أخبار السودان

هل تسعى القاهرة لعرقلة جهود السودانيين لإنهاء الأزمة؟

تقرير ـــ نبيل صالح
هل تسعى القاهرة لعرقلة جهود السودانيين لانهاء الأزمة السياسية والتمهيد لانتقال السلطة للمدنيين، أم انها تسعى لحل الأزمة المتطاولة!؟ ولماذا صمتت كل هذه الفترة ودفعت بمبادرة او مقترح اذا صح التعبير لفتح مسار جديد لعملية التفاوض بين الاطراف في الوقت الذي قطعت اطراف الازمة شوطا كبيرا في العملية السياسية..! ألم يكن بإمكان القاهرة الاسهام في اقناع الرافضين للعملية اذا ارادت مصلحة السودان بالفعل!!؟ هذه الاسئلة وأخرى ظلت محور النقاش في مجالس السودانيين والمراقبين للشأن السوداني بالداخل والخارج طيلة الفترة الماضية.
عرقلة الانتقال
بحسب الراصدين للتعامل المصري ازاء الازمة السودانية، تسعى مصر الرسمية عرقلة اية محاولة للانتقال السلمي للسلطة في السودان خشية انتقال العدوى اليهم، ويعتقد المحلل السياسي ومدير جامعة النيلين السابق البرفيسير حسن الساعوري أن كل المؤشرات للتعاطي المصري إزاء السودان تؤكد ان القاهرة لن تسمح باستقرار السودان سياسيا، لجهة ان توصل السودانيين لاتفاق بانتقال السلطة للمدنيين يعني اهتزاز عرش السلطة العسكرية في القاهرة، ولم يستبعد الساعوري من تخطيط مصر لانقلاب عسكري في السودان حال فشل محاولاتها في عرقلة العملية السياسية الجارية الآن بالخرطوم.
مبادرة متأخرة
ووصف سياسيون توقيت المبادرة المصرية بغير المناسب، ويعتقدون ان التدخل المصري لحل الازمة السودانية جاء متأخرا ويقول د. محمد بدر الدين ــ الأمين العام المكلف لحزب المؤتمر الشعبي ــ ان مصر تشكل اهمية قصوى للسودان وكذلك العكس، وقال “نحن لا نرفض مساعي القاهرة لحل المشكلة السودانية ولكن المبادرة المصرية جاءت متأخرة، أي بعد ان قطع السودانيون شوطا طويلا في العملية السياسية” وتابع (نعول على القاهرة في تسهيل العملية الجارية ، لقد فات الأوان على طرح منبر جديد) .. الكاتب الصحفي وعضو نقابة الصحفيين السودانيين وليد النور فيما ذهب اليه بدر الدين وقال ان مصر رغم اهميتها وازلية العلاقة بينها وبين السودان الا ان مبادرتها جاءت متأخرة وتابع (المبادرة المصرية جاءت بعد ان قطع الاتفاق الاطاري شوطا بعيدا ومن شأن المبادرة ان تعرقل حل الازمة لسودانية التي لا تقل تأثيرها على مصر من تأثيرها على السودان).
خط الأزمة
ويرى مراقبون بأن مصر لن ترضى بأي استقرار للسودان إلا إذا توافق مع مصالحها، باعتبار السودان عمقا استراتيجيا لها، بجانب كونه واحدا من الدول التي تعتمد مصر على موارده بشكل مباشر، فالمصريون دخلوا في خط الأزمة لهندسة اتفاقية تضمن لهم مصالحهم عقب الاتفاق النهائي بين المكونين العسكري والمدني، يوضح المراقبون أن مصر تعتبر حليفا للمكون العسكري، وهي عراب الخطط التي ينتهجها العسكر في ادارة الفترة عقب الانقلاب، وتضع المخابرات الف حساب للمدنيين، لأنهم لا ينصاعون إلى مصر، بعكس المكون العسكري الذي يتعامل مع المصريين بشكل مرضٍ للطرفين، لذلك تريد مصر أن تهندس اتفاقية بين طرفي الازمة، بحيث تأمن مصر وجودها في المشهد السوداني، والاستفادة من وضع السودان في تكملة الفترة الانتقالية ، المنتظر تكوينها عقب الاتفاق النهائي على الاتفاق الإطاري.
عقلية استخباراتية
وبالمقابل يقول المحلل السياسي سعد محمد أحمد ان مصر الرسمية ما زالت تتعامل بالعقلية الاستخباراتية مع السودان واضاف ان جهل القادة المصريين لطبيعة الشعب السوداني هي ما تجعلها تفشل في بناء علاقة طيبة بين البلدين، ومضى سعد بقوله :ان الحكومة المصرية تسعى بكل ادواتها الاستخباراتية في اجهاض اي تحول ديمقراطي للسودان، ولكنها لا تدرك ان الشعب السوداني المدرك لمصالحه لن يسمح بذلك.
محاولة بائسة
ويقول المحلل السياسي د. عبد اللطيف محمد عثمان ان اعلان مصر لتبني منبر تفاوضي في القاهرة محاولة بائسة ضمن سلسلة المحاولات لاجهاض الانتقال المدني، واستشهد عثمان بارسال القاهرة لمولانا الميرغني بطائرة خاصة الى الخرطوم لتعطيل الاتفاق الاطاري، الى جانب مساندتها غير المعلنة لقرارات الخامس والعشرين من اكتوبر الانقلابية، وقال عثمان: ” مصر الرسمية غير جديرة بالثقة لتتولى ملف التفاوض بين الفرقاء السودانيين وانصح الاطراف السودانية تجاوز لغة الدبلوماسية والرد على الطلب المصري بالرفض مع التحذير بعدم تدخلها في الشأن السوداني).

وتابع عبداللطيف: ( وصف العلاقات المصرية السودانية بالأزلية، وصف عاطفي ولكن بحكم الجغرافيا والتاريخ والروابط الثقافية والاجتماعية، وبحكم الترابط والمصير المشترك جعلت هذه العبارة تتردد في المناسبات الرسمية فقط، واضاف ان القاهرة مارست الابوية في تعاملها مع السودان او اعتباره الحديقة الخلفية لجمهورية مصر، خصوصا في فترات الحكم العسكري في السودان، ومررت مصر مصالحها عبر الانظمة العسكرية، وفشلت في الفترات الديمقراطية ما جعلها تعرقل الانتقال المدني).

تعليق واحد

  1. واهم من ظن أن مصر تسعى لأستقرار السودان وواهم من ظن أن البرهان سيلتزم بما وعد بأن يبعد الجيش عن السياسه أو يترك البرهان المدنيين ليحكموا. برهان بنفذ كل أملاءات سيسى مصر حتى يحقق حلم والده. الغدر الذى تم للثوار أمام القياده العامه تم بأملاء السيسى وصوره طبق الأصل من ميدان رابعه بمصر وأجهضت ثورة مصر فى حين لم يستطع السيسى وبرهان أجهاض الثوره السودانيه لأشتعال الشارع حتى الان. مدير المخابرات المصريه لم يكل ويمل من الذهاب للسودان والرجوع منه والعوده أليه حاملا الخطط والأملاءات وحين شعر السيسى بالضغوط الدوليه وعدك رغبة المجتمع الدولى أن يعطى دورا لمصر فى السودان والدليل قول فولكر فى تخل مصر( السودان دوله ذات سياده) يعنى يامصر لا تتدخلى. الان الخطه المصريه لبرهان هو أن يكسب هوامل بعض الأحزاب لجانبه وهى التى ترفض التوقيع على الأتفاق الأطارى مما يوحى بأن هناك أنقساما كبيرا وهناك جهات عده حتى لو من بينها أخوان الشيطان رغم عداوة مصر لهم وبذلك يمكن للجيش بقيادة برهان لحكم السودان كما فعل سيسى مصر فى شعبه. نلاحظ خطابات برهان فى الوحدات العسكريه تراجعا فيما يقوله وهذا يحدث كلما زار السودان رئيس الأستخبارات المصريه وللعلم بأن أستخبارات مصر تسرح وتمرح بمعرفة برهان ومجلسه الكيزانى فكيف مصر تريد لنا أستقرارا.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..