لماذا انتشار ظاهرة التنمُر والتجريح في النقد !!

ياسر عبد الكريم
الإجابة السريعة على هذا السؤال هي : الإفتقار أو الجهل لقواعد النقد الشخصى والنُصح
كم من واحد منا أطبق على صدره سره ومات حسرة لأن لا أحد يستمع إليه ولم يمكنه من أن يقول شئيا ينفع الناس خوفا من النقد والتجريح ومن متطوعي اثارة الضغائن بنقدهم الجارح ؟ .
المتتبع للوسائط يجد النقد الغير موزون او الغير مستند الى معلومات دقيقة فتجد المنتقد يمارسها كهواية وانتشار البذاءة في اثناء النقد … الكثير منا ميالون إلى التجريح أكثر من ميله إلى النقد لأن النقد مناقشة هادئة … والتجريح مناقشة دامية .. وتجدهم ميالون للدم في الكلام .
هناك قواعد يجب مراعاتها كامله وليس قدر الإمكان عندما تنتقد شخص آخر :
تفادى الناقد للعيوب الشخصيه والخلقيه لدى الآخرين تماما حتى لايتحول فكر المنتقد عن إمكانية تصويب مادته إلى مربع رد الهجوم الشخصى وتفسد العمليه كلها …
يجب أن تتجنب أن يكون نقدك له أمام الآخرين إذا كان في الوسائط عليك الذهاب اليه في الخاص وتوجه له الانتقاد وإن كان كذلك أو فرض الواقع حتمية النقد عليك التشدد فى التزام القواعد لذلك .
خصخصة حالة النقد بموضوع معين أو ماده معينه ولايجوز التعميم فى النقد على أن يبدأ الناقد بالنواحى الإيجابيه عند المنتقد ثم يتسلل ببطئ بعبارات تمهيد .
للوصول برفق إلى نقاط الضعف فى الشخص أو أسلوبه أو مادته مع مراعاة عدم تجريحه وتسفيه معلوماته .. حتى لايحدث صدام مبكر يحول عملية النقد إلى هجوم وهجوم مضاد ..
انتقاء الألفاظ بعنايه فائقه لأن عملية الإنتقاد بحد ذاتها بداخلها من أسباب الإنفجار مايكفى بين الناقد والمنتقد ..
استخدام ألفاظ لينه يلطف أجواء العمليه بشكل كبير وأن يشار بها إلى الأخطاء التى تستوجب التصويب والبعد عن الألفاظ التى تفيد التعميم ..
عند تعرضك للنقد بحضور آخرين لاتؤجل الرد تحت أى ظرف إلى وقت لاحق لأنك ستفقد حتما ثقة الآخرين .
مع مراعاة أن يكون ردك على النقد هادئ ومستند إلى المعلومات الدقيقه التى تجعلك تدافع عن قناعاتك بقوه ولكن مع إظهار الإحترام الكامل لشخصه ….
كما قال الامام الشافعي
مَّدني بِنُصحِكَ في اِنفِرادي … وَجَنِّبني النَصيحَةَ في الجَماعَه
فَإِنَّ النُصحَ بَينَ الناسِ نَوعٌ … مِنَ التَوبيخِ لا أَرضى اِستِماعَه
وَإِن خالَفتَني وَعَصِيتَ قَولي … فَلا تَجزَع إِذا لَم تُعطَ طاعَه
يقول المزني : سَمِعني الشافعي يومًا وأنا أقول : فلان كذاب ، فقال لي : يا إبراهيم، اكسُ ألفاظك أحسنَها ، ولا تقل : كذاب ، ولكن قل : حديثه ليس بشيءٍ ومن الحكمة والعقل والأدب في الرجل : ألا يعترض على ما ليس له أهلاً ، ولا يدخل فيما ليس هو فيه كُفؤًا.
تلبُّس الناقد بباطل ما ينتقد ، أو جهله بالحق أصلاً ، أو ألا يُجيد الدفاع عن الحق ، ولا يدري مسالك الباطل ؛ لذلك فليس كل أحد مؤهلاً للدخول في حوار صحي صحيح ، يؤتي ثمرة يانعًا ونتاجًا طيبًا .
شكرا الاخ ياسر- حملت عني هما كبيرا – أضيف لما تفضلت به ، غياب الجمعيات الادبية التي كانت أنشطتها في المدارس الوسطي والثانوية منصات لترسيخ أدب المناظرات والحوار بين حملة الاراء المتعددة ، يقف الاستاذ المشرف حكما بين المتناظرين وينتهي النقاش بدرسر جديد في أدب الخلاف والحوار ، غاب ذلك بعد سلم محي الدين صابروحلت محله أركان النقاش وأدخل الاخوان السيخ والهراوات كروافع بديلا للمناظرات —- نحتاج لاعادة تربية الاجيال علي أدب المناظرة وتقديم البدائل والمشروعات كردود علي الرأي الاخر بدلا من تجريحه وتسفيه ما يقول ، في الفضائيات نشر المحللون والخبراء ( الخبثاء) أدب شتم الاخر ونعته بأنه صغير و ( لا يكاد يبين) – شكرا علي تناولكم الموضوع
ولا يهمكم فهذه الظواهر لا تأتي إلا من الدجاج والقطيع فان هم قبلوا أن يكونوا دجاجا أو قطيعا فمالذي يمكن أن نفعله من أجلهم.
والله يااخ كلامك جميل ينم عن اخلاق رفيعه وروح رياضيه سمحه والله مقالك رصين وجميل ممتلئ بالحكمه والموضوعيه التي لم تعد تجد سبيل في كل مداخلاتنا التي اصبحت كلها شتائم وتقريع والفاظ ما انزل الله بها من سلطان فما الفائده المرجوه من هذا
الغثاء في منابر يفترض انها متاحه للتثقيف وتشذيب الوعي وتطوير الشخصيه التي تتطلع للمعرفه والرقي في زمن اختلط فيه كل شئ جميل وسئ فكل شخص له راي او نقد يجب ان يطرحه وفق القواعد والضوابط المعمول بها حتي يستفيد المتلقي منه فكريا وادبيا واخلاقيا
لك التحيه والود اﻻخ الكاتب المحترم