مقالات وآراء

(ملهيات وصغائر).. بين التفاهة والفكاهة (1)

عثمان شبونة

* أن تكون تافهاً يعني أن تترك عقلك (مرجيحة) للصغائر المعلقة في (حيطان الإنترنت) بيد السلطات الخبيثة؛ لا تتورع طوال الوقت من متابعتها والتعليق عليها والعناية بأمرها؛ بينما يمر حدث كبير مؤثر على الحياة وأمنها؛ هذا الحدث لا ترغب السلطات في انتباهتك نحوه؛ فتخفف صدمته بصناعة ملهيات لك (كما هو معلوم).. في هذا الخصوص فإن السودان بسلطاته التافهة ــ أمس واليوم ــ هو النموذج الحي.
* الإشارة الآنفة إزاء مسألة إشغال الناس بالعبثيات والحيل الاستهبالية؛ كررناها من قبل بصيغ مختلفة؛ نؤشر بها لكافة الأجهزة الاجرامية المسخرة للسلطة؛ والتي لها مصلحة مادية بنشر الإشاعات وتطويق الأغبياء منا بفخاخ الجدل في ما لا يفيد الشعب عبر مواقع التواصل.. من بين هذه الأجهزة لا نستثني الشرطة.
* كمثال خذ (فيسبوك): بينما ننشغل بتفاهات وفكاهات مكتوبة في غير مكانها أو غير زمانها؛ وبينما تصادر الملهيات تفكيرنا؛ تتلاشى قيمة الجيش نحو العدم في بلادنا ــ كأخطر ما يكون ــ تحت سنابك المليشيات المتمددة بتخريج دفعات جديدة..! تتلاشى الدولة نفسها باختطاف شامل يدحرجها للدرك الأسفل في أي جانب مرئي.. ثم لك أن تتيقن أنها دولة محتلة (يتحكم فيها عملاء يلبسون الكاكي ــ ضباط مزيفون جنجويد ــ وزير ماليتهم كوز وقائد مليشيات)! هل في جراب الرذائل المحلية مساحة لسوء آخر؟!
* (نحن يعنينا السودان).. لو عملنا بهذه الجملة البسيطة جداً ورددناها في السر كلما أغوانا الوسواس؛ لما دفعنا جهد الدماغ لشراء ما لا يعنينا من زبد الملهيات؛ ولما غلب على مجموعاتنا العنكبوتية الاستسهال بقتل سحابة الوقت تجاه أشياء لا ترفع السودان شبراً من عَاثورِهِ المزمن..! السودان الذي لا يتآمر عليه العسكر والجنجويد والكيزان وحدهم؛ بل حتى نحن الذين نضعه في حدقاتنا متآمرون بدرجات غفلتنا وتقصيرنا في مواجهة شرور هؤلاء.
ــ ما الذي نستفيده أو يغير حياتنا إيجاباً حين نشد أوتار التفاهات أو نقرع صفائح الخصوصيات فنشغل أنفسنا ونشغل غيرنا؟! علماً بأن الأخطار السياسية؛و الاقتصادية؛ والأمنية؛ محشودة أمام أبوابنا مباشرة؛ بفعائل السلطة التي ترمي لنا سنانير (المُلهِيات).
أعوذ بالله
ــ نواصل ــ

الحراك السياسي

تعليق واحد

  1. (ما الذي نستفيده أو يغير حياتنا إيجاباً حين نشد أوتار التفاهات أو نقرع صفائح الخصوصيات فنشغل أنفسنا ونشغل غيرنا؟!)
    تفصد خبر اغتصاب ابنة امين لجنة التفكيك الذي مثل سقوطا كبيرا لأسرتها التي ادعت في البداية أنها اغتصبت وقد سعى ابوها دون حياء لكسب التعاطف بطريقة خائبة، أم خبر الدكتور الذي خرج ولم يعد وانتشر على نطاق واسع انه تزوج واسرته تقول الرجل ما يزال مفقودا، وقد لوحظ بالفعل ان الخبر قد تم تضخيمه بشكل مبالغ فيه وربما كان للكيزان والانقلابيين مصلحة في ذلك للتشويش على جهود حل الأزمة.
    الله يعين البلد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..