مقالات سياسية

تباً للأغبياء..!!

بلا أقنعة

زاهر بخيت الفكي

 

عرّف فُقهاء اللغة مُفردةِ الغباء بأنّها تعني الافتقار للذكاء والفهم الواسع، فضلاً عن عدم قُدرة المرء ومعرفته بما يدور حوله، والسياسي الذي يتعاطى السياسة بلا معرفة كافية، وبلا منطقٍ سليم في التعامُلِ مع التحديات السياسية المُتباينة، يفتقِر في المقام الأول للتعبير الصحيح المطلوب لمجابهة التحديات، ويفتقِد كذلك لما يُعينه على توصيل افكاره (إن) كان لها من وجود أصلا، وتخلو حقائبه من أي خُططٍ جادة وصالحة لمشاريع هادفة، كما يفتقِد القُدرة على طرحِ برامجٍ جادة، ومشاريع مُثمِرة تدفع الغير لمشاركته فيها، وانعدام هذه الأدوات في حقائب من ساقتهم الأقدار لحُكمِ السودان (اليوم)، دفعتهم للتسرع في اتخاذ قرارات خاطئة استندوا فيها على فرضياتٍ خاطئة، وقادتهم لاستخدام اساليب عشوائية لا لاصلاح السودان، بل لتدعم جلوسهم على مقاعدٍ لا يستحقونها.

يُذكرني الواقع الذي نعيشه اليوم، وحالة الفوضى التي يُمارسها من قادتهم (الصُدفة) لادارة البلاد، وبالتسلُطِ على رقاب العباد، بمقولةٍ عميقةٍ للكاتب المصري نجيب محفوظ يقول فيها (ان الضعيف هو الغبي الذي لا يعرف سر قوته، وأنا لا أحب الأغبياء)، فهؤلاء وجدوا أنفسهم في مقاعِدٍ يجب أن لا يجلس عليها إلّا الأقوياء، والأقوياء لا نعني بهم أصحاب العضلات المفتولة، ولا حملة الأسلحة الفتّاكة، إنّما نعني بهم أصحاب العقول النيّرة والأفكار العميقة المُتقدة، المُنقذة لحال بلادنا الغنية بمواردها، ومن ابتلانا الله بهم لم يحلموا بالجلوس في مقاعد القيادة يوما، ولم يحلموا حتى الاقتراب منها، وقد ألجمت ألسنتهم الدهشة من المكان الذي دخلوه، واستعصى عليهم الوصول إلى مكمن قوة هذه البلاد، فلم يتقدّموا خطوة واحدة للاصلاح، ولم يُشيدوا جسراً يصلون به إلى من قادوا الثورة وأبلوا في سبيلها بلاءاً حسنا، ولم يقتربوا خطوة واحدة من مواطنٍ بات يحلم فقط بالفتات، وبما يُبقيه على ظهر أرض بلاده.

وقد قيل أيضا، أنّ العاقل يستفيد من أعدائه، والغبي لا يستفيد من أصدقائه، وساسة الصُدفة للأسف الشديد لم يستفيدوا من عدوٍ ولا صديق، بل زادوا من عدد الأعداء، وانحسر عنهم مد الأصدقاء، وذلك لقلة خبراتهم وعجزهم في الاستفادة من الخيارات المطروحة كانت أمامهم، لاقالة البلاد من عثرتها، فقد أضاعتهم المُكابرة البئيسة، من العودة إلى مواطن الحق، والاعتذار للشعب السوداني، من فعلهم المُشين الذي فعلوه، والمتمثل في سرقتهم لثورة لم يكونوا جزءاً منها، ولتكالبهم على مقاعدٍ للحُكم لا يستحقونها، وقد قادهم الغباء السياسي، إلى افتراض السذاجة في شعبٍ قاد عدد من الثوارات الناجحة ضد من هم أقوى منهم، واقتلع أنظمة ظن أهلها من قبل بأنّ وجودهم فيها صار أبديا، وما فعلته الثورة بالانقاذ خير دليل.

نقول لصُنّاعِ الفوضى، بأنّ التذاكي على الشعب لن يُوصل سفينة الحُكم التي غيرتُم اتجاهها إلى أي ميناءٍ آمنٍ تحلمون به، فالقراصنة (الثوار) لكُم بالمرصاد.

الجريدة

 

تعليق واحد

  1. أراك عصي الفهم

    هل تفهم لغة العسكر؟ . بل أنت لا تفقه ،في الواقع،
    شيئاً مما يقولون !
    فهؤلاء قومٌ جاءوا من كوكبٍ آخر ،كوكبِ البؤس و (الأسيا)
    ، بعد أن غادروا مِلة الإنس الي مللٍ أُخرغير (سويّا)
    عُجِنت طينة الأسي ثم نفخ فيها إله الشر خَبَثَه فكانت مسخاً سودانياً
    فإذا خاطبتهم فأنت لا تخاطب ،إذن، إنسِيا ،
    أقسم بالله العظيم أن أحمي الدستور تعني انقلابيا و حياة سوداويّا
    و أن ازود عن الحدود ليس إلا تفريط في حلايب و تكون الفشقة بعدُ حبشيا
    و أن أحمي بني جلدتي تعني (حدث ما حث) ذات أُمْسِيّا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..