أهم الأخبار والمقالات

توصيات بإعفاء قضاة… وإلغاء قرارات بإعادة رموز نظام البشير وأموالهم

السودانيون يقتربون من توقيع اتفاق نهائي لاسترداد السلطة المدنية

الخرطوم: أحمد يونس

أنهت القوى السياسية والمدنية السودانية الموقِّعة على «الاتفاق الإطاري» أعمال أول مؤتمرات مناقشة القضايا المؤجَّلة من الاتفاق الإطاري، وتعهدت بإكمال مناقشة بقية القضايا في غضون الأسابيع القليلة الماضية، تمهيداً لتوقيع اتفاق نهائي يُنهي سيطرة الجيش على الحكم واستعادة الحكم المدني، وتصفية ركائز نظام الإسلامويين، وتكوين لجنة جديدة بصلاحيات واسعة لتفكيكه.

وعُقد، في الخرطوم، مؤتمر «خريطة طريق تجديد عملية تفكيك نظام الثلاثين من يونيو (حزيران) 1989»، مساء الأحد، الثامن من يناير (كانون الثاني) الحالي، في مفتتح مناقشات موسَّعة لـ4 قضايا مؤجَّلة من «الاتفاق الإطاري»، شهدها حضور سياسي محلي وإقليمي كبير.

وأوصى المؤتمر، الذي استمر عدة أيام، وفقاً لما اطلعت عليه «الشرق الأوسط»، بإعفاء قضاة المحكمة العليا، وإخضاع الدرجات الأدنى لعملية فحص وتدقيق، وإلغاء قرارات الدائرة الاستئنافية والقضائية التي ألغت قرارات سابقة للجنة التفكيك المجمدة، وتفكيك بنية التمكين في المؤسسات الإعلامية والصحفية المرتبطة بالنظام البائد، ووضع هيكل للجنة الأصول المستردَّة ومعالجة الإخفاقات في عمل اللجنة السابقة.

ودعت التوصيات إلى تأسيس شرطة خاصة بلجنة التفكيك التي يُنتظر إعادة تكوينها وفق رؤية جديدة، مع استبعاد كل من وزارة العدل والأجهزة النظامية من تكوين اللجنة العليا للتفكيك، مع منح اللجنة صلاحيات استرداد الأموال والممتلكات التي جرى الاستحواذ عليها بواسطة أنصار نظام الإنقاذ، ومنح أعضاء اللجنة حصانة إجرائية وقانونية، وتشكيل محكمة خاصة بالتفكيك بدرجة مراجعة واحدة، تكون قراراتها نهائية.

وأعطت التوصيات لجنة التفكيك سلطة تصفية الواجهات الدينية للنظام البائد، وتفكيك دولة الحزب الأمنية لصالح الدولة المدنية، وتعديل القانون بما يمنح اللجنة سلطة التدقيق والتحقيق والتجميد، وتفعيل قانون «من أين لك هذا»، ومحاسبة المتورطين في حيازة الأموال بصورة غير مشروعة. ودعت لمراجعة الفساد في الدولة، بما في ذلك القطاع الخاص، وسدّ ثغرات مكافحة الفساد في القوانين، وأن يستمر عمل اللجنة إلى ما بعد نهاية الفترة الانتقالية؛ لمتابعة أوجه الفساد في الدولة، واعتبار الفساد والتمكين من جرائم الأمن القومي.

وقال المتحدث باسم العملية السياسية خالد عمر يوسف، في مؤتمر صحافي أعقب نهاية المؤتمر، مساء أول من أمس، إن الآلية الدولية الثلاثية والأطراف الموقِّعة على «الاتفاق الإطاري»، سيشرعون على الفور في وضع ترتيبات المؤتمر العام لقضايا العدالة والعدالة الانتقالية كخطوة ثانية، وإكمال نقاش بقية القضايا المتبقية خلال أسابيع قليلة، وتحويل توصيات المؤتمر إلى نصوص قانونية تُضمّن في الاتفاق النهائي، موضحاً أن الجيش والقوات النظامية قصرت دورها على المشاركة في القضايا المتعلقة بالمؤسسة العسكرية والإصلاح الأمني والعسكري التزاماً بمدنية الحكم.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بدأت تلوح في الأفق السوداني بوادر انفراجة سياسية عقب إعلان القيادة العسكرية الحاكمة اعتماد مشروع دستور انتقالي أعدّته اللجنة التسييرية لنقابة المحامين، أساساً لعودة الحكم المدني في البلاد والذي مهَّد لتوقيع «الاتفاق الإطاري»، وذلك بعد التعثر الطويل، والأزمة السياسية التي أعقبت استيلاء قائد الجيش عبد الفتاح البرهان على السلطة في 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2021.

وفي 5 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وقَّع تحالف المعارضة الرئيس «الحرية والتغيير» وعدد من القوى السياسية والمدنية من جهة، وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، اتفاقاً إطارياً نصَّ صراحة على خروج العسكريين من الحكم، وتشكيل حكومة مدنية كاملة، بَيْد أن الاتفاق أرجأ 5 قضايا رئيسية للمزيد من التشاور مع القوى المدنية قبل توقيع الاتفاق النهائي، وهي: «قضية العدالة والعدالة الانتقالية، وتفكيك نظام البشير، ومراجعة وتعديل اتفاق السلام الموقَّع بين الحكومة والحركات المسلَّحة في جوبا، وقضية إصلاح القطاع الأمني والعسكري، وقضية شرق السودان».

والخميس الماضي، أوصى أول المؤتمرات المقرَّرة لنقاش هذه القضايا وهو مختص بـ«تفكيك نظام الإنقاذ واستعادة لجنة التفكيك»، بإلغاء الأحكام التي أصدرتها الدائرة القضائية في المحكمة العليا، وألغت بموجبها قرارات «لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو وإزالة التمكين ومحاربة الفساد»، وأعادت أموال وأصول استردّتها لأنصار نظام الرئيس المعزول عمر البشير.

وبموجب الوثيقة الدستورية التي حكمت الفترة الانتقالية، تكونت وفق قانون لجنة مختصة بتفكيك نظام البشير وتصفية مراكز نفوذه المالي والسياسي والإداري، بيد أن قائد الجيش عبد الفتاح البرهان جمَّد تلك اللجنة بالقرارات التي أعقبت استيلاءه على السلطة في 25 أكتوبر 2021، مما مكّن عناصر نظام البشير من استئناف القرارات الصادرة ضدهم أمام المحكمة العليا، فأصدرت أحكاماً لصالحهم.

وجاءت العملية السياسية التي أجبرت الأطراف العسكرية والمدنية على توقيع «الاتفاق الإطاري» نتيجة ضغوط دولية وإقليمية وشعبية، أبرزها وساطة الرباعية الدولية المكونة من «الولايات المتحدة الأميركية، المملكة العربية السعودية، المملكة المتحدة، الإمارات العربية المتحدة»، وتولّت الآلية الدولية الثلاثية، المكونة من «بعثة الأمم المتحدة لدعم الانتقال في السودان (يونيتامس)، والاتحاد الأفريقي، والهيئة الحكومية للتنمية في أفريقيا (إيغاد)، تسهيل التفاوض بين المكونات المدنية والعسكرية».

وتحظى العملية السياسية بتأييد شعبي ودولي واسع، تُعارضها مجموعات سياسية كانت جزءاً من تحالف قوى إعلان «الحرية والتغيير» الذي قاد الثورة، وأبرزها «الحزب الشيوعي السوداني، حزب البعث العربي الاشتراكي، ولجان مقاومة»، لكن يوسف قال إن المناقشات مع «قوى الثورة» مستمرة لإقناعها بالعملية السياسية، وإن مقاعدها شاغرة.

ولم تشارك بعض القوى من العملية السياسية، مثل حركة «العدل والمساواة» بقيادة جبريل إبراهيم، وحركة «تحرير السودان» بقيادة مني أركو مناوي، المنضويتين تحت «تحالف القوى الديمقراطية»، لكن هناك دعوات لهما بتوقيع الاتفاق، فيما مكونات أخرى تؤيد التوقيع؛ من بينها جناح من الحزب الاتحادي الديمقراطي، وشخصيات مرتبطة بهياكل الحكم العسكري، وهي مجموعة تجد دعماً معلناً من مصر، التي أعلنت مبادرة جديدة فجّرها رئيس المخابرات المصري عباس كامل لدى زيارته السودان، الأسبوع الماضي، وقابلتها القوى السياسية بالرفض.
الشرق الأوسط

‫12 تعليقات

  1. ده كله استهبال واستعباط وتاطير لحكومتين في أن واحد ودولة بوليسية وقمعية فاشلة مصيرها السقوط يبدو أن قحت تسعي لتكرار نفس المسلسل السابق وهذه المرة تحت غطاء دولي بعد فشلهم في استقطاب اي دعم شعبي او سياسي مخالف لهم فباتوا يتشبثون بأي دعم ولو صدر من أشخاص وكيانات لاوزن لها او وجود
    حكومة قحت القادمة ستسقط وسيسقط معها البرهان وحميدتي وبكافة الوسائل المشروعة في مقاومة هذه المشروع الصهيوني الخليجي القمعي بإذن الله

    1. محمد عمر ناصر و(Mohd) الكوزين الذى يشعل النار فى دواخلهم أسم التفكيك ومصادرة مانهبه أخوتهم فى التنظيم. أحس وكأنهم أصابهم مس وحمى طلعت فى الرأس وتصيبهم الهضربه والجغلبه. بلو رؤوسكم فالبل جاى لا محاله.

    2. فهمت اللعبة تماماً يا محمد عمر ناصر، يبدو أنك سياسي من طراز توماس جيفرسوني واتوقع لك مستقبلاً سياسياً ناجحاً إذا كفى الله بلادنا شر الفتن

      1. هههههههههههههههههههههههههه ابسط يا محمد عمر ناصر جاتك دكتوراه فخرية بدرجة محلل اسطراتيجي، انعل ابو الكيزان زاتو

  2. هو فعلا لعب عيال لانو لا أتوقع المعارضين سينضمون للاتفاق بعد أن تم نجاوزهم في أهم مراحله.. غايتو الا يكون تسويتكم دي مجرد مشروع سياسي وطني يقدم للاخرين كمقترح للحكم ولا يقود بالضرورة لتكوين حكومه ممن صاغوهو..

  3. ايش رايكم تلغوا النظام القضائي في السودان وتعودونا الى حكم الغاب القوي ياكل الضعيف او انشاء محاكم شعبية برئاسة قادة قحت فباي صلاحيات انتم اتيتم بهذه التشريعات على الاقل كونوا مجلس تشريعي يجيز هذه التعديلات المقترحة بدل خم الناس على عماهم ولكن للاسف هؤلاء لم يستفيدوا من تجاربهم وكل ما بني على باطل فمصيره الى زوال انجزوا ربع ما انجزتم ولكن بقوة القانون حتى لا يتم نقضه من اي جهة مستقبلا ويبدوا ان ناس خالد سلك صدقوا انهم بالفعل استلموا البلد وان الامور آلت اليهم ويريدون تصفية حساباتهم مع خصوهم الاسلاميين ونسوا ما فعله بهم شركائهم الحاليين لماذا لم يتضمن برنامجهم اي محاسبة لمن افسد بعد سقوط الانقاذ

  4. الحكومة العميقة للكيزان وهي اخطر من الملايش والمرتزقة ولو من اول ايام اللجنة قامت باعفاء وكلاء النيابات والقضاة بالعاصمة وبالاخص الولايات ما كان ارتدت الثورة بشكل ما يديرون اقسام الشرطة وعمل الشرطة لو قدم محققين تفتيش وامسكوا ملفات جميع اقسام السودان من نيابة لمحاكم لوجدتم العجائب من الفساد والتلاعب والظلم بالثابته اي قاضي كوز يمشي السجن بالقانون الذي كان يحكم به خلاف حقوق الابرياء من ظلموهم اراضي قضايا مالية

    1. ايضا طرد السفير التركي والماليزي والمصري وسفراء اي دولة يختبئ فيها الكيزان
      ومنع الكيزان من السفر والتحقيق مع كل من سافر الى تركيا منذ اندلاع الثورة.
      وايضا التحقيق باستعمال جهاز كشف الكذب ومصل الحقيقة والتحقيق مع الاطفال عن اسلوب معيشتهم هناك (الاطفال ما بكضبوا)

  5. الكيزان يصرخون محمد عمر ناصر والمدعو Mohd الجمل ماشي والكلاب تنبح، خلاص الكيزان يشيلوا شيلتهم وقسما نطرشكم اى قرش اكلتوه من الشعب السوداني يا حرامية.

  6. مجموعة صعاليك من الأحزاب يجتمعوا في مؤتمر ويقرروا اعفاء قضاة المحكمة العليا بما لا مثيل له في كل ارجاء العالم، فقط لأن الكفيل الغربي طلب منهم ذلك وما عليهم الا التنفيذ وقبض المعلوم!
    لا اعتقد أن هذا سينفذ والاقدام على تنفيذه سيقود الى ما لا يحمد عقباه! هؤلاء لا شرعية لهم، ولا يمكن التحجج بالشرعية الثورية فقد سقطت الشرعية الثورية منذ أن تشكلت حكومة قحت الاولى قبل قرابة الخمس سنوات!
    السودان يتجه في طريق المهالك وهو ينظر!!!!!

  7. هههههه باالله عليكم شوية صعاليق مجرميين طالعين من السجون وعليهم قضايا يقوم يعملوا لينا توصيات وإلغاءات قرارات ههههه ويطالبوا بي تنفيذها فورا كمااان ليه وعشان شنو يا ملاعيين وين في العالم الدول بتمشي بي الورش وكلام الصعاليق خرجيين السجون وبكرة يعملوا ورشة تعين الرئيس ونائبة والحكومة الجديدة وبرضو يجب نسمع الكلام ونرضي لالالا دا كثير علينا ويجب رفض هذه الاملااءت الان قبل الفاس تقع في الراس ويجيبو خالد سفة رئيس ونائبة وجدي شاشات ووووكلو منكم يا البرهان وحميدتي ربنا ينتقم منكم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..