احتفالا بالذكرى الثامنة والثلاثين .. حول تقديم المركز د. النعيم كمحتفل
(مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ۗ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ)
خالد الحاج عبدالمحمود حسن
مدخل:
سيكون، بعون الله، ضمن احتفالي بالذكرى، العمل على المزيد من الكشف، لعداوة د. النعيم المبالغ فيها للفكرة.. ومع هذا العداوة، والتشويه المبالغ فيه، هاهو د. النعيم يقدم كأحد المحتفلين بذكرى الاستاذ!! وهو امر له ما بعده.. فلماذا يحتفل د. النعيم بذكرى الاستاذ، ولماذا يقوم المركز بتقديمه رغم كل ما قام به، ويقوم به، من عمل عدائي لشخص الاستاذ، وتشويه لدعوته، لابد ان يكون في الأمر سر..
وأنا سأدخل على الحديث، من خلال مدخل موجز، عن: لماذا نحتفل بالذكرى؟ وكيف نحتفل؟
للجمهوريين، مبدأ اساسي في السلوك، هو: ادخال الفكر في العمل.. فأي عمل لا يدخل فيه الفكر، يصبح جسدا بلا روح، لا قيمة له.. وأرجو أن لا يكون عملنا في الاحتفال بذكرى الأستاذ هو مجرد اتباع للعادة، في احتفال الناس بذكرى عظمائهم، بالصورة التي تجري الآن.. فالاحتفالات بالذكرى اصبح مجرد عمل روتيني، تذكر فيه مناقب المحتفل به، والاعمال الجليلة التي قدمها للناس.. ثم ينصرف المحتفلون دون حدوث اي جديد في حياتهم.. فحتى الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، اصبح عملا تحكمه العادة، ولا يخرج من القوالب التقليدية التي وضعت له قبل مئات السنين.
احتفالنا نحن الجمهوريين، ليس احتفالا بالماضي فحسب، وانما هو قبل ذلك وفوق ذلك احتفال بالمستقبل.. ليس احتفالا بما كان، وانما هو احتفال بما سيكون؟! واعداد لنفوسنا لتلقي ما سيكون من امر البشارة العظيمة!! وهذا الاعداد لنفوسنا هو جوهر الاحتفال، والغاية الاساسية منه.. والاحتفال، يكون احتفالا، بقدر تحقيقه لهذه الغاية، والا فلا!!
الاحتفال عندنا ، ينبغي أن يكون تجديدا للعهد، بتجويد عملنا الأساسي، الذي قامت عليه علاقتنا منذ البداية بالأستاذ محمود.. فقد دعانا الأستاذ محمود الى (طريق محمد) صلى الله عليه وسلم فاستجبنا، كل بقدر توفيق الله له، وبقدر عزمه..
وهذه الاستجابة للعمل في الطريق، ينبغي ان تكون استجابة متجددة، نامية، ومتطورة، والا فلا وقوف في العمل في السلوك الديني.. احتفالنا هو اساسا تجديد للعزم والتزام الطريق، والوفاء بالعهد الذي قطعناه على انفسنا، والنمو والتسامي في مجاله.. الاحتفال عمل فردي في المكان الاول.. وحتى عندما يتم بصورة جماعية، فالفردية هي الأساس.. والافراد في ذلك يتفاوتون تفاوتا هائلا.. واساس التفاوت هو التفاوت في المقدرة على ادخال الفكر في العمل.. وهذا الادخال بدايته واساسه النية الصالحة، في أن يكون العمل خالصا لوجه الله.. وهذا هو المحك الاساسي.. ومن الناس من تكون نيته صالحة، ويعمل على تمحيصها، وتعديد وجوهها.. ومن الناس من تكون نيته طالحة، والعياذ بالله، فلا يجد من ثمرات العمل الا ما يناسب نيته..
هذا من الوجه الفردي، الوجه الاساسي، اما من الوجه الجماعي، فالعمل يقوم على توصيل الخير للآخرين، وحمل البشارة اليهم.. فنحن نجزم، ان الخير، كل الخير في أصول القرآن.. والسبيل الوحيد إلى هذه الأصول هو حياة المعصوم.. فينبغي علينا ان نوصل الى الآخرين هذا الفهم، وندعوهم اليه، ونبين لهم وجوهه المختلفة من حيث: التسامي في القيم الرفيعة لتحقيق مكارم الأخلاق، وتحقيق إنسانية الانسان، وهذا أمر السبيل الوحيد إليه هو منهاج الطريق.. ثم هنالك الأساس الديني للدعوة، وتفاصيل تنظيمها للمجتمع في جميع مجالاته: السياسية، والإقتصادية، والإجتماعية، مع كل ما يتعلق بذلك من تفاصيل.. بإختصار توصيل الفكرة إلى الناس بالوضوح الذي به تكون مقنعة.. هذا مع مراعاة كل إعتبارات الواقع: واقع الفرد الجمهوري، وواقع المجتمع السوداني، وواقع المجتمع العالمي، كل ذلك في إطار حكم الوقت، والمعرفة الدقيقة بحاجة الناس وتطلعاتهم، مع الإلمام الصالح بواقع الحضارة السائدة، وواقع مشكلاتها، وكمالاتها، وعجزها وقصورها عن الإستجابة لتحديات العصر، التي تتلخص في تحقيق السلام-السلام الفردي والسلام الجماعي.. مع المقدرة على المقارنة بين الفكرة، والحضارة السائدة بالصورة التي تظهر، ظهوراً واضحاً، تفوق الفكرة على الحضارة في حل مشكلات الإنسان المعاصر.. إلى جانب كل ذلك نحن دعاةُ للبشارة، التي أظلنا عهدها، وأكتملت جميع أشراطها الظاهرة ولم يبق إلا الإذن الإلهي بها، وهذا ما نبشر به.. إننا على يقين أن دولة الإسلام وشيكة.. وهي دولة تتحقق فيها خُلاصة القيم التي ظلت الحياة تعمل لها منذ فجر الحياة، وقبل ظهور البشر.. نحن أصحاب البشارة (باليوم الآخر) وتحقيق جنة الأرض في الأرض، وسيادة السلام في جميع البيئة، وعندنا هذا أمر حتمي وقد أظل تماماً.. نحن المبشرون بعهد الإنسان، يدال له من عهد الحيوان الذي ظلت البشرية تردح فيه إلى اليوم.. وهذا الإنسان هو فينا، نحققه بالتخلص من حيوانيتنا، وهذا التخلص ليس منه بد، أردنا أو لم نرد.. فمن أجل ذلك ينبغي أن يعمل العاملون، ويعدوا أوانيهم للتلقي، من أكبر نفحة يشهدها الوجود- نفحة المسيح المحمدي.. الإنسان قينا!! يظهره القرآن!! ولا سبيل إليه إلا سبيل القرآن.. من أجل ذلك جاء إهداء كتاب القرآن هكذا:
إلى الذي ظلت البشرية تنتظره
وتترقب ظهوره..
إلى الإنسان!!
ثم إلى الرجال والنسوان
هل تحلمون به؟؟
إنه فيكم!!
يظهره القرآن..
هذا هو الإحتفال.. وإلا فلا.. نحن لا نقدم شيئاً للأستاذ.. إنما هي أنفسنا.. “مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ۗ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ” ويا خيبة من أساء.. ودكتور النعيم ممن أساء!! وهذا ما سيتم بيانه بصورة وافية، خدمةً للحق، وتطهيراً له من الشوائب وخدمة لدكتور النعيم، ومن هم على شاكلته ومن هو متبعٌ له..
سبيل هؤلاء الذي لا سبيل غيره هو الرجوع إلى الله، وفق شروط الرجوع.. ومن أراد أن يخدع الله، فهو خادعه.
يتبع
* رفاعة
في 18 يناير 2023مبسم الله الرحمن الرحيم
(مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ۗ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ)
احتفالا بالذكرى الثامنة والثلاثين
حول تقديم الحزب د. النعيم كمحتفل
خالد الحاج عبدالمحمود حسن
مدخل:
سيكون، بعون الله، ضمن احتفالي بالذكرى، العمل على المزيد من الكشف، لعداوة د. النعيم المبالغ فيها للفكرة.. ومع هذا العداوة، والتشويه المبالغ فيه، هاهو د. النعيم يقدم كأحد المحتفلين بذكرى الاستاذ!! وهو امر له ما بعده.. فلماذا يحتفل د. النعيم بذكرى الاستاذ، ولماذا يقوم الحزب الجمهورى بتقديمه رغم كل ما قام به، ويقوم به، من عمل عدائي لشخص الاستاذ، وتشويه لدعوته، لابد ان يكون في الأمر سر..
وأنا سأدخل على الحديث، من خلال مدخل موجز، عن: لماذا نحتفل بالذكرى؟ وكيف نحتفل؟
للجمهوريين، مبدأ اساسي في السلوك، هو: ادخال الفكر في العمل.. فأي عمل لا يدخل فيه الفكر، يصبح جسدا بلا روح، لا قيمة له.. وأرجو أن لا يكون عملنا في الاحتفال بذكرى الأستاذ هو مجرد اتباع للعادة، في احتفال الناس بذكرى عظمائهم، بالصورة التي تجري الآن.. فالاحتفالات بالذكرى اصبح مجرد عمل روتيني، تذكر فيه مناقب المحتفل به، والاعمال الجليلة التي قدمها للناس.. ثم ينصرف المحتفلون دون حدوث اي جديد في حياتهم.. فحتى الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، اصبح عملا تحكمه العادة، ولا يخرج من القوالب التقليدية التي وضعت له قبل مئات السنين.
احتفالنا نحن الجمهوريين، ليس احتفالا بالماضي فحسب، وانما هو قبل ذلك وفوق ذلك احتفال بالمستقبل.. ليس احتفالا بما كان، وانما هو احتفال بما سيكون؟! واعداد لنفوسنا لتلقي ما سيكون من امر البشارة العظيمة!! وهذا الاعداد لنفوسنا هو جوهر الاحتفال، والغاية الاساسية منه.. والاحتفال، يكون احتفالا، بقدر تحقيقه لهذه الغاية، والا فلا!!
الاحتفال عندنا ، ينبغي أن يكون تجديدا للعهد، بتجويد عملنا الأساسي، الذي قامت عليه علاقتنا منذ البداية بالأستاذ محمود.. فقد دعانا الأستاذ محمود الى (طريق محمد) صلى الله عليه وسلم فاستجبنا، كل بقدر توفيق الله له، وبقدر عزمه..
وهذه الاستجابة للعمل في الطريق، ينبغي ان تكون استجابة متجددة، نامية، ومتطورة، والا فلا وقوف في العمل في السلوك الديني.. احتفالنا هو اساسا تجديد للعزم والتزام الطريق، والوفاء بالعهد الذي قطعناه على انفسنا، والنمو والتسامي في مجاله.. الاحتفال عمل فردي في المكان الاول.. وحتى عندما يتم بصورة جماعية، فالفردية هي الأساس.. والافراد في ذلك يتفاوتون تفاوتا هائلا.. واساس التفاوت هو التفاوت في المقدرة على ادخال الفكر في العمل.. وهذا الادخال بدايته واساسه النية الصالحة، في أن يكون العمل خالصا لوجه الله.. وهذا هو المحك الاساسي.. ومن الناس من تكون نيته صالحة، ويعمل على تمحيصها، وتعديد وجوهها.. ومن الناس من تكون نيته طالحة، والعياذ بالله، فلا يجد من ثمرات العمل الا ما يناسب نيته..
هذا من الوجه الفردي، الوجه الاساسي، اما من الوجه الجماعي، فالعمل يقوم على توصيل الخير للآخرين، وحمل البشارة اليهم.. فنحن نجزم، ان الخير، كل الخير في أصول القرآن.. والسبيل الوحيد إلى هذه الأصول هو حياة المعصوم.. فينبغي علينا ان نوصل الى الآخرين هذا الفهم، وندعوهم اليه، ونبين لهم وجوهه المختلفة من حيث: التسامي في القيم الرفيعة لتحقيق مكارم الأخلاق، وتحقيق إنسانية الانسان، وهذا أمر السبيل الوحيد إليه هو منهاج الطريق.. ثم هنالك الأساس الديني للدعوة، وتفاصيل تنظيمها للمجتمع في جميع مجالاته: السياسية، والإقتصادية، والإجتماعية، مع كل ما يتعلق بذلك من تفاصيل.. بإختصار توصيل الفكرة إلى الناس بالوضوح الذي به تكون مقنعة.. هذا مع مراعاة كل إعتبارات الواقع: واقع الفرد الجمهوري، وواقع المجتمع السوداني، وواقع المجتمع العالمي، كل ذلك في إطار حكم الوقت، والمعرفة الدقيقة بحاجة الناس وتطلعاتهم، مع الإلمام الصالح بواقع الحضارة السائدة، وواقع مشكلاتها، وكمالاتها، وعجزها وقصورها عن الإستجابة لتحديات العصر، التي تتلخص في تحقيق السلام-السلام الفردي والسلام الجماعي.. مع المقدرة على المقارنة بين الفكرة، والحضارة السائدة بالصورة التي تظهر، ظهوراً واضحاً، تفوق الفكرة على الحضارة في حل مشكلات الإنسان المعاصر.. إلى جانب كل ذلك نحن دعاةُ للبشارة، التي أظلنا عهدها، وأكتملت جميع أشراطها الظاهرة ولم يبق إلا الإذن الإلهي بها، وهذا ما نبشر به.. إننا على يقين أن دولة الإسلام وشيكة.. وهي دولة تتحقق فيها خُلاصة القيم التي ظلت الحياة تعمل لها منذ فجر الحياة، وقبل ظهور البشر.. نحن أصحاب البشارة (باليوم الآخر) وتحقيق جنة الأرض في الأرض، وسيادة السلام في جميع البيئة، وعندنا هذا أمر حتمي وقد أظل تماماً.. نحن المبشرون بعهد الإنسان، يدال له من عهد الحيوان الذي ظلت البشرية تردح فيه إلى اليوم.. وهذا الإنسان هو فينا، نحققه بالتخلص من حيوانيتنا، وهذا التخلص ليس منه بد، أردنا أو لم نرد.. فمن أجل ذلك ينبغي أن يعمل العاملون، ويعدوا أوانيهم للتلقي، من أكبر نفحة يشهدها الوجود- نفحة المسيح المحمدي.. الإنسان قينا!! يظهره القرآن!! ولا سبيل إليه إلا سبيل القرآن.. من أجل ذلك جاء إهداء كتاب القرآن هكذا:
إلى الذي ظلت البشرية تنتظره
وتترقب ظهوره..
إلى الإنسان!!
ثم إلى الرجال والنسوان
هل تحلمون به؟؟
إنه فيكم!!
يظهره القرآن..
هذا هو الإحتفال.. وإلا فلا.. نحن لا نقدم شيئاً للأستاذ.. إنما هي أنفسنا.. “مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ۗ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ” ويا خيبة من أساء.. ودكتور النعيم ممن أساء!! وهذا ما سيتم بيانه بصورة وافية، خدمةً للحق، وتطهيراً له من الشوائب وخدمة لدكتور النعيم، ومن هم على شاكلته ومن هو متبعٌ له..
سبيل هؤلاء الذي لا سبيل غيره هو الرجوع إلى الله، وفق شروط الرجوع.. ومن أراد أن يخدع الله، فهو خادعه.
يتبع
* رفاعة
في 18 يناير 2023م
جمهوري ، بين فاسق ومرتد و هالك وعفن ورمم سودتم صفحات الراكوبة نسال الله ان يركبهم شيطان كبير
توبوا الى بارئكم واستغفروا فباب التوبة مفتوح انتم والنعيم والجحيم على مرمى حجر من القبر أرجعوا فالرجوع عز العرب
يقول د. النعيم: “مافي حاجة اسمها دولة إسلامية!! مجرد عبث!! مجرد خطاب يعني جاز علينا لأننا نحنا ما بنعرف تاريخنا بالقدر الكافي!! ولا بنعرف مصادر دينا بالقدر الكافي!! لو بنعرف مصادر دينا وتاريخنا بالقدر الكافي بنعرف إنه الكلام دا ما عندو أساس!! غايتو أنا مع أستاذي القانوني البروف عبد الله النعيم في عدم وجود أساس للدولة الاسلامية وبالأحرى (الخلافة الاسلامية) المفروض تكون هناك دولة أو دول مسلمين. فدولة المدينة هي وحدها الدولة الاسلامية تاريخياً لأن رئيسها نبي ورسول كريم معصوم يوحى إليه ولا يخلفه أحد في ذلك إلا أن يكون نبياً أو معصوماً كما تزعم دولة الشيعة الإسلامية – فهم تورطوا في مفهوم الخلافة فاضطروا للقول بعصمة أئمتهم الرؤساء وإلى مفهوم الوكالة عنهم حينما لم يجدوا ذلك الإمام المعصوم في واقعهم. وإمعاناً في مفهوم الخلافة والعصمة عندهم جعلوا الإمام من عترة النبي ولا يجوز لأحد غيرهم. لقد كان لدولة النبي الرسول الكريم في المدينة مهمة رسالية محددة وهي تأمين اكتمال الرسالة و حرية تبليغها قومه جميعاً في جزيرة العرب لينهضوا بذلك (تبليغ الدعوة المكتملة) من بعده بعد اكتمالها وانتقاله للرفيق الأعلى، تاركاً لهم كذلك تطبيقها في أنفسهم ومجتمعاتهم ودولتهم أو دولهم – وهي تسمى دولة أو دول المسلمين وليست الدول الاسلامية. فالمسلمين من بعد صاحب العصمة مواطنون متساوون فيما بينهم في الحقوق والواجبات الشرعية أي في إطار أحكام الشرع المكتملة باكتمال الرسالة وتمام الدين. وحيث المسلمون والذميون المواطنون في دولة المدينة كلهم متساوون في الشأن العام أو المصالح الدنيوية العامة، وحيث الدولة ما هي إلا جهاز تنظيمي وإداري لمباشرة تلك المصالح العامة فكان من المفروض من تطبيق آية الشورى (وأمرهم شورى بينهم) 38 الشورى أن يتجه التطور في شئون الحكم نحو الديمقراطية المقيدة بأحكام الشرع وأخلاق الإسلام التي تراعي حقوق غير المسلمين من رعايا الدولة. فالشريعة الإسلامية لا تطبق أحكامها على غير المسلمين ولكن فيما عدا ذلك فلا فرق بين المسلم والذمي من مواطني الدولة ولهم حقوق متساوية في تنظيم مصالح المجتمع العامة وإدارة آلية الدولة التي تحققها. وبما أن إدارة المتساوين للدولة تعني حكم الأغلبية العددية أو الديمقراطية في نهاية المطاف. فرئيس الدولة و الوزراء والحكام يفترض انتخابهم وإلا فلا شرعية لهم استناداً إلى تطبيق آية الشورى الملزمة للجميع حكاماً ومحكومين والتي لا يتصور تطبيقها إلا في صورة الديمقراطية أي أغلبية المتساويين ولا أحد يملك ميزة أو عصمة أو فيتو على الآخرين. ولكن شورى المسلمين بدأت بالبيعة وهي نوع بدائي للديمقراطية التي يمثلها الأعيان ووجوه القوم والقبائل الذين لا يمثلون بطريق مباشر إلا قبائلهم، وللأسف جمدت الديمقراطية في هذا الطور حتى تولى بقايا الجاهليين من بني أمية زمام الأمور فجعلوها ملكاً عضوضاً ولم يرف لهم جفن – وأما علماء الأمة وفقهائها بدلاً من أن يستنبطوا الشورى الملزمة ويلزموا بها الحكام أصبحوا وللأسف يستنبطون الأحكام من أنظمة الحكم الواقعة فانصرفوا إلى تفصيل سلطات الإمام أو الرئيس الأعظم وشروط أهليته حتى قالوا بأن يكون مجتهدا أو فاسقاً وغضوا النظر عن التوارث الحاصل بالبيعة القهرية لمن له الغلبة. +
أما عن قول النعيم بأن الدين صناعة بشرية – ولعله يقصد التدين وليس أصل الدين الذي نزل على الرسل لأنه ربط بين الدين والثقافة. فالثقافة هي تَمَثُّل مفاهيم ونُسُق معينة والتأثر بها في النظر للأمور والتعامل معها في خاصة النفس ومع الغير وكذلك التديُّن هو التأثر بالمفاهيم الدينية، أي التي أتت بها الأديان في أصلها والتمثل بها من الفرد في حياته ونظرته لنفسه والغير . فالدين أي أصل الدين المنزل على الرسل لتبليغه للناس هو المصدر المؤثر في البشر وتدينهم وثقافتهم الدينية – ولا أعتقد أن البروف النعيم قصد بمقولته (الدين صناعة بشرية) يقصد مصدر التدين كما لم يذكر مصادر الثقافة وانما يتكلم عن التأثر بمصادر الدين والثقافة وهو التدين والتلبس بالثقافة الناتجة من مصادرها وأحداثها التاريخية. بروف عبد الله النعيم كما أعرفه أستاذا لنا في القانون شخص شديد الذكاء وشديد التدين لا أذكر أنه كتب ملصقاً في النشاط في جامعة الخرطوم يرد على شئ لا أذكره ولكن أذكر هذه العبارة تماماً وهي قوله (I am a committed Muslim..) أي مسلم وملتزم كمان فكيف وصل إلى إنكار ألوهية مصدر الدين؟؟ لا اعتقد ذلك وأنا هنا أدافع عن المنطق وليس صحة تدينه وآرائه الدينية. فهو إذا كان ينطلق من الفكرة الجمهورية في تدينه فأنا لا أؤمن بها أصلاً كما لا أؤمن بكثير من الثقافة الفقهية البشرية ولا أقدسها إلا بقوة منطقها والقناعة التامة بمصادرها من المرويات ولا أقبل ما يخالف المصدر القرآني مخالفة ظاهرة ومعقولة بأنها تناقض مفاهيم واضحة ومعقولة مستفادة من نصوص الكتاب.
هو قال (الدين صناعه بشريه) وانت تجادل في انو بيقصد ‘التدين’!!! . خالد الحاج اورد نص بالانجليزيه اعلاه يقول فيه النعيم بوضوح لايقبل الشك بان الدين صناعه بشريه.
النعيم يعني تماما مايريد قوله وهو هنا يلتقي في افكاره مع محمد محمود الذي كتب كتابا كاملا يدعي فيه بان الاسلام صناعه بشريه.
هل انت تعرف مايريد قوله اكثر منه؟
هذا الكلام للأذكياء فقط، فالبروف شخص متدين ولا زال جمهوريا يؤمن بها ومتدين بها على المستوى الشخصي كأي متدين بدين حسب قناعته به، ولكنه ناقد لخلط الدين أي دين بالدولة وقال هذا ردا على الأستاذة أسماء محمود محمد طه التي كانت حاضرة في الندوة وقدمت مداخلتها إذا شاهدت الڤيديو ورد عليها ولم يخالفها في شئ وانما قال لها ” دا كللو خارج الدولة” مجملا بذلك رده على من سألوا عن كيفية ممارسة المتدينين لأحكام دينهم في الدولة العلمانية فقال ذلك ممكن بالتراضي بين الأطراف بشرط حصر الأمور بينهم دون مساس بحقوق الغير وإلا فإنهم سيلجأون لقانون الدولة الرسمي المستمد من القواعد المدنية وتطبقه المحاكم. فالأستاذ لا يستبعد الأديان على المستوى الفردي وهو كما ذكرت في تعليقي شخص متدين وملتزم بثقافته الدينية- ولكنه يستبعد أي دين وأي ثقافة دينية من التبني بواسطة الدولة. والبروف مفكر ذكي فلا يمكن أن يحتفظ للفرد بدينه وتدينه ثم يتدخل في تدين الغير وينفي ألوهية مصادرها التي يؤمنون بها كما يؤمن هو بدينه الخاص. وقوله بأن الدين صناعة بشرية فذلك لأن المصادر الدينية المنزلة تطبق بفهم بشري وكل فرد يختلف عن الأخر في ذلك رغم اعتناق الجميع ذات الدين ويأخذون من ذات المصدر. وكذلك درجات التدين، والتدين هو القناعة والثقافة الدينية الفردية الناتجة عن الأصل الديني المنزل والتي يلتزمها الفرد – والبروف يريد أن يمنع الدولة من الاستعانة بهذا التدين لذلك يرفض التدين و أصله أو مصدره كمكون في الدولة. يعني باختصار يقول الدين للفرد و الدولة لا دين لها وليس في هذا كفر بأصول ومصادر الأديان المنزلة على الرسل وانما يستبعدها بفهم لكم دينكم ولي دين. فالافراد لكل دينه ودرجة تدينه فيه أو به والدولة لا دين لها أو دينها المدني الذي يأمرها بألا تستعين بأديان الأفراد ولا تدينهم أو بثقافتهم الدينية ولا تتدخل فيها بالمنع أو التبني في النطاق الفردي ولكن تمتنع عن تبنيها بحيث تطبق على الغير بسلطان الدولة. أنا فعلا أعرف النعيم وقد تعاملنا معه وجها لوجه ونحن طلابه في الكلية ووقتها قلنا له إن اعتناق الفكرة الجمهورية كفر وردة عن الاسلام قال لينا ياتو اسلام إذا إسلامكم بتاع القرن السابع الميلادي أن فعلا كافر به ونصحنا بدراسة الفكرة الجمهورية جيدا وفيها الاسلام الحقيقي في رأيهم ويشهد بذلك كل الدفعة ومنهم من اعتنق الفكرة وأعلنها وصار من ضمن المجموعات التي تعرضها في الجامعة تحمل الكتيبات المنسوجة بخط يد النور حمد الترابي آنذاك فهو أستاذ فنون خطه ورسمه جميل بينما كان الدالي والقراي يتولان النقاش والمجادلة في منتدى النشاط وقد استمرا قائمين هناك إلى يوم شنق الأستاذ بكل رباطة جأش وكنا نتحلق حولهما وكان دالي ينفي أن يتم ذلك وسوف تظهر معجزة تمنع ذلك ويؤكد لو حصل هذا فسوف يختفي ويعتزل الفكرة وفعلا اختفى وما عاد للنشاط ولم نره حتى تخرجنا.