مقالات وآراء سياسية

المخابرات المصرية في السودان : من توزيع الاعانات المالية الي توزيع المخدرات

أسامة ضي النعيم محمد

 

الرجوع الي المصادر المصرية هو طريقي للدخول الي عقلية حاكم مصر ، ينطلق من ارث حاضرفي صحف يقلبها، لا يكلف جهة بحثية يسمع منها في  تكوين وبناء علاقات  ندية  بين دولة مصر ودولة السودان ، هي  عند الحاكم اما عودة الاقليم الجنوبي الي حضن مصرأو تكامل يعلو فيه كعب مصر.

مذكرات الصاغ صلاح سالم – دراسة وتحقيق عبد الرازق عبد الرازق عيسي ، أنقل منها  مقتطفات : أدت كثرة الاعمال داخل مجلس  القيادة الي فرض ظروف ينفرد فيها البعض بمسئوليات تحتاج الي التشاور ، فانفرد صلاح سالم بأخطر ملف ، السودان.

تعامل صلاح سالم في مقابلاته مع بعض زعماء السودان بأسلوب الضباط وليس بأسلوب السياسيين ، كما أن تجمع بعض ضباط الصف الثاني الذين كونوا شللا خاصة لكل عضو من أعضاء المجلس حال بينهم وبين الرؤية الكاملة.

لجأ صلاح سالم في كثير من الاحيان الي سياسة الاعانات المالية لتوزيعها علي الاحزاب والشخصيات السودانية ، وهو ما أثاراعتراضات البعض علي ذلك ولكنه سار في طريقه غير عابئ باعتراضات ، وسياسة توزيع الاموال علي السياسيين كانت في أغلبها مفسدة ، وأدت لانهيار السياسة المصرية في السودان وتوصم المتعاملين مع مصر بالرشوة.

أخذت بذور التناقض تنمو بين الازهري وصلاح سالم ، الذي فقد الكثير من شعبيته في السودان – نتيجة لموقفه المتشدد مع محمد نجيب – وأثارصلاح سالم ضد الازهري فريقا من حزبه بقيادة محمد نور الدين نائب رئيس الحزب ، وأثار ضده فريقا من الجنوبيين كقوة ضاغطة ، وفي النهاية خرج الازهري عن الخط الاتحادي خوفا من الحكم العسكري في مصر.

ويرسل الصاغ صلاح سالم تحت عنوان زيارة السودان الاستفهام التالي : وهل حقيقة طردني اسماعيل الازهري رئيس وزراء السودان ورئيس الحزب الوطني الاتحادي حينما زرت السودان في هذه المرةالاخيرة عقب الاستقلال – وهل طلب سياته محاكمتي كما أقسم علي ذلك كل المذيعين في راديو بغداد ولندن والشرق الادني واسرائيل؟ .

ما جاء في الاسطر القليلة بقلم مصري يعكس أزمة العلاقة بين حاكم مصرودولة السودان ، يتواصل  توزيع الاعانات المالية والشقق السكنية علي بعض الشخصيات الحزبية والناشطة في السودان كسلاح في ترسانة المخابرات المصرية ترويض بعض الشخصيات الحزبية وزعماء الحركات المسلحة السودانية تذهب فيه المخابرات المصرية الي التهديد ببث مقاطع فاضحة ، ينزوي الزعيم السياسي و(يلم ديله) ويظهرعلي قناة الجزيرة ليتحدث عن مصر الجمعية الخيرية التي توفر العلاج والتعليم والسكن للسودانيين.

ثورة ديسمبر2018م قلبت الموازين ، وضعت مقرر دراسي صعب علي حاكم مصر فهمه ، ارسل درس عصر للبرهان تمثلت في فض الاعتصام وقبلها انشاء بؤرة كولمبيا للمخدرات ، بالرغم من ذلك لم يهدأ الشارع وتحرك الجيل الجديد بأدوات سلمية عنيدة ، احتارت المخابرات المصرية في كبح جماح هذا الجيل ، كان سلاح (الايس) وبقية أنواع المخدرات ما خرجت به الان المخابرات المصرية ، الدفع بشاحنات المخدرات لكسر شوكة الشباب لقبول المبادرة المصرية ، رفض الجهد المصري المتأخر أجج حراك  المخابرات المصرية ، تنقل الان المخدرات الي داخل الاحياء في مدن العاصمة المثلثة توزعها معطونة بالحلويات وبأشكال جاذبة. الحاكم المصري يلعق أثررفض المبادرة المصرية ويرد الصاع بالدفع بالمزيد من (الايس) وأنواع المخدات الاخري.

وتقبلوا أطيب تحياتي.

 

 

 

‫2 تعليقات

  1. على الشعب السوداني كله مقاطعة المنتجات المصرية كل المنتجات حتى تفشل حملة الآيس وغيرها …الله يسوس أمخاخهم السيسي والبرهان وكلابهم أعداء الوطن

  2. يا حبوب،
    مساء الخير.
    لكن يا اسامة اثبتت كل الوقائع ومحاضر الشرطة وادارات الجمارك في الموانئ والمطارات، ان المخدرات التي تم ضبطها في السودان سواء بالحاويات او بالطرود جاءت – تحديدآ من تركيا ولبنان وسورية وافريقيا الوسطي وتشاد واسرائيل وايضآ من مصر -، وهذا يعني ان عصابات المافيآ تنشط في هذه البلاد ولا تقوم حكوماتها بمساعدة المهربين، لو تمعنا في الاخبار المصرية نجد انها كتبت كثيرآ عن ضبط مخدرات دخلت الي مصر، وهذا يعني ان مصر نفسها تعاني من خطر المخدرات مثلها مثل دول عربية كثيرة… اكتب هذا التعليق لا دفاعآ عن مصر، ولكن لاننا كلنا في الهم شرق والخطر علي مصر والسودان واحد…. لك كل المودة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..