتمنع أي أحد من الاقتراب منه أو الرعي فيه.
فقال أحد الأخوين للآخر: يا أخي ، لو أني أتيتُ هذا الوادي المكلأ فرعيتُ في إبلي في العشب الأخضر وأصلحت حالها بعدما ضعفت فرد عليه أخوه قائلاً : إني أخاف عليكَ من حية ذلك الوادي! فلا يوجد أحد يذهب إلى ذلك الوادي إلا وأهلكته.
أصر أخوه على النزول إلى وادي الحية وقال : فوالله لأفعلن . فنزل أخوه في ذلك الوادي وأخذ يرعى إبله فيه لفترة من الزمن ، ثم قامت الحية بنهشه وقتله . وحزن أخوه عليه حزنًا شديدًا ، وقال: لا يوجد في الحياة خير بعد أخي ، وأقسم ليطلبن الحية فيقتلها ويثأر لأخيه القتيل ، أو ليلحق بأخيه.
هبط الأخ إلى الوادي وبحث عن الحية ليقتلها ، فوجدها واقتتلا فقدر عليها ، وعندما هم بقتلها انتقامًا لأخيه ، قالت له الحية : ألا ترى أني قتلت أخاك؟ قال لها : نعم ، وها أنا أثأر له . فقالت له الحية : هل لك في الصلح ، وأدعك ترتع في هذا الوادي كيفما شئت ، وأعطيك كل يوم دينارًا من ذهب . فقال لها : أوَ فاعلة ذلك أنت؟ فقالت له: نعم. فقال لها: إني فعلت ذلك ، وأخذت عليه المواثيق والعهود على ألا يضرّها أبدًا.
أخذ الأخ ينزل الوادي وقتما شاء ، ويذهب فيه إلى أي مكان شاء ، وحافظت الحية على عهدها وفي كل يوم تعطيه دينارًا ، حتى كثر ماله ، وعظم جاهه ، وكبر سلطانه ، وزادت تجارته ، وأصبح من أغنى الناس ، وأحسنهم حالاً .
وبعد مرور فترة من الزمن تذكر دم أخيه ، ولم ينس من قتله، فثار دمه ، وعزم على الانتقام له ، وقال في نفسه : ماذا ينفعني العيش في هذه الحياة ، وأنا انظر إلى قاتل أخي أمامي؟ فأخذ فأسا بيده وعزم على قتلها ، فقعد لها ينتظرها، وسارت الحية أمامه فتبعها ، وقبل أن تدخل جحرها ضربها بالفأس فأخطأها ، ودخلت هي الجحر ، وأصاب الفأس الجبل فوق ذلك الجحر، وتركت الضربة أثرًا واضحًا على الحجر أمام جحرها .
لما رأت الحية من غدر الرجل قطعت عنه الدينار ، فخاف الرجل من الحية وشرها ، وندم على ما فعل ، وجاء للحية وقال لها : هل نعود ونتواثق من جديد ونعود إلى ما كنا عليه من قبل . وهنا قالت الحية له قولتها الشهيرة : كيف أعاودُكَ وهذا أثرُ فأسِكَ؟
انتهت القصة…
فقلوبنا مازالت تتوجس قلقا من بعض العسكر رغم ذلك البصيص…
فقد توقظنا يوما تلك المزيكا بانقلاب جديد وان فشل…
انه هاجس كيف أعاودكَ وهذا أثر فأسِكَ او اثر سمك ايتها الافعي…
أراك عصي الفهم
هل تفهم لغة العسكر؟ . بل أنت لا تفقه ،في الواقع،
شيئاً مما يقولون !
فهؤلاء قومٌ جاءوا من كوكبٍ آخر ،كوكبِ البؤس و (الأسيا)
، بعد أن غادروا مِلة الإنس الي مللٍ أُخرغير (سويّا)
عُجِنت طينة الأسي ثم نفخ فيها إله الشر خَبَثَه فكانت مسخاً سودانياً
فإذا خاطبتهم فأنت لا تخاطب ،إذن، إنسِيا ،
أقسم بالله العظيم أن أحمي الدستور تعني انقلابيا و حياة سوداويّا
و أن ازود عن الحدود ليس إلا تفريط في حلايب و تكون الفشقة بعدُ حبشيا
و أن أحمي بني جلدتي تعني (حدث ما حث) و قتلاً و اغتصاباً و تعرفون أصل الحكاية و (النكاية)
تم