احتفالا بالذكرى الثامنة والثلاثين حول تقديم الحزب د. النعيم كمحتفل (2)
خالد الحاج عبدالمحمود
بسم الله الرحمن الرحيم
“وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِى ٱلْكِتَـٰبِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَـاتِ ٱللَّهِ يُكْفَرُ، بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا، فَلَا تَقْعُدُوا۟ مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا۟ فِى حَدِيثٍ غَيْرِهِۦٓ.. إِنَّكُمْ إِذًۭا مِّثْلُهُمْ.. إِنَّ ٱللَّهَ جَامِعُ ٱلْمُنَـٰفِقِينَ وَٱلْكَـٰفِرِينَ فِى جَهَنَّمَ جَمِيعًا”
صدق الله العظيم
نماذج من أقوال د. عبدالله أحمد النعيم
لقد ظللت أكتب في الرد على د. النعيم، واعمل على تصحيح التشويه الموبق الذي ألحقه بالإسلام عامة والفكرة الجمهورية خاصة، لفترة حوالي العشرة أعوام، وسأظل أكتب، إذا مدَّ الله في العمر، ولم يتراجع هو عن باطله حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا.
وطوال هذه الفترة، لم يفتح الله على د. النعيم بكلمة، في الرد الموضوعي على كتاباتي.. وحتى الذين يدافعون عنه لم يورد واحدٌ منهم نصاً من أقوال د.النعيم ليدافع عنه!! وقد ذهبت إلى حد طلب شهادتهم، أمام الله، وأمام الناس، ولكن جميعهم فضَّل كتم الشهادة!!
وعندما توقف د. النعيم، توقفت من جانبي إلى حين، وها هو الآن يعود، بصورة يتوهمها جديدة، وهذا ما يستوجب عرض أقواله من جديد.
قدَّمت الأستاذة أسماء محمود، د. النعيم ، ضمن احتفالاتهم بالذكرى!! فما هو موقف د. النعيم من الأستاذ محمود، ومن فكرته حتى يِقدَّم في الحديث في الذكرى ويقبل هو أن يتقدم!!
د. النعيم هو أكبر من عمل على تشويه الإسلام، وتشويه الفكرة الجمهورية، والإساءة المباشرة للأستاذ محمود، بصورة تدل على حقدٍ شديد.
وأنا هنا، في عملي هذا في الرد على د. النعيم، وتصحيح تشويهاته، سأعتمد بصورة كلية على أقواله الموثَّقة، الواضحة، والصارخة الوضوح.. فهي تتحدث عن نفسها ولا تحتاج مني إلا للقليلِ من التعليق.أرجو ملاحظة التالي عند الاطلاع على أقوال د. النعيم:
أولاً: هو لا يورد أيِّ فكرة يعمل على التدليل عليها، وانما هو فقط يقرر، وهذا ينطبق على أخطر المواضيع وأدقها.. فهو يقرر فقط ولا يورد أيِّ دليل على صحة ما يقرره.
ثانياً: الكثير مما يقرره يخالف البداهة، والتفكير المستقيم، ومع ذلك هو يذكره بتعالٍ واستخفافٍ شديدٍ بالقراء والمستمعين.
ثالثاً: هو لا يقرر فقط، وإنما يستخدم في تقريراته إساءات شديدة، تطال الأستاذ محمود، وكلَّ من خالفه في تقريراته تلك.
رابعاً: و د. النعيم يعتمد على مفاهيم خاصة به، مثل المنطق المدني، والنسبوية في الفكر والأخلاق.. ويعتبر هذه المفاهيم، الواهية جداً، هي الحق الذي لا حق غيره، وكل من يخالفها هو على باطل.
والآن لنرى نماذج من أقوال د. النعيم، وسنتوسع في عرضها في الحلقات التالية.
يقول د. النعيم: “أن الفكرة التي تقول إن القرآن هو المصدر المباشر أو الأساسي للتشريع، إنما هي فكرة مضللة، وغامضة، وتسبب إشكالية حقيقية، كما قد ترون من غموض المصطلح نفسه، وما إليه.. بل إن هذا التوجه يزيل القدسية عن القرآن ويسيء إليه.. وهو لا يبسّط القرآن فحسب، بل يدل على تبسيط شديد لقراءتنا وفهمنا للقرآن، حين نقول ذلك.. ذلك أن محاولتنا استخلاص تشاريع وأحكام من القرآن، تدمر، في الواقع، قدسية القرآن، وتهدد تماسك النص القرآني، بل إننا بذلك نضيع الهدف الأساسي والجوهري للقرآن كنص للتغيير، حيث اللغة مجرد إشارة لمقاصد وأهداف القرآن”1
واضح جداً أن الفكرة التي يتحدث عنها هي الفكرة الجمهورية، فهي الفكرة التي تقول (أن القرآن هو المصدر المباشر والأساسي للتشريع).. ود.النعيم يعلم ذلك تماما، وهو كثير الحديث عن كتاب أسس دستور السودان، فقد جاء في مقدمة الطبعة الثانية من الكتاب: “قلنا في كلمة الغلاف أن (أسس دستور السودان) هي (أسس الدستور الإسلامي)، التي يسعى دعاة الإسلام، عندنا، وفي الخارج، إلى وضعه من غير أن يبلغوا من ذلك طائلا..” وجاء في الإهداء: “إلى الشعب السوداني الكريم هذا دستور (الكتاب).. نقدمه إليك، لتقيم عليه حكومة القانون”.. وجاء في النقطة الخامسة من الديباجة، ما نصه: “ليحقق دستورنا كل الأغراض آنفة الذكر، فإنا نتخذه من (القرآن) وحده: لا سيما وأن (القرآن) لكونه في آنٍ معا، دستورا للفرد ودستورا للجماعة قد تفرد بالمقدرة الفائقة على تنسيق حاجة الفرد إلى الحرية الفردية المطلقة، وحاجة الجماعة إلى العدالة الاجتماعية الشاملة، تنسيقا يطوع الوسيلة لتؤدي الغاية منها أكمل أداء.”
كل السباب والشتائم التي جاءت في نص د. النعيم موجهة للأستاذ محمود بالذات وللفكرة.. عبارة (انما هي فكرة مضللة، وغامضة، وتسبب اشكالية)، عبارة لم يورد عليها د. النعيم أيّ دليل.. والصورة عند أهل الفكرة هي على عكس ما يزعم.. الفكرة واضحة لا غموض فيها، وهي لا تسبب إشكالية، بل تحل جميع المشكلات.
أما اتهام د.النعيم بأن الفكرة تزيل القدسية عن القرآن، وتسيء إليه فهو أعجب من سابقه، وينطبق على د. النعيم أكثر من غيره، وسيتضح ذلك عندما نتحدث عن القرآن عند د. النعيم، وعن إزالة القدسية، فهو يزعم أنه يعمل على إزالة القدسية من كل شيء، خصوصاً القرآن كما سنرى.
يقول د. النعيم: “ولكن: النقطة التي أود أن أؤكدها هنا، هي أن النموذج الذي قدَّمه الأستاذ محمود كان بدائياً ومتخلفاً، بالنسبة لي. حيث لم أستطع أن أستوعب حقيقة إمكانية تطبيق هذا النموذج! كيف يمكن أن يحدث ذلك؟ كيف نستطيع نحن في السودان، كمجتمع متخلف، يعاني من الحروب الأهلية، والعنصرية، والتمييز الجنسي، وكافة أنواع المشاكل الإجتماعية، والإقتصادية، كيف يمكن لهذا البلد أن يتحول، في الواقع، إلى شيء عظيم كالذي يقول به طه؟!”2.
لم يورد د. النعيم أيّ دليل على عبارته التي يقول فيها: بدائياً ومتخلفاً!! كما انها عبارة تناقض ما يقول به في ختام النص: (شيء عظيم كالذي يقول به طه)..
يقول د. النعيم: “مافي حاجة اسمها دولة إسلامية!! مجرد عبث!! مجرد خطاب يعني جاز علينا لأننا نحنا ما بنعرف تاريخنا بالقدر الكافي!! ولا بنعرف مصادر دينا بالقدر الكافي!! لو بنعرف مصادر دينا وتاريخنا بالقدر الكافي بنعرف إنه الكلام دا ما عندو أساس!! ولا عندو تاريخ!! ما عندو سابقة!! ولا عندو أساس مفهومي!! ولا قالوا بيهو علماء المسلمين على مدى التاريخ!! لكن إذا قبلنا بوجود المشروع، عشان كدا أنا قبيل قلت بأكد على النقطة دي: لو ما هزمنا المبدأ دا من أساسو)!!3
لاحظ كل الموضوع عبارة عن تقرير من عنده.. ثم لاحظ عبارة (مجرد عبث)!! سنرى من هو العابث!! هذا القول الذي يقوم على الزجر قيل في حق الأستاذة أسماء عندما قالت: “نحن بندعو إلى دولة قايمة على الإسلام.. قايمة على الإسلام.. نحن سنناقش موضوع الدولة في موضعه.”
(طيب مسألة العمل الجماعي: الجماعة جماعة من الأفراد.. يا أخوي: مافي جماعة كيان مستقل عن الأفراد الأعضاء فيها.. كويس؟! مافي حاجة اسمها الجماعة!! الجماعة من الأفراد!! الجماعة ماها كيان مستقل!! مافي جماعة بتفكّر!! مافي جماعة بتعمل!! لأنه مافي كيان هو اسمه الجماعة!!)4
لا يمكن لأيِّ مؤسسة بشرية أن تحقّق الحياد والمساواة وحقوق المستضعفين، وهذا هو خطأ جوهري في زعم الدولة الدينية.. هنالك من يدّعي أن الدولة الدينية خالية من الفساد والغرض والهوى، وأنا (عبدالله أحمد النعيم) أقولُ من يزعم هذا إما مضللٌ لنفسه، أو مخادعٌ للناس، لا يمكن أن يتم ذلك لبشر، وأنا أصرُّ على الاحتفاظ بالطبيعة البشرية للدولة)5..
بالطبع هذا القول موجه للأستاذ محمود فهو وحده الذي يبشر بدولة الإسلام، التي يقيمها المسيح المحمدي، وهي دولة تقوم على العدل، والمساواة، ونصرة المستضعفين.. هذه القيم التي يزعم د. النعيم انها غير ممكنة، ويذهب إلى وصف من يقول بها بأنه (اما مضلل لنفسه أو مخادع للناس) !! لماذا؟ لا يورد أيّ دليل على عدم الامكانية، ولا على التضليل للنفس أو مخادعة الناس!! قد يقوم في ذهن البعض أن نصرة المستضعفين أمر وعد به الله، والنص واضح في القرآن.. ولكن رأي د.النعيم في الله يختلف تماما.. فهو يرى أن الله لا يعمل وانما يعمل الناس!! أما القرآن فهو عنده ليس من عند الله!! وإنما هو صناعة بشرية!! وسنرى قوله في ذلك بعد قليل..
فد.النعيم بقوله هذا يجعل الشر أصلاً في الوجود ولا يمكن تغييره.. كما يجعل الطبيعة البشرية شريرة، وغير قابلة للتغيير ويصر على ذلك (وانا أصر على الاحتفاظ بالطبيعة البشرية للدولة).. فإذا كان الأمر كما يزعم، لماذا يتحدث عن الدولة؟ وما هي قيمة الدولة إلم تعمل على تحقيق العدل والمساواة ونصرة المستضعفين؟! وإذا كانت نصرة المستضعفين غير ممكنة، فما قيمة حقوق الإنسان، التي جعلها ديناً له؟ على كلٍّ، قوله هذا نقيض الفكرة الجمهورية تماماً.. ففي الفكرة، الخير، والخير المطلق هو الأصل في الوجود، وما الشر إلا ظاهرة مرحلية، وهو موظف لخدمة الخير.. وفي الفكرة، الطبيعة البشرية خيرة، وهذا هو أصلها الذي لا يتغير حتى لو حجب وغطي لفترة، وهذا معنى قوله تعالى عن الفطرة التي فطر عليها الإنسان: ” فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)”.. هذا الفهم لموضوع الخير والشر عند د. النعيم، يجعل عمله كله لا قيمة له، ولا خير فيه، وعلى كلٍ هو عمل يناقض طبيعة الوجود، كما يناقض الطبيعة الإنسانية الأصيلة.
يقول د. النعيم: “كمسلم، فأنا دائما أطلق التقرير (الهرطقي) أن الدين علماني، وهذا القول ربما يبدو متناقضاً، في العبارة. ولكن واقع الأمر هو، أنه ليس لنا من سبيل لأن نعتنق الدين، أو نعقله، ونتأثر به، أو نؤثر فيه، إلا عبر الواسطة البشرية. فواسطتنا، كبشر، هي العامل الحاسم في تحديد، وتعريف، ديننا. وبهذا المعنى فإن الدين علماني.. الدين من صنع البشر.. وموقفي هنا، هو أن أؤكد علمانية الدين، هذه، التي أتحدث عنها، حيث يمكن، من هذا المنطق، إخضاع الدين للسياسة، أي جعله عنصراً، وذخراً، سياسياً.. وهذا المفهوم ينطبق، بنفس المستوى، على الثقافة فأنا، عندما أتحدث عن الدين والثقافة، إنما أتحدث عنهما بنفس المعنى، أي بمعنى أن كلاهما من صنع البشر، وأن كلاهما يمكن إعادة صنعهما، من قبل البشر)!!
As a Muslim, I always make the heretical sort of statement that religion is secular, which may appear like a contradiction in terms. But the fact of the matter is that there is no way we can access, we can relate to, we can be influenced and formed by religion, except through human agency. Our human agency is definitive of our religion. In that sense, religion is secular, religion is human-made. The point here is to emphasize this secularity of religion, and as such, to make it political-to make it a political asset. This concept applies equally to culture. When I speak of religion and culture, I speak in the same vein, in the sense that they are both human-made, are both human-remade
6”
إذاً الدين صناعة بشرية، مثله مثل الثقافة.. فدكتور النعيم يتعامل مع الدين كما يتعامل مع الثقافة، فكلاهما من صنع البشر، ويمكن إعادة صناعتهما، خصوصا للإعتبارات السياسية.. ماذا يعني هذا؟؟ هو يعني أن جميع الأنبياء والمرسلين، عند د. النعيم، ليسوا مرسلين، وانما هم يكذبون على الله، عندما يقولون أنه أرسلهم أو أرسل إليهم.. وجميع ما جاء به الأنبياء والمرسلون، ما يقولون أنه من عند الله، هو من عند أنفسهم، هو صناعة بشرية.. فطريق محمد صلى الله عليه وسلم، الذي يقوم عليه عمل الجمهوريين، هو عند د. النعيم عمل بشري.. والقرآن نفسه عمل بشري، مثله مثل الثقافة!! وهذا يعني، أن عند د. النعيم لا يوجد دين سماوي، من عند الله، وجميع الأديان من صناعة البشر.. واتباع هذه الأديان بمن فيهم الجمهوريين ليسوا أكثر من مغفلين، إذ يعتقدون أن دينهم من السماء، مند الله.. والله عند د. النعيم أساساً لا يفعل، وإنما البشر هم الذين يفعلون!! وسنرى نصوصه في ذلك.
د. النعيم صاحب لسانين: لسان ضد الدين يخاطب به أهل الغرب من المعادين للإسلام، حسب ما يعتقد د.النعيم أنهم يريدونه.. وهذا هو أساس دعوة د.النعيم.. فهي عمل في تفكيك الإسلام والفكرة الجمهورية، والأديان عامة لمصلحة من يعادون الإسلام في الغرب.. واللسان الثاني يخاطب به الجمهوريين، والمسلمين عامة، بما يعتقد أنه يغطي على الخطاب الأول والأساسي.. وهذا الذي نقوله ليس مجرد استنتاج، وإنما هو الذي قاله بنفسه.. يقول: “قد أجد نفسي في موقف أتوقع من الآخرين العداء لهويتي الاسلامية، مما يدفعني الى اخفاء، أو عدم تأكيد، هذا الجانب عن نفسي، لكني إن أدركت أن هويتي كمسلم لا تهم الآخرين، أو ربما قد تعمل لصالحي، فإني قد أحرص على الافصاح عنها”7 ، فهو لا يقول ويعمل وفق ما يرى انه الحق، وانما يقول أو يعمل وفق المصلحة!! فإذا رأى أن قوله مقبولٌ عند من يخاطبهم، قاله، وإلا أخفاه!! ماذا تسمي هذا يا دكتور؟! المسلمون يسمونه (نفاقاً)، وهو عندهم أسوأ خصال الرجال والنساء.. أرجو ملاحظة موضوع اللسانين في جميع أقوال ومواقف د. النعيم.
عندما اطلع د. النعيم على نصه هذا الذي نقلته، هاج واشتاط غضبا، وهاجمني، وقال: “هذه الترجمة ركيكة ومتعنتة، وتتجه للتجريم وإلقاء ظلال الإنتهازية والجبن”، وهذا يعني أن رأي د.النعيم بقوله المذكور أنه يقوم على الإنتهازية والجبن.. والنص المنقول أساساً من كتاب باللغة العربية وليس فيه أي ترجمة.. وبهذا القول الأخير يشهد د.النعيم نفسه أن قوله الذي نقلناه من كتابه هو قول باطل، وتنطبق عليه الأوصاف التي ذكرها من الإنتهازية والجبن.
قد يفاجأ الذين لم يطلعوا على أقوال د.النعيم على ما أوردناه هنا من أقوال، ولكن هذه مجرد نقاط بسيطة مما يقوله، فلا يوجد شيء أساسي، في الإسلام عامة، أو في الفكرة الجمهورية خاصة إلا وله أقوال متعددة تناقضه تماماً، وسنرى ذلك في الحلقات التالية.
المراجع:
المرجع: محاضرة قدمها النعيم بتاريخ 30 سبتمبر 2012، ضمن (سِمِنار القرآن) الذي استضافته جامعة نوتردام، لمدة عام اعتبارا من 30/09/2012، وكانت محاضرة النعيم أول محاضرة في السِمِنار من الساعة 7:30 إلى الساعة 9:00 مساء.
وصلة مشاهدة المحاضرة، والاستماع إليها، على الرابط التالي:
http://law.nd.edu/events/2012/09/30/121 … m-lecture/
من فيديو بعنوان: أثر الأستاذ محمود محمد طه على مشروع النعيم (مايو 2008 – جامعة أوهايو على الرابط: http://www.youtube.com/watch؟v=Qrq1Y34NjBshttp://www.youtube.com/watch؟v=Qrq1Y34NjBs
من المحاضرة التي قدمها النعيم بالدوحة، 17/5/2013، على الرابط التالي:
من مقابلة مع جريدة الأهرام على الرابط:
http://digital.ahram.org.eg/articles.aspx?Serial=961510&eid=3267
صحيفة أجراس الحرية، لقاء أجرته لبنى عبدالله، 27/ ديسمبر 2008م
المرجع: ذي أميركان لو ريفيو (العدد 44: صفحة 1383)
The American University Law Review (Volume 44:1383)
الرابط:
http://digitalcommons.wcl.american.edu/cgi/viewcontent.cgi?article=1490&context=aulr
الإسلام وعلمانية الدولة ص 55
يتبع
* رفاعة
في 20/1/2023م
يقول د. النعيم: “مافي حاجة اسمها دولة إسلامية!! مجرد عبث!! مجرد خطاب يعني جاز علينا لأننا نحنا ما بنعرف تاريخنا بالقدر الكافي!! ولا بنعرف مصادر دينا بالقدر الكافي!! لو بنعرف مصادر دينا وتاريخنا بالقدر الكافي بنعرف إنه الكلام دا ما عندو أساس!!
غايتو أنا مع أستاذي القانوني البروف عبد الله النعيم في عدم وجود أساس للدولة الاسلامية وبالأحرى (الخلافة الاسلامية) المفروض تكون هناك دولة أو دول مسلمين. فدولة المدينة هي وحدها الدولة الاسلامية تاريخياً لأن رئيسها نبي ورسول كريم معصوم يوحى إليه ولا يخلفه أحد في ذلك إلا أن يكون نبياً أو معصوماً كما تزعم دولة الشيعة الإسلامية – فهم تورطوا في مفهوم الخلافة فاضطروا للقول بعصمة أئمتهم الرؤساء وإلى مفهوم الوكالة عنهم حينما لم يجدوا ذلك الإمام المعصوم في واقعهم. وإمعاناً في مفهوم الخلافة والعصمة عندهم جعلوا الإمام من عترة النبي ولا يجوز لأحد غيرهم.
لقد كان لدولة النبي الرسول الكريم في المدينة مهمة رسالية محددة وهي تأمين اكتمال الرسالة و حرية تبليغها قومه جميعاً في جزيرة العرب لينهضوا بذلك (تبليغ الدعوة المكتملة) من بعده بعد اكتمالها وانتقاله للرفيق الأعلى، تاركاً لهم كذلك تطبيقها في أنفسهم ومجتمعاتهم ودولتهم أو دولهم – وهي تسمى دولة أو دول المسلمين وليست الدول الاسلامية. فالمسلمين من بعد صاحب العصمة مواطنون متساوون فيما بينهم في الحقوق والواجبات الشرعية أي في إطار أحكام الشرع المكتملة باكتمال الرسالة وتمام الدين.
وحيث المسلمون والذميون المواطنون في دولة المدينة كلهم متساوون في الشأن العام أو المصالح الدنيوية العامة، وحيث الدولة ما هي إلا جهاز تنظيمي وإداري لمباشرة تلك المصالح العامة فكان من المفروض من تطبيق آية الشورى (وأمرهم شورى بينهم) 38 الشورى أن يتجه التطور في شئون الحكم نحو الديمقراطية المقيدة بأحكام الشرع وأخلاق الإسلام التي تراعي حقوق غير المسلمين من رعايا الدولة. فالشريعة الإسلامية لا تطبق أحكامها على غير المسلمين ولكن فيما عدا ذلك فلا فرق بين المسلم والذمي من مواطني الدولة ولهم حقوق متساوية في تنظيم مصالح المجتمع العامة وإدارة آلية الدولة التي تحققها. وبما أن إدارة المتساوين للدولة تعني حكم الأغلبية العددية أو الديمقراطية في نهاية المطاف. فرئيس الدولة و الوزراء والحكام يفترض انتخابهم وإلا فلا شرعية لهم استناداً إلى تطبيق آية الشورى الملزمة للجميع حكاماً ومحكومين والتي لا يتصور تطبيقها إلا في صورة الديمقراطية أي أغلبية المتساويين ولا أحد يملك ميزة أو عصمة أو فيتو على الآخرين.
ولكن شورى المسلمين بدأت بالبيعة وهي نوع بدائي للديمقراطية التي يمثلها الأعيان ووجوه القوم والقبائل الذين لا يمثلون بطريق مباشر إلا قبائلهم، وللأسف جمدت الديمقراطية في هذا الطور حتى تولى بقايا الجاهليين من بني أمية زمام الأمور فجعلوها ملكاً عضوضاً ولم يرف لهم جفن – وأما علماء الأمة وفقهائها بدلاً من أن يستنبطوا الشورى الملزمة ويلزموا بها الحكام أصبحوا وللأسف يستنبطون الأحكام من أنظمة الحكم الواقعة فانصرفوا إلى تفصيل سلطات الإمام أو الرئيس الأعظم وشروط أهليته حتى قالوا بأن يكون مجتهدا أو فاسقاً وغضوا النظر عن التوارث الحاصل بالبيعة القهرية لمن له الغلبة.
+
أما عن قول النعيم بأن الدين صناعة بشرية – ولعله يقصد التدين وليس أصل الدين الذي نزل على الرسل لأنه ربط بين الدين والثقافة. فالثقافة هي تَمَثُّل مفاهيم ونُسُق معينة والتأثر بها في النظر للأمور والتعامل معها في خاصة النفس ومع الغير وكذلك التديُّن هو التأثر بالمفاهيم الدينية، أي التي أتت بها الأديان في أصلها والتمثل بها من الفرد في حياته ونظرته لنفسه والغير . فالدين أي أصل الدين المنزل على الرسل لتبليغه للناس هو المصدر المؤثر في البشر وتدينهم وثقافتهم الدينية – ولا أعتقد أن البروف النعيم قصد بمقولته (الدين صناعة بشرية) يقصد مصدر التدين كما لم يذكر مصادر الثقافة وانما يتكلم عن التأثر بمصادر الدين والثقافة وهو التدين والتلبس بالثقافة الناتجة من مصادرها وأحداثها التاريخية. بروف عبد الله النعيم كما أعرفه أستاذا لنا في القانون شخص شديد الذكاء وشديد التدين لا أذكر أنه كتب ملصقاً في النشاط في جامعة الخرطوم يرد على شئ لا أذكره ولكن أذكر هذه العبارة تماماً وهي قوله (I am a committed Muslim..) أي مسلم وملتزم كمان فكيف وصل إلى إنكار ألوهية مصدر الدين؟؟ لا اعتقد ذلك وأنا هنا أدافع عن المنطق وليس صحة تدينه وآرائه الدينية. فهو إذا كان ينطلق من الفكرة الجمهورية في تدينه فأنا لا أؤمن بها أصلاً كما لا أؤمن بكثير من الثقافة الفقهية البشر ية ولا أقدسها إلا بقوة منطقها والقناعة التامة بمصادرها من المرويات ولا أقبل ما يخالف المصدر القرآني مخالفة ظاهرة ومعقولة بأنها تناقض مفاهيم واضحة ومعقولة مستفادة من نصوص الكتاب.
هو قال (الدين صناعه بشريه) وانت تجادل في انو بيقصد ‘التدين’!!! . خالد الحاج اورد نص بالانجليزيه اعلاه يقول فيه النعيم بوضوح لايقبل الشك بان الدين صناعه بشريه.
النعيم يعني تماما مايريد قوله وهو هنا يلتقي في افكاره مع محمد محمود الذي كتب كتابا كاملا يدعي فيه بان الاسلام صناعه بشريه.
هل انت تعرف مايريد قوله اكثر منه؟
هذا الكلام للأذكياء فقط، فالبروف شخص متدين ولا زال جمهوريا يؤمن بها ومتدين بها على المستوى الشخصي كأي متدين بدين حسب قناعته به، ولكنه ناقد لخلط الدين أي دين بالدولة وقال هذا ردا على الأستاذة أسماء محمود محمد طه التي كانت حاضرة في الندوة وقدمت مداخلتها إذا شاهدت الڤيديو ورد عليها ولم يخالفها في شئ وانما قال لها ” دا كللو خارج الدولة” مجملا بذلك رده على من سألوا عن كيفية ممارسة المتدينين لأحكام دينهم في الدولة العلمانية فقال ذلك ممكن بالتراضي بين الأطراف بشرط حصر الأمور بينهم دون مساس بحقوق الغير وإلا فإنهم سيلجأون لقانون الدولة الرسمي المستمد من القواعد المدنية وتطبقه المحاكم. فالأستاذ لا يستبعد الأديان على المستوى الفردي وهو كما ذكرت في تعليقي شخص متدين وملتزم بثقافته الدينية- ولكنه يستبعد أي دين وأي ثقافة دينية من التبني بواسطة الدولة. والبروف مفكر ذكي فلا يمكن أن يحتفظ للفرد بدينه وتدينه ثم يتدخل في تدين الغير وينفي ألوهية مصادرها التي يؤمنون بها كما يؤمن هو بدينه الخاص. وقوله بأن الدين صناعة بشرية فذلك لأن المصادر الدينية المنزلة تطبق بفهم بشري وكل فرد يختلف عن الأخر في ذلك رغم اعتناق الجميع ذات الدين ويأخذون من ذات المصدر. وكذلك درجات التدين، والتدين هو القناعة والثقافة الدينية الفردية الناتجة عن الأصل الديني المنزل والتي يلتزمها الفرد – والبروف يريد أن يمنع الدولة من الاستعانة بهذا التدين لذلك يرفض التدين و أصله أو مصدره كمكون في الدولة. يعني باختصار يقول الدين للفرد و الدولة لا دين لها وليس في هذا كفر بأصول ومصادر الأديان المنزلة على الرسل وانما يستبعدها بفهم لكم دينكم ولي دين. فالافراد لكل دينه ودرجة تدينه فيه أو به والدولة لا دين لها أو دينها المدني الذي يأمرها بألا تستعين بأديان الأفراد ولا تدينهم أو بثقافتهم الدينية ولا تتدخل فيها بالمنع أو التبني في النطاق الفردي ولكن تمتنع عن تبنيها بحيث تطبق على الغير بسلطان الدولة.
أنا فعلا أعرف النعيم وقد تعاملنا معه وجها لوجه ونحن طلابه في الكلية ووقتها قلنا له إن اعتناق الفكرة الجمهورية كفر وردة عن الاسلام قال لينا ياتو اسلام إذا إسلامكم بتاع القرن السابع الميلادي أن فعلا كافر به ونصحنا بدراسة الفكرة الجمهورية جيدا وفيها الاسلام الحقيقي في رأيهم ويشهد بذلك كل الدفعة ومنهم من اعتنق الفكرة وأعلنها وصار من ضمن المجموعات التي تعرضها في الجامعة تحمل الكتيبات المنسوجة بخط يد النور حمد الترابي آنذاك فهو أستاذ فنون خطه ورسمه جميل بينما كان الدالي والقراي يتولان النقاش والمجادلة في منتدى النشاط وقد استمرا قائمين هناك إلى يوم شنق الأستاذ بكل رباطة جأش وكنا نتحلق حولهم وكان دالي ينفي أن يتم ذلك وسوف تظهر معجزة تمنع ذلك ويؤكد لو حصل هذا فسوف يختفي ويعتزل الفكرة وفعلا اختفى وما عاد للنشاط ولم نره حتى تخرجنا.
انتما الاثنان اما آن لكما ان بعد هذا العمر أن تتوقفا وتنظرا للى حالكما وتتعرفا على الدين عن قرب فعرابكما محمود محمد طه قد مات وشبع موتا مع ان اتباعه كانوا ينتظروا المعجزة عند اعدامه وبأنه لن يموت فانتما تعرفان جيدا ان الطريق الذى تسلكانه ليس جديدا فلقد اقتبسه صاحبكما من ابن عربى والحلاج وغيرهم من المجدفين والفلاسفة .. توبا الى الله وانسوا حكاية المسيح المحمدي وتفضيل آيات القرآن مكية ومدنية .. هل دار بخلدكما لماذا بعض الشباب اتبعوا محمود محمد طه ! فقط لانه كان يجعل الفتيات يعرضن كتبه فى الشوارع والطرقات .. الدين بسيط وساهل ولايحتاج لكل هذا التعقيد وحكاية ان الانسان الكامل هو الله وحكاية اخذ الشعائر كفاحا وان الصلاة سقطت عن صاحبكم والصوم الخ ..