مقالات وآراء

أطفالنا وخطر الشلل .. حالة طوارئ مطلوبة

خارج السياق
مديحة عبدالله
أعلنت وزارة الاتحادية عن إصابة طفل بحالة شلل من النوع الثاني في ولاية غرب دارفور، ويمثل ذلك خطرًا يهدد عشرات الأطفال في كل أنحاء السودان بسبب تحرك المواطنين وحركة اللجوء تجاه البلاد من دول الجوار التي يتفشى فيها وباء الشلل، وانخفاض المناعة ضد النوع الثاني من المرض محليًا، مع مخاطر انتقال العدوى سريعًا بين الأطفال.
يمثل هذا تراجعًا كبيرا في الوضع الصحي في البلاد، ففي العام 2020 تم اكتشاف (58) إصابة مصدرها بعض دول الجوار بالتزامن مع انتشار وباء الكورونا، ورغم الصعوبات استطاع السودان تطعيم (😎 ملايين طفل دون سن الخامسة ضد شلل الأطفال، وفي يناير 2021 أعلنت منظمة الصحة العالمية مجددًا خلو السودان من المرض بعد نجاح حملات التطعيم..
على المستوى الرسمي قررت وزارة الصحة إعلان السودان (منطقة وباء) بالنسبة لشلل الأطفال وفقًا للوائح الصحية الدولية، وبدء حملة تلقيح تعويضية ضد شلل الأطفال والحمى الصفراء واستهداف أكثر من مليون طفل تغطي عدد من الولايات، وتطعيم الأطفال المواليد الذين فاتتهم جرعة اللقاح الروتيني..
حالة الطوارئ المعلنة حيال وباء الشلل مطلوبة تمامًا، لحماية أطفالنا من خطر الشلل لما يمثله من تهديد لصحتهم المنهكة أصلًا من الفقر وقلة الغذاء الجيد، وتدهور صحة البيئة، وتدني الوعي بأهمية أن ينالوا حظهم من الاهتمام بغذائهم ونظافتهم وتوعيتهم بأسس النظافة الشخصية، جهود وزارة الصحة وحدها لا تكفي، لا بد من دعم مجتمعي وسياسي وإعلامي لرفع الوعي بأهمية التطعيم، ومخاطر الشلل على حاضر ومستقبل الأطفال.
حان الوقت لأن نضع قضية الأطفال وصحتهم وتعليمهم والعناية بهم في قمة الأولويات. العمل السياسي والمدني مع الأسر وتكامل الجهود بين وزارتي الصحة والتربية والتعليم والرعاية الاجتماعية ومجلس السكان والمراكز البحثية، فوضع الأطفال هو المؤشر الأكثر وضوحًا لقراءة حاضر ومستقبل السكان من ناحية صحية وتعليمية وقدرتهم على العمل ونوعه وموقعه، فما من أمة تريد تنهض إلا ووضعت الأطفال في قمة أولوياتها وحدقات عيونها.
الميدان
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..