(المشردون والوزارة) في دولة أشباه العسكر..!

عثمان شبونة
* هل اكتفى أشباه العسكر من تجنيد القتلة واللصوص مجهولي النسب؟! أقول الأشباه بالنظر إلى الجيوش من حولنا.. كيف هي وكيف حالنا كبلاد (مميزة جداً) ومشهورة بالمليشيات والمرتزقة..! أما مناسبة السؤال فخلفيته أخبار قرأتها بشعور حالم يسبقه شك أكيد.. الأخبار عن (توجيهات سيادية بإخلاء شوارع العاصمة السودانية من فاقدي السند المتسولين والمشردين وترحيلهم إلى دور إيواء تقدم لهم الرعاية).
* لو تحققت (المعجزة) وصَدَقت التوجيهات فهذا بمثابة (انقلاب) في المخ المحدود لأشباه العسكر المتسلطين على البلاد، فعهدنا بهم أنهم رعاة مجرمون لا متسولون ومشردون.. الصالح عندهم مرفوض والمنبوذ مرغوب.
* وزارة التنمية الاجتماعية التي (كشفت عن التوجيهات) زادت حواشيها بالقول إن تكلفة المُشرد في اليوم الواحد تصل إلى 3500 جنيه.. وتشير بأن لديها خطة في هذا الخصوص ستنفذها؛ وهي في انتظار التمويل.. مع وضع خطين تحت الجملتين (لديها خطة ــ في انتظار التمويل) بمعنى أن الأمر في طور السراب.. وقبل سنوات خلت كنت متأملاً لكلمات جوفاء مثل (خطة ــ توجيهات) التي تطرب المتأسلمين ومليشياتهم وكوادرهم الذين لايزالون داخل المسرح العبثي السياسي.. أما الآن فلست متأملاً لشيء خلاف (توجيهات) التوسع في أفق الجريمة كملاذ لكثير ممن تشردوا وانتُهِكت إنسانيتهم بأسباب (التخطيط الكيزاني) الخبيث المقصود.. فمن لم تبتلعه الطرقات جندته الثكنات باتخاذه قاتلاً مأجوراً أو عضواً فاعلاً في عصابة (9 طويلة) وغيرها..!
* القتلة ببرهانهم وجبريلهم وبقية الحاقدين على الشعب؛ لا يملكون تأهيلاً لدور إنساني تجاه المشردين وخلافهم من الطبقات المسحوقة.. والوزارة المتسكعة داخل فضاءات سلطة المليشيا لا يفوت عليها أن هذه السلطة تستكين بالأوضاع المأزومة؛ فلا يعقل أن تسهم في استقرار شريحة كالمشردين دون استغلالهم في (تطوير صناعة الجريمة)! أو المتاجرة بهم (كما يوحي الخبر)! تآكل المجتمعات بأية جائحة أو ظاهرة هو غاية لفرض سيطرة أشباه العسكر المجرمين المتحكمين في البلاد بقبضة السلاح والمال معاً.
* الجدير بالذكر أن الانقلابيين ومرتزقة الحركات المسلحة أسهموا بقوة في زعزعة وإهانة وترويع وتجويع المواطن ــ غير المشرَّد ــ كأنهم في تحدٍ ينافس قائد الجماعة الإرهابية السابق عمر البشير.. وفي هذا أنظر لأي جانب: (الاقتصاد ــ الانفلات الأمني المصنوع تحت بصر الشرطة ــ المحارق والمجازر في دارفور ــ التمكين ــ غلاء الخدمات.. الخ).
* باختصار: الذي يحارب الشعب المستقر بكل الوسائل والأساليب ويستهدف مواكبه السلمية بمختلف الأسلحة؛ كيف نأمنه على المشردين الذين يستحقون عناية كافة المجتمع المدني؟! فالدولة الخاضعة لأشباه العسكر لا أمان فيها ولا رجاء.. يخربون ولا يعمرون؛ يشتتون ولا يجمعون.. يقتلون؛ ينهبون ويغتصبون.
أعوذ بالله
——–
الحراك السياسي ــ السبت.