مقالات وآراء سياسية

قصة علمتني ان للخطأ الف علاج ، ولكن هيبة الجيش خط احمر …

خليل محمد سليمان

بعد التحرج في الكلية الحربية، و انا ملازم  جديد لنج حسب فارغة الجيش لسة إسمي مكتوب بقلم الرصاص ، تم تعيني ضمن سرية تتبع لقوات من تركاكا إنضمت حديثاً للسلام الذي قاده الزبير محمد صالح “بإسم السلام من الداخل” .

في ذات اليوم الذي تم تعيني علمت ان وجهة السرية الي فشلا ، معي في السرية دفعتي م.ع .

درجت العادة في العهد البائس التعين الي العمليات تأتي الاولوية الي الضباط المغضوب عليهم (الرمم) المصطلح دا طبعاً يُطلقه الكيزان علي ايّ ضابط لا يتبع للجماعة حتي لو كان إمام المسجد ، ويسمونه جهاداً في البروباغاندا التي صدعوا بها امة لا إله إلا الله.

هذه السرية لم تكمل شهر تدريب ، حيث هم قادمون من التمرد “طازة“ زي ما بقولوا.

وجدنا كتيبة تتبع للدفاع الجوي ، واخرى لحرس الحدود وقائد قيادة فشلا سعادة العميد سيف دفاع جوي من ضباط التأهيلية ربنا يطراهو بالخير.

بعد فترة من وصولنا الي فشلا افادني عنصر الإستخبارات في السرية ان هناك عريف يدعوا الافراد للتمرد.

بدأت التحري ، فتأكدت من صحة المعلومة ، حيث تحدث مع اغلب افراد السرية كلٌ علي حدى.

كانت الخطة ذبح الضباط ، وهم نيام ، واخذ العتاد ، والإنضمام الي قوات التمرد.

قمت بالتحري ، وتشكيل مجلس تحقيق ، ثم خلاصة بينات ، ثم شكلت محكمة كنت رئيسها ، وعضوية رقيب.

المهم استعرضت شهادة كل افراد السرية امام المتهم ، والكل قال الكلام الذي قاله له بالتفصيل.

بالبلدي “الحكاية لابسة صاحبنا حسب إفادة الشهود“ .

حسب فهمي كان لابد من عقاب يوازي حجم الجريمة التي كانت ستؤدي الي القتل ، و التمرد ، وربما تخلق فوضى ، وتؤدي الي سقوط المنطقة.

بعد ان تداولت الحديث مع العضو في المحكمة ، قررنا الآتي..

“العزل من الرتبة ، والطرد من الخدمة ، والإعدام رمياً بالرصاص” .

المهم بعد إصدار هذا الحكم ، في جمع الطابور ، بهيبة خضع لها الجميع ، تم ترديد الحكم حسب المعمول به في مثل هذه الحالة ، تأبطت عصاي باليسري ، وبيدي ملف القضية في طريقي الي قيادة المنطقة.

اول ان دخلت الي حوش منزل القائد ، ومقر القيادة اديت التحية حيث كان جالساً لوحده فرفعت تمام وحدتي ، واخبرته بالقضية ، وقرار المحكمة ، آي والله كنت جادي إنها محكمة عدييييل كدا..

طبعاً انا الآمر بالتشكيل ، وانا رئيس المحكمة ، يعني الكل في الكل ما ناقصني ايّ حاجة، والحمد لله.

في هذه اللحظات نهض واقفاً ثم جلس علي الارض ، ويديه علي رأسه “دي مُصيبة شنو يا ملازم السويتها دي” .

بكل ثقة قلت له مافي مشكلة سعادتك راجع الإجراءات ، والأمر متروك لسعادتك.

بعد ان هدأ ، وإلتقط انفاسه دخلنا الي مكتبه ، فقال لي انا ممكن هسي اشرط المصيبة الانت عملتها دي واجدعها في سلة المهملات ، بس دا ح يهز صورة الجيش ، وهيبته امام الجنود.

المهم ح اشرح للقيادة ما حصل واول طيارة ح ارفعو فيها الي الخرطوم وتتم محاكمته هناك.

ثم اردف .. اقيف إنتباه يا ملازم..

انت يا ملازم لسة إسمك مكتوب بقلم الرصاص ، يعني ما عندك صلاحية تعزل وكيل عريف ، تقوم تحكم ليك عسكري بالإعدام.

بطل كلام فارغ ، إنصراف..

كسرة..

ذكرني هذه الحكاية مقتل ملازم بالامس علي يد احد جنوده ، داخل الوحدة رمياً بالرصاص ، له الرحمة ، والمغفرة ، وربنا يربط علي قلوب اصدقاءه ، وزملاءه ، واهله.

ما وصلت إليه القوات المسلحة من ضياع الهيبة ، والهوان الذي ضرب كل اركانها ، وعدم الإنضباط اصبح واضحاً لا تُخطئه العين ، بالتأكيد كل ما سبق ، سيدفع ثمنه كل افراد القوات المسلحة ، من ضباط ، وضباط صف ، وجنود.

<الحمد ، والشكر لله الذي قذفت بنا اقداره الرحيمة خارج هذه المؤسسة باكراً قبل ان نشهدها تحت قيادة محمد عثمان الحسين ، اول رئيس اركان جيش منذ الخليقة يؤدي التحية العسكرية لقائد مليشيا أنشأها جيشه.

وآخر يستجوبه ذات الجنجويدي يجلس امامه كطفل لم يبلغ الحُلم خوفاً ، وإرتعاداً ، ورهبةً ، لما لم يكن كذلك ، وقد ادى قسم الولاء لغير الجيش ، وعزة السودان ، وشعبه.

هذا الجيش الذي يتم ربط ضباطه بالحبال ، وضربهم بالسياط كالبعير امام جنودهم ماذا ننتظر سوى ان يتفاهم افراده مع قادتهم بالذخيرة ، وقتلهم في طابور الصباح! .

‫5 تعليقات

    1. وكأنك تقصد السجمان البرهان عميل الموساد المنافق خائن العهد مؤدي التحية وهو بزيه العسكري لرئيس بلد تحت قواته ارض السودان؟ ام تقصد من جلس ذليلا كسيرا اما الشيوعي بوتن مستجديا الحماية؟ كيزان قرف.

  1. يا خليل بعض الكلام لا يجب أن يقال في الإعلام لانه لا يقود الا الي الفتنة والفتنة اشد من القتل…بلادي وان جارت على عزيزة وقومي وان ضنوا على كرام.

  2. خليل دا ما بخجل من الكلام البكتب فيهو دا
    قتل واعدام
    الكتابة الصحفية عندها اصول وبتعتمد على التجارب والخبرات لفاىدة القراء والمجتمع وهو بلا خبرات غير رحلة واحدة الى كركاكة وكان مع اناس قتلة ومستفزين امثال الزبير وغيره من ذكر
    فالافضل له ان يبحث عن مهنة اخرى حتى لا يؤذى المشاعر

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..