مقالات وآراء سياسية

تفكيك حديث اماني الطويل ، يشرح كيف تفكر القاهرة ..

خليل محمد سليمان
اماني الطويل تعمل مستشارة في مركز الاهرام للدراسات ، وهو مركز دراسات حكومي ، ويُعتبر الاكبر في المنطقة ، وهي خبيرة في الشئون الافريقية ، والسودان.
حديث اماني الطويل في لقاء علي قناة الجزيرة..
* مصر رسمياً طرحت مبادرة بإعتبار ان التمثيل في الإتفاق الإطاري تنقصه اطراف اخرى.
اعتقد يا استاذة اماني الفرق كبير بين تنقصه ، وتعارضه..
الاطراف الاخرى التي تقصدين هي تعارض الإتفاق الإطاري ، بحكم موقفها من سلطة الإنقلاب ، وما ستفقده من إمتيازات ، الغريب في المشهد قادة الإنقلاب انفسهم جزء اصيل في الإتفاق الإطاري ، إذن فما المانع من لحاق توابعهم ، واذيالهم.
عجباً القاهرة مهمومة بحق من ينقصه اللحاق بالإطاري! .
* مصر معنية بشكل اساسي بالحزب الإتحادي الذي إنقسم، ربما تقوم الحسابات المصرية علي وحدة هذا الحزب بشكل، او بآخر تحسباً للإنتخابات القادمة ، وتمثيله السياسي مسألة مهمة ، ومصر تمتلك علاقات كبيرة بهذا الحزب.
يا استاذة اماني اعتقد جازماً ان مصر تجاه السودان متحجرة في حِقبة الخمسينيات من القرن الماضي وكأن الاشياء هي ذات الاشياء، والجميع إستفاق من رحلته في الكهف لسنين عددا.
نعم الحزب الإتحادي هو صناعة مصرية مائة بالمائة ، وكانت حملته في اول إنتخابات ديمقراطية يشهدها السودان بمال مصري ، وتم الإعداد ، والخطة من الالف الي الياء في مصر ، وهذا تاريخ لا يمكن لأحد ان ينكره.
فإنتظار مصر للإنتخابات القادمة بذات عقلية عبد الناصر، وتلك الحِقبة وتدوير التاريخ بذات الآليات سيجعل مصر تنتظر طويلاً ، وعالم اليوم لا يعيد قطاره التوقف في محطات سبق ان تخطاها.
لذلك لا يمكن ان نجرب المجرب لندخل في تجربة إنتخابات قبل ضمان تمكين آليات الثورة ، وفرض التغيير وفقاً لإرادة الشعب السوداني ، لكي لا تنتج لنا ديمقراطية جديدة مدعاة تمثل شمولية اقبح ، واقذر.
ليعلم الجميع نوايا الاطراف التي تريد الوصول الي الإنتخابات في اقصر مدة هي نوايا غير بريئة ، والامر لا علاقة له بالديمقراطية ، او التحول.
* ايضاً إمتدت علاقات مصر بحزب الامة ، تعتقد مصر الرسمية ان هذين الحزبين هما من يحسما الإنتخابات ، او يكون لهما تمثيل مهم في الإنتخابات القادمة ، مقابل اطراف اخرى قد لا تكون لها القدرة علي التمثيل ، وان يكون تمثيلها هو تمثيل لجماعات الإسلام السياسي ، ومصر علي المستوى الرسمي ، والإستراتيجي مناهضة له.
هل تعلمي استاذة اماني ان مصر انشأت الحزب الإتحادي ، فمشروعه الاساسي الوحدة مع مصر ، وذلك لبعد مصر من حزب الامة الذي قاد مشروع السودنة.
نعم احدثت مصر إختراقاً في حزب الامة، لصالحها بعيداً عن جيل التأسيس ، جيل مريم المنصورة ، وما ادراك ما دعواتها لإستعمار مصر للأراضي في السودان ، في خطاب لأخوها الاكبر وزير الخارجية المصري في خطاب غير دبلوماسي عكس سيطرة مصر الفوقية علي النخب.
اعتقد حزب الامة لم يعد ذلك الحزب الكبير بذات القوة ، والنفوذ ، فقوامه شباب علي المستوى القاعدي تختلف رؤاهم عن آباءهم ، واجدادهم ، لا يبدو هذا واضحاً في ظل هيمنة اسرة المهدي علي مفاصل الحزب ، وقيادته ، ولكن خلف ستار الصناديق ستتغيّر إمور كثيرة غير ذي قبل ، حيث لا يعرف الناخب إلا رسماً ، اعتقد جازماً في حال قيام مؤتمر عام للحزب في جو ديمقراطي حقيقي سيتغيّر شكل حزب الامة الي الابد.
اما تعامل مصر مع الإسلام السياسي في مصر اثبت ان للقاهرة وجه آخر في تصنيف الجماعة التي تعتبرها إرهابية في اراضيها ، وفي ذات الوقت تستضيف كل عناصر الجماعة السودانية علي اراضيها ، وما ادراك ما صلاح قوش مدير مخابرات الجماعة في السودان.
يتمتع الاخوان اعضاء جماعة السودان بالرعاية ، والحماية من قبل مصر الرسمية ، بل لديهم نشاط واضح لا تخطأه العين المجردة ، لضرب الإستقرار في السودان.
بربكم افتونا في هذه المسألة التي تعارض فيها مصر قوانينها التي صممتها خصيصاً لذات الجماعة التي تشرد افرادها بين قتل ، وحبيس.
اعتقد من حيث المبدأ لا تمانع مصر في ان يكون للجماعة نفوذ في السودان لطالما تضمن ولائها ، ورعاية مصالحها.
ذات مصر فرضت بقاء عضو الجماعة المجرم كمال حسن علي ممثلاً للسودان في الجامعة العربية بعد سقوط النظام رغماً عن إرادتنا.
* اما ان تأتي مصر متأخرة ، اعتقد ان بعض الآليات لم تكن موفقة، بل مصر كانت موجودة من الوهلة الاولى بتقديرات مختلفة.
نعم الاستاذة اماني الطويل مصر موجودة من قبل الوهلة الاولى ، لكنها برؤيا متكلسة ، وآليات معطوبة اكل عليها الدهر ،  وشرب ، والدليل إبتعاث مدير المخابرات ليحمل مبادرة سياسية ، فإن دل هذا يدل علي ان مصر لا تعرف التعامل مع السودان إلا وفقاً للملف الامني ، الذي يعمل تحت لافتة الامن القومي المصري ، الذي لا يأبه بمصالح الشعب السوداني ، وإرادته ، في نفس السياق اخرج مصر من السودان خالية الوفاض إلا من مصالح لماماً يحسبها ذوي الابصار القصيرة مكاسباً ، لكنها آنية.
* تم إستبعاد مصرل لأنه يوجد توجه غربي تاريخي منذ الخمسينيات ، وانا علي المستوى الشخصي شفت وثائق تريد فصل مصر عن السودان.
اعتقد جازماً استاذة اماني لو ان مصر تنظر للسودان بأنه دولة مستقلة ، ذات سيادة لتغيّرت اشياء كثيرة.
مصر الرسمية لم تعمل يوماً لكسب حب السودانيين بقناعة، ورضا ، بل كانت تتماهي مع الانظمة الإستبدادية إعلاءً لمصالح لم تكن إستراتيجية ، فالوقت كشف هذه الرؤيا الفقيرة ، والواقع يشرح نفسه.
* التوجه الغربي يُملي علي الاطراف الخليجية ادواراً بعينها.
سبحان الله الآن فقط الغرب يملي علي الاطراف الخليجية ادواراً بعينها ، وتناست الاستاذة اماني الطويل الدور الخليجي في دعم مصر بشكل كامل ، والمليارات المهولة ، وما ادراك ما الرز ، ومسافة السكة!
* التوجه الغربي الامريكي ، والبريطاني يُريد إضعاف الوجود العربي في السودان ، ولن يكون ذلك إلا بإضعاف الوجود المصري في السودان.
اعتقد مفهوم الوصاية ، هو الذي اضعف الدور العربي ، والمصري ، لما لا وكل العرب من المحيط الي الخليج لا تحكمهم مؤسسات محترمة تمثل إرادة شعوبهم ، فلماذا الإفتراء علي السودان ليظل موالياً لمنظومات متخلفة ، ورجعية.
اعتقد جازماً لو طُرحت مسألة بقاء السودان ضمن دول جامعة الدول العربية في إستفتاء ، فسيصوت الشعب السوداني بالإجماع علي الخروج من هذه الجامعة الوهمية ، والمتحجرة ، والمتخلفة.
اعتقد انك تعملين في مؤسسة تُعنى بالدراسات ، فعليكم بتحديث دراساتكم ، وقراءة الواقع الماثل ، والذي يمثله لسان حال عقل جمعي ينطق بإسم كل الشعوب السودانية بلا إستثناء.
* في يوم من الايام في زمن مبارك جالنا تحذير بعدم زراعة القمح في السودان.
اعتقد هذه الجملة فضحت اماني الطويل نفسها التي ذكرت في نفس اللقاء ان الغرب يملي علي دول الخليج ادواراً بعينها ، تناست ان مصر تعمل بالكامل وفق دور مرسوم لها بعناية ، وتعمل لأجله اقصد مصر الرسمية بعيداً عن مصالح شعبها.
اعتقد لا تأتي التحذيرات ، والمنع لأنظمة محترمة ، تقود دولاً محترمة ، في وضع طبيعي تريد ان ترعى مصالح شعبها ، وتحترم جيرانها ، وفقاً للاعراف الدبلوماسية ، والمبادئ الإنسانية.
* ساعد الاداء المصري التوجه الغربي لأنه لم ينتبه لهذه المسألة ، وادواته في التفاعل كانت غير مناسبة.
للأسف التوجه المصري لم يكن مساعداً ، بل كان خادماً مطيعاً ضد مصلحة السودان ، وشعبه.
* طبيعة النظام المصري منذ العام 1952م ، المكون العسكري في صناعة القرار ، وهو مكون كبير ، فمن الطبيعي ان يكون هناك طعاطف ، او موالاة للمكون العسكري في السودان.
نعم هذه الجملة لخصت التعامل المصري تجاه السودان، وواهم من يظن ان نظاماً عسكرياً في دولة ما يدعم تحولاً ديمقراطياً في دولة اخرى ، وإلا قد يكون ضرباً من الخيال.
فطبيعة الانظمة العسكرية هي المؤامرات ، ودعم الإنقلابات ، ولا مكان لإرادة الشعوب في توجهاتها ، ومناهجها.
* خبرة لثلاثين عام في السودان دراسة ، وبحث لا يستطيع طرف ، ولا دولة ، ولا قوى سياسية ان تنال إجماع في السودان.
خبرتك يا استاذة اماني الطويل فاشلة ، وهي ربيبة انظمة شمولية ، وديكتاتوريات لا تقبل إلا بالتوافق ، والتطابق بنسبة لا تقل عن ال 98%.
يا استاذة الاصل في الديمقراطية عدم الإجماع ، فأعظم الديمقراطيات إن حدث فيها التوافق لدرجة الإجماع لشهدنا شروق الشمس من مغاربها.
خلينا من اطراف ، او قوى سياسية لا تستطيع نيل الإجماع ، والرضى ، خالق الكون لا يريدنا متطابقين لدرجة الإجماع ، وإلا لجعلنا امتناً واحدة.
* القوى السياسية في السودان منقسمة إنقسامات تاريخية ، وان تنال رضا الجميع دي مسألة غير متوفرة في السودان.
الاصل في السياسة يا استاذة اماني الإنقسامات ، والتدافع ، وعدم نيل رضا الجميع ، بين مؤيد ، ومعارض.
من غير الطبيعي التدخل ، والتطفل ، والتنميط حسب ما تريد الديكتاتوريات ، والشموليات لتجعل من التباين إنقسامات تاريخية يصعب التعامل معها ، والاسوأ ان يجد هذا التنميط مساحة لدي النخب السودانية.
* من المطلوب تغيير الآليات ، وايضاً مطلوب ان يكون المجهود المصري مرتكزاً في الخرطوم بشكل اساسي ، ومن المطلوب وجود آليات موازية للإليات الرسمية ، والسيادية بما يُعرف بالدبلوماسية  في المسار الثاني.
اخيراً اعتقد مصر ليست في حاجة لتذهب الي الخرطوم ، بل مصر في حاجة لتعمل من القاهرة لتغيير منهجها الإعلامي ، والسياسي تجاه السودان ، وقضاياه ، وان تعرِّف الشعب المصري عن دولة السودان ذات السيادة ، وشعبها لأن الشعب المصري للأسف لا يعرف عن السودان ، وشعبه  إلا ما يخدم سياسات الإستعلاء ، والهيمنة ، والتكويش ، والتغبيش ، وتزوير التاريخ.
لدينا تجربة عشناها وسط الشعب المصري الطيب ، الذي تم تغييبه عمداً ، وتجهيله تجاه السودان ، وهذا لعمري ضرب مصالح الشعب المصري في مقتل.

‫9 تعليقات

  1. تحدث في كل شى وعن كل شي عدا مصر أم الدنيا عامة وام السودان خاصة يكفي ان أكثر من 8 مليون سوداني يعيشون في مصر والعدد فى تزايد بمتوالية هندسيه. لقد لجاوا اليها وليس لسواها لأنها امهم الرؤم .اى كلام غير ذالك ليس له قيمه تذكر فقط مجرد فقاعة.

    1. إن كانت مصر أم الدنيا، بالفهلوة وتزوير التاريخ، فالسودان أبوها !!!

      ألا تعلم أن علماء الانثروبولوجيا قد أثبتوا بأبحاثهم في الجينوم الإنساني، أن السودانيين هم أصل البشرية علي وجه الأرض !!! وأن إسم “كوش” بن حام بن سيدنا نوح عليه السلام، قد ورد ذكره في التوراة ثمانية مرات ؟؟؟ وأن حضارة هذه المملكة وإهراماتها هي أول حضارة نشأت علي وجه الأرض ؟؟؟ أين هو تاريخهم في مصر، حيث مثل آخر ملوكهم – بعانخي وتهراقا، العائلة الفرعونية رقم 25، والذين حكموا مصر من جنوبها وحتي البحر الأبيض المتوسط، إلا أنه تم حزفهم من تاريخ مصر، بل عمد فراعنة مصر إلي تدمير أثارهم داخل حدود مصر وفي شمال السودان، وحديثاً تم إغراق ما تبقي من هذه الأثار في بحيرة ناصر (السد العالي)، وبذلك صارت مصر هي الدولة الوحيدة في الدنيا التي تُخزِن مياهها في أراضي دولة مجاورة !!!!!!

      إنتو حرامية، وعينكم قوية !!!

      قال ثمانية مليون سوداني عايشين في مصر، قال !!! هل تدفع لهم دولتكم إعانات بطالة وإعاشة، أم أنهم يضخون عملات صعبة في إقتصادكم المفلس ؟؟؟؟؟

      بلاش هذيان فارغ !!!

      1. خلى دولاراتكم ياابو دولارات فى جيبكم وحلو عننا وياريت تاخدوا معاهم شحاتينكم وعاهراتكم وحامييكم كمان معاهم وريحونا واستريحوا ههههه قال يضخون عمله صعبه فى اقتصادنا قال انتوا لاقيين تاكلوا اطفالكم بيموتوا من الجوع حسب الامم المتحده ههههه عايزين اعانة بطاله حاضر هنديكم

  2. السيد خليل طيب أنت وغيرك رافض للاتفاق الاطارى عندكم تصور هاتوه ولكن مجرد معارضة بلا اى بديل دا كلام لايستقيم

  3. ما تقوم به مصر اليوم هو الحفاظ على مصالحها في السودان فقد استطاعت مصر ان تقوم باستعمار السودان بموافقة ابنائه ودون ان تكلفة مالية او عسكرية. مثل ما كان الاستعمار في الزمن الماضي يقوم بسرقة موارد البلد الخام فمصر تقوم بالحصول على القطن الخام ولاستفادة منه في صناعة الزيوت والملابس…. ثم محصول السمسم واعادة تصديره كزيوت وطحينة وطحنية وكذلك الثروة الحيوانية والمسالخ الموجودة بالقرب من الحدود والصمغ والكركدي وأخيرآ الذهب.كل موارد السودان تحت قبضة مصر واستطاعت مصر انهاء دور ميناء بورتسودان واحلال المواني المصرية بديلآ عنه.
    معظم ما يسمى بالسياسيين السودانيين تحت رحمة الابتزاز المصري فبسذاجتهم يتم استغلالهم وفضحهم. الفريق طه الحسين (طه الدلاهة) استطاع تصوير الخيوبة عمر بشير اثناء ممارسته للخيابة والفديوهات عند المصريين والسعوديين وغيرهم ولم يستطع عمر بشير القبض عليه وتركه يغادر للسعودية. مثل طه الدلاهة كثيرين بالسودان. اما ما يحدث الآن فهو محاولة احلال الاستعمار المصري بالاماراتي بواسطة عملائهم ناس مو محمد واسامة داؤود وحمدوك اثتاء اعتصام القيادة ذهب العملاء عرمان ومريم بنت الصادق واكوكي مناوي وخالد سلك لاداء فروض الطاعة واستلام الاموال ووافق خالد سلك في اول حديث له على بيع الفشقة للامارات.

  4. المستعمر التركي لمصر والسودان عندما دخل السودان بمساعده المصري وعندما خرج من السودان ومصر ترك عملائه في السودان فورثهم اولاد بمبه
    فمصر الان يلعنه رابعه العدويه وفض اعتصام القياده العامه تعيش اسوء أحوالها وتحاول بكل الطرق بسرقه الموارد السودانيه لرفع الاقتصاد المصري المضروب باي طريقه فهي الان تشحد البنك الدولي وتقف عاريه امام بابه لبضع حفنه دولارات وتقف حيافيه لعملائهم العسكر بالسودان لمساندنها في مصابها القاتل لا محاله ولذلك هي تحاول أن تدعي بأنها تستطيع حتي الآن الوقوف قويه مع عملائها ولكن هيأت فهذا جيل الشباب الواعي المثقف الذي استشهد ضد الظلم والعسكر بلا عوده

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..