مقالات سياسية

 تعطيل الدراسة بأمر الإضراب ام الإجازة

د. السموءل محمد عثمان

 

الدراسي في مهب الريح ، ولتقول  ياصديقي وطن  في مهب الريح.

يكون الوطن في مهب الريح إذا لم يدرك المسؤولون فيه أهمية التعليم والمعلم، ولم تشغل قضايا التعليم اهتمامهم.

بينما ابني الصغير ، التلميذ  في الصف السادس اساس ، يقلب كتابه ومذكرته استعدادا لإمتحان التاريخ صباح الغد ، فأجته  بالإجازة. وأصبح يوجه لي كثير من الأسئلة ، بعضها جاوبت عليه وبعضها صعب على ولم أجد له إجابة.

بدلا من هذه الإجازة المفاجئة والارتجالية ، كان الأجدي محاولة سماع صوت المعلمين ومحاولة حل المشكلة ، على الاقل ان يشعر  المعلمون بأن من يتولون أمر الوزارة معهم في خندق واحد.

 

 

الثابت أن أهل وزارة التعليم ، هم اساسا من حقل التعليم ، والأقرب ان يكونوا  اكثر انحيازا لقضايا المعلم ، ولا يلاون النقابة ، لأن في هذا دمار التعليم ، كما افترضنا من قبل أن مدراء الجامعات واساتذتها يجب ان ينحازوا لطلابهم في موضوع رفض زيادة الرسوم الجامعية ، هكذا هي طبيعة الأشياء.         القائمون على أمر وزارة التعليم هم الأكثر دراية بمعاناة المعلمين ، لذا يجب أن يكونوا الأكثر استجابة لها ، يجب ان يكونوا  اكثر بعدا من السياسة والائتمار بأمر أهل السياسة.

لقد ظل المعلم طوال الفترات السابقة يتلقى الوعود بزيادة راتبه وتحسين وضعه ، مرات عديدة ، وعود ووعود ولكن لم ينال المعلم مايستحقه ، مع اعترافنا كلنا بدور المعلم وبحقه علينا ، ولكن لم نصدق الوعد معه.

ظل المعلم يكابد في أقسى الظروف وهو يؤدي اشرف مهنة وهي التعليم الذي تبني به الأمم ، وكثير من الدول من حولنا نهضت وتقدمت بفضل الاهتمام بالتعليم وإكرام المعلم.

المسؤولون عندنا لم يقروا   تاريخ الامم جيدا ، ليدركوا كيف نهضت الأمم من حولنا.

ولك أن ترى أين مسير دولة لا تنصف المعلم وتربط التعليم الجامعي بالرسوم التي تمثل عبئا على كثير من الأسر ،      حكومتنا لا تنصف المعلم ، وترهق أولياء الأمور بالرسوم من رسوم الامتحانات الشهرية، والمساهمات الأخرى ، وتريد أن تسير المدارس من جيوب أولياء أمور الطلاب ، في ظل بيئة مدرسية تفتقر لأبسط المعينات الدراسية.               حكومتنا لاتهتم بأمر التعليم ولا أمر المدراس ، بل تريد أن يكون التعليم مصدر من مصادر جبياتها. إذا لم يشغل حكامنا  موضوع التعليم والمعلم ، فماذا ياترى يشغل بالهم وبماذا يهتمون.

ماذا تريد حكومتنا ان تحكم وهي  تحقق الفشل ، بل قل تصنع الفشل يوم بعد يوم في موضوع التعليم والصحة وكل الخدمات التي هي حق للمواطن ، تصنع الفشل لأنها تتفنن في ذلك.

إلى أين نسير ، والمسؤلون ياتون بهذه الإجازة الارتجالية والمفاجئة من أجل فقط أن يفشلوا إضراب المعلمين ، هذا كسب سياسي رخيص ، وكلنا يعرف ان للمعلم قضية تستحق الاهتمام وتستحق الحل والانصاف .

ماذا ننتظر  بعد كل هذا.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..