مقالات وآراء

التعليم في وضع أليم

 فارس محمد 

الحراك الطلابي له دوره ويفرض وجوده في كل الثورات السودانية بنضاله السلمي بجهد عضلي وذهني والتاريخ باعتزاز يذكر ان الجامعات السودانية لها ما كان من ادوار في تحقيق انتصارات شعبية خالدة.لقد كان النظام البائد قائم على مشروع دولة شمولية ورهن بقاءه بعدم وجود مناخ يهيىء لقيام برامج او قوى معارضه و مهددة لبقائه ، فقام من مصلحته بقمع الحريات بشكل عام ومنها حرية الانشطة الطلابية والسياسية بالجامعات بل وتم منع الانشطة الطلابية بكافة أنواعها في جامعات سودانية عديدة “مع العلم ان الحرية في الأصل حق من حقوق الانسان” ؛ يضاف إلى ذلك استهداف وعرقلة النظام البائد للطلاب المعارضين للدولة الشمولية بدرجات تؤثر على مستقبلهم المهني والذي ينتج عنه اعراض الطلاب عن الانشطة والبرامج الثورية لضمان مصالحهم الاكاديمية وهنا يتمثل المشهد “عليك أن تختار اما الرصاص او الفضة”.

نتج عن قمع الانشاط الطلابية عدم إلمام كافي في أوساط الجيل الحديث لمفاهيم ومعايير مختلفة منها السياسية والثقافية والنقابية وغيرها من المفاهيم وذلك بسبب عدم توفر أدوات المعرفة والمناخ المناسب لتلقى المعرفة وايضاً لعدم تشبع الانشطة الطلابية بالمحتوى الكافي من المعرفة تحت ظل قبضة الدولة الشمولية التي كانت تحارب المعرفة والحريات لضمان بقائها في السلطة.

ونتيجة لذلك التقييد الشديد لقد شهدنا في ثورة ديسمبر داخل الجامعات الخاصة حراك طلابي ثوري مضاد لكبت الحريات ومعانق لشعار الثورة “حرية سلام وعدالة” الا اننا لم نشهد استمرارية للحراك ولتلك القوى الثورية الطلابية ويرجع ذلك إلى أسباب عدة أهمها عدم تحقيق قيمة الحرية في ظل حكومة المرحلة الانتقالية والتي تتجسد برفع سقف حريات الانشطة الطلابية بالجامعات المعنية.

حرية الانشطة الطلابية بدورها كانت لتسهم في ايجاد المعرفة والإلمام الكافي والمطلوب لتجسيد موقف الطلاب الثوري من المرحلة الوطنية الآنية ، لانه مع رفع سقف حريات الانشطة الطلابية ُتطرح وتضخ في أوساط الطلاب القيم المعرفية وبذلك تزداد امكانية ايجاد مواقف و قرارات ثورية طلابية مبنية على الوحدات والكتل الثورية الناتجة من الأنشطة الطلابية الثورية الحرة.

إن الصدمة النفسية الناتجة أولاً من تخاذل حكومة الفترة الإنتقالية في تحقيق استحقاقات ومطالب الطلاب وثم بشيطنة القيادات الطلابية لتلك القوى واستهدافهم الاكاديمي المستمر حتى في ظل حكومة المرحلة الانتقالية بالجامعات المعنية عبر أذرع الدولة العميقة وادارات الجامعات وبالقدرات الطلابية المعرفية المحدودة نتج عن ذلك معارضة طلابية ذاتية للأنشطة الطلابية وخصوصاً الثورية والسياسية والثقافية مع الإكتفاء بقدر من الانشطة الطلابية الترفيهية هذا إن وجد وسمح به من قبل ادارات الجامعات وذلك مقابل حفظ المصالح الاكاديمية والمستقبلية المهني .

نفتقد اليوم الحراك الطلابي الثوري الذي كان في يوم من الايام الخنجر المسموم في صدر الطغاة ، الحراك الطلابي الذي قدم الشهداء واالتضحيات وحقق انتصارات على امتداد تاريخ  وربوع الوطن .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..