مقالات وآراء

هل يصدق البرهان هذه المرة؟

 

من الآخر

أسماء جمعة

انقلاب البرهان على الحكومة الانتقالية أصاب السودان في مقتل، بالمعنى الحرفي لهذه الكلمة. والحق يقال، رغم المساوئ الكثيرة التي عانت منها تلك الحكومة بنسختيها، إلا أن هناك الكثير من أبواب الرحمة التي انفتحت بفضل ثورة ديسمبر، وأغلقها البرهان بانقلابه المشؤوم دون أن يرف له جفن.
بصراحة، لا يمكن تفسير تصرفه ذلك إلا بأنه عدم إحساس بالمسؤولية، وعدم احترام لرغبة الشعب وأحلامه التي ثار من أجلها. وهو تصرف ينم عن عدم ضمير أيضاً، إذ لا يمكن لأي صاحب ضمير حي، مهما كان دينه وانتماؤه وولاؤه، وأياً كانت رغباته وطموحاته الشخصية، أن يقضي على تلك الفرصة الذهبية، ويحرم الشعب من التخلص من شقاء عقود. لا لسبب إلا لإرضاء نفسه، والتشفي ممن يقولون: لا لحكم العسكر والطغاة.
والأسوأ من كل ذلك المكابرة والاستمرار في العناد، رغم أنه أصبح عاجزاً عن فعل أي شيء، رغم مرور أكثر من عام على انقلابه، إذ ظل يقدم الوعود والعهود والالتزامات وسرعان ما يتخلص منها.

قائد الانقلاب – البرهان

قبل يومين، وخلال مؤتمر صحفي للقوى الموقعة على الاتفاق الإطاري، بعد تدشين المرحلة النهائية للعملية السياسية لمناقشة القضايا التي لم تحسم في الاتفاق، قال البرهان، إنهم لن يخذلوا الشعب السوداني، ولن يتراجعوا عن مسيرة تفضي إلى تحول ديمقراطي حقيقي، وأن القوات المسلحة جزء من مؤسسات الدولة التى يجب أن يشارك الجميع في إدارتها، وعاجلاً أم أجلاً، ستخضع للسلطة التى ستقرها الانتخابات، وهو أمر ليست فيه أي مكابرة، متمنياً أن يرى حكومة مدنية حقيقية قريباً.
السؤال الذي يطرح نفسه: هل سيصدق البرهان هذه المرة، ويلتزم، أم لا؟ طبعاً، الجميع متشائم، ولا أحد متوقع منه الالتزام. هذا الكلام قاله مائة مرة، مع اختلاف الصياغة، وفي كل مرة يتراجع. أحياناً، وفي نفس اللحظة، وقبل أن ينزل من منبره، ينقض عهده.
نتمنى أن يصدق البرهان هذه المرة، رغم أنه، حتى وإن فعل فلن تكون رغبة منه، وإنما بسبب الضغوط والبحث عن مخرج لنفسه. السودان اليوم ينحدر نحو فوضى شاملة، وإذا حدثت سيجر معه دول الجوار السبع، وستجر معها جوارها أيضاً، وسينفتح باب الهجرة على مصراعيه، ولن تتمكن أوروبا من إغلاقه مهما فعلت. لهذا هي مهتمة بالضغط على البرهان من أجل تشكيل حكومة تنهي الأزمة، خوفاً على مصلحتها، وليس حباً في الشعب السوداني، ولا تمسكاً بقيم الديمقراطية التي تدعمها بصناعة الطغاة.
المهم، الآن لابد من استمرار الضغط الشعبي واستخدام كافة وسائله، هذا هو السلاح الذي يضمن تحقيق أهداف الثورة، وتغيير الواقع المظلم الذي ظل يعيشه السودان، وإلا فإنه سيذهب طاغية، ويأتي مثله، أو أسوأ منه.

الديمقراطي

‫7 تعليقات

  1. إذا رجعت الحرية والتغيير للحكم اكيد البرهان سيفعلها من جديد وتكون هذه المره هي القاصمه ولن يبكي عليهم احد لأنهم ببساط طلاب سلطة فقط.

    1. ستظل الحرية والتغيير شوكة في حلق أى كوز وهي البعبع الذى يخاف الكيزان عودته ويتمنون سقوطه ولكنها عائدة وسيصرخون

    2. وإنت طالب شنو يا مستر Mohd؟ بالله في ذمتك قول لي منو الماهو طالب سلطة منذ انقلاب ترابيكم المشؤوم؟
      * المشؤوم هنا تنطبق على الانقلاب وعلى الترابي

  2. واحدة من اكاذيبه:
    البرهان يتعهد بـ”هيكلة” الجيش السوداني
    – 26/ سبتمبر2021 – 20:09 –
    تعهّد رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان عبد الفتاح البرهان، يوم الأحد، العمل على “هيكلة” القوات المسلحة، في تصريحات تأتي بعد أيام من إعلان السلطات عن انقلاب فاشل. وقال البرهان خلال افتتاح مستشفى عسكري جنوب الخرطوم “القوات المسلحة، سنعمل على هيكلتها”.

  3. واحدة من اكاذيبه (٢):
    السودان.. البرهان يتعهد برفع علم بلاده على حلايب وشلاتين
    -الاثنين 24 أغسطس 2020-
    تعهد رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، قائد الجيش الفريق أول “عبدالفتاح البرهان”، الإثنين، بعدم ترك مثلث حلايب وشلاتين للسيطرة المصرية، قائلا إن السودان سيرفع علمه على هذه المنطقة الحدودية مع مصر. وقال “البرهان”، في كلمة بمناسبة العيد الـ66 للجيش في منطقة وادي سيدنا العسكرية بولاية الخرطوم، إن “القوات المسلحة لن تفرط في شبر من أرض السودان”.

    1. ياأستاذ بكري نسيت انه محتل في الشمال جزء كبير من حلفا أرقين فرس و حتي خط العرض 22 حسب مايزعمون وتم احنلالها قبل احتلال حلايب دايما الناس بتنسي ذلك وده للذكري وطبعا البرهان متعاون جدا مع السيسي الذي شاركهم في فض الاعتصام وخلق قصص الارهابيين بتاعين جبرا وخطاب انقلاب البرهان المنقول نقل مسطرة من خطاب السيسي بتاع الانقلاب. وكل يومين كان ريس المخابرات المصرية في السودان مافي زول جاب ليهو سيرة حلايب ولا حلفا ولا شلاتين.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..