مقالات سياسية

المالية و الضرائب – الخدمة المدنية

الى حين‎‎

عمر عثمان

· يحكى ان النعامة كانت تطير ثم عجبها و اعجبت بالمشي , فحاولت تعلم المشي و لم تفلح و رجعت تحاول الطيران و لكنها فشلت فقد زاد وزنها و نسيت الطيران , هكذا كل الحركات المسلحة التى وقعت سابقا مع الانقاذ و ما بعد الثورة فلم تنجح فى الحرب و لا أفلحت فى مناصب الدولة و لا استطاعت ان تفي بشعاراتها ثم ضاقت بالديمقراطية التى ظلت تطالب بها , و لم تفلح فى عمل يجعل لها قواعد و فشلت فى مؤسسات الدولة , و كذلك ما سميت بالعدل والمساواة لم ينتصروا حتى لزعيمهم مؤسس الحركة بفتح ملف مقتله وسط قواته و هم فى الحكومة بعد اتفاقية سلام جوبا , ثم هم فى مقدمة اعتصام الموز جنبا مع اللفلول المتهمون بقتل زعيمهم و مؤسس حركتهم ,

· وزير المالية جبريل ليس خبير او تكنوقراط ليس له خبرة مهنية او فنية و كل شهاداته بعد الفحص ان كانت صحيحة بالكاد او ربما تجعله يحصل على وظيفة بالكاد تعيشه ان كان الامر طبيعيا وواقعيا يكون من المحظوظين و لكن حظوظ الاتفاقية جعلت منه وزيرا للمالية و فراغ الدولة جعل منه رئيس وزراء ومجلس تشريعي فلا أحد لديه سلطه عليه , فالمالية فى عهده شركة خاصة يصرف كيفما أراد ويعين من يشاء , فلا أحد يسأل و لا احد يراجع اجراءاته فهو السلطة و فوق السلطة , انه العبث الذي جعل اقتصاد البلاد يصيبه التيبس و الكساد , لا مبالاة و صمت و خرس , حالة من الاستهبال الممزوج بالعته و البلاهة , فمؤسسات الدولة منذ الانقاذ و ما بعدها , دون امكانيات في أعلى الهرم , ضعف مهارات الادارة تسلط و غرور زائف و عقدة النقص التى يفرغها من خلال منصبه .

· انهارت الخدمة المدنية منذ بداية الإنقاذ (التمكين ) كمثال الضرائب من يعتليها احد المقربين و اعضاء الحزب بعد ان كان يرأسها مهني تدرج فى الوظيفة من أول السلم , امين الضرائب شرف الدين الحالي كل مؤهلاته قرابة مع وزير المالية جبريل , فجعل من الكيزان مستشارا و نصيرا , مدير الضرائب بصحيفة السودانى يوم الاحد الموافق 15 يناير وحواره مع الاستاذة ابتهاج توكل و الذي انكر فيه ان التنقلات لم تكن تعسفية و اتهم الموظفين بالتسيب , فوضع نفسه فى خانة الصدق و الكذب فاما هو غير صادق او العاملين غير صادقين و هى هزيمة فى حدها , و نفس التبرير الذي برره من سبقه الامناء السابقين و بالكربون ان التنقلات للتكدس و تطوير العمل , ثم تتكبد خزينة الدولة هذه الحماقات , و كأن العاملين لديهم قنابير لا يفهمون و يبقي الفرق بين الغباء والاستغباء واضح لمصلحة من , و كمن سبقوه انتصر لذاته فى حرب وهمية .

· الموظفين غلابة و مغلوبين على أمرهم بفعل سياسات جبريل الاقتصادية جعلت من مرتبهم , اموال هزيلة لا تسمن و لا تغنى من جوع , كونوا لجنة للمطالب و سلكوا كل الطرق القانونية و بدلا ان يساندهم مدير الضرائب و يساعدهم جعل من نفسه الترسانة الاولي و الحائط بالرغم من ان امر المطالب ليس بيده و معركة لا تخصه , و من ازدرائه و غروره لم يقابل حتى هذه اللجنة , لكنه حريص على لقاء نقابات الفلول ( نقابات التعيين و التزوير ) , و عندما لم تجد اللجنة رد رفعت الأمر الى الوزير الذي قابل طلبهم بالتغافل و التجاهل , و هذا عدم احترام للقاعدة لم يسبقهم عليها أحد .

· المستهبلين فى الارض هى كائنات تخالف اقوالها وافعالها يحاولوا او هم يصدقون فعلا انهم اصحاب قرارات و عقول , و لان العقلية تركيبها العضلات و القوة , ثم هم ازمة و يخلقون ازمة من العدم فالعقول معطوبة نحو الحلول المتاحة , عبدالرحيم محمد حسين وزير الدفاع له نظرية الدفاع بالنظر و قائد حركة العدل و المساواة لهم نظرية الاكتفاء بالنظر و انكار ان هناك اشكالية , فالمواطن فى دفاتر جبريل و قريبه مدير الضرائب ليبس سوى رقم بلا فائدة , فهو كائن لا يستحق الرد او الجلوس او حتى محاولة معرفة المشكلة فالموظف الذي يطالب بحقوقه احمق فالبلد و الدولة ملك خاص و تجاهلهم و سفههم ثم ضربهم و نقلهم و هى المعركة الوحيدة التى فازوا فيها بالقوة مع غليان و شخص لا يحمل سلاح فهنيئا هذا النصر الساحق الذي اثلج صدورهم , فهل هذه الديمقراطية ؟ و هل هذا هو العدل و المساواة ؟ الذي هم فيه غرور مزيف و تراكيب ناقصة .

· ظل الديوان هكذا و ظل كل ما ياتى به الحظ فى اعلى هرمه و بعد ان يعجز عن فهم الخدمة المدنية و المهنية و الفنية و بعد ان يفقد المنطق و يفشل فى الحل المتاح الموجود دون جهد تأخذه العزة بالإثم فيستخدم عضلاته , و يبقى ذلك الفضولي الخائن لزملائه الذي يوسوس للمدير و الذي يتجسس عليهم هو امر وصفحة اخرى من الندالة و السفالة الذي سلم اساميهم تسليم مفتاح و هو بينهم لا يعرفه أحد , فلا حلول يمكن ان توجد في هذه الفوضى و هذا التيه , فى عدم وجود عقول تستوعب حتى عنوانها, فما اسهل القول و ما اصعب الفعل , فمن يستلم المالية بعد جبريل سيجدها خاوية على عروشها و فارغة خزائنها و المشاكل و حلها انتقلت الحلول من المؤسسية إلى الأسرية , فمستويات الدولة عند العم و ابن العم هذه هى المهنية و التكنوقراط فى عهد , ستبقي الضرائب فوق سطح صفيح ساخن لا تنتهى سخونتها الا بزوال المؤثر فالشعارات و الحشود مدفوعة الثمن لا تبني مجدا ما لم تنزل الأقوال أفعال .

[email protected]

‫2 تعليقات

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..