مقالات وآراء

الحياة (مع وقف التنفيذ)

 

القراية أم دق

محمد عبد الماجد

افهم ان تكون هنالك خلافات بين الحكومة والمعارضة او ان تكون هنالك صراعات بين المواطنين او نزاعات بين القبائل او حرب اهلية ، افهم ذلك ، ما لا افهمه ولا استوعبه هو ان يكون هنالك صراعات في الحكومة الواحدة وخلافات بين المعارضة ، التى تختلف حتى في معارضتها للحكومة.
       التراشق الآن والصراعات الظاهرة والمكتومة بين اعضاء الحكومة والرؤى المختلفة بينهم حتى في امن البلاد واستقرارها سوف تقودنا الى (الجحيم). الجحيم الذي اقصده هو اسوأ وأغلظ من هذا الجحيم الذي نحن فيه الآن.
       كيف يكون هنالك استقرار اذا كانت الحكومة نفسها تفتقد ذلك.
       الحركات التى تم التوقيع معها على (السلام) هي فيما بينها تعاني من (حروب) داخلية.
       الكتلة الديمقراطية اصبحت عدداً من الكتل.
       اذا كانت الحكومة بهذا الوضع لماذا تلومون الشعب وتستعجبون من حالات التنافر التى يشهدها الشارع السوداني؟
(2)
       دائماً اقول نحن السودانيين نفتقد القدرة على (الاتفاق) ، انظروا الى كل الجماعات والكتل التى كانت موحدة ، هي لا تصمد كثيراً في (الوحدة) سرعان ما تتفتت الى جذور وكتل مختلفة.
       بسبب خلافاتنا فقدنا ثلث مساحة الوطن . لأننا عجزنا عن ان نتفق.
       الاحزاب السياسية الكبيرة والتقليدية والتى قامت على اساس عقائدي مثل حزب الامة والحزب الاتحادي انشق من كل حزب اكثر من (10) احزاب، خرجت من الحزب الام وخرجت منها بعد ذلك احزاب صغيرة لا ترى بالعين المجردة.
       الحزب الشيوعي لا يحتمل في عضويته من يخالف الرأي فيهم ، رغم انه حزب (ديمقراطي) قائم على ذلك.
       الاحزاب التى خرجت من الحركة الاسلامية كلها احزاب قائمة على (المصلحة) .. يمكن ان ينشق حزب اسلامي عن الحزب الاصل من اجل (انبوبة غاز).
       حتى على مستوى المؤسسات والشركات لا نحتمل بعضنا بعض .. كثير من تلك المؤسسات حدث انشقاق بين الشركاء وخرج كل طرف ليؤسس شركة اخرى.
       مشكلتنا في السودان تتمثل في هذا الجانب ، التهتك التام لأنسجة خلايا الاتفاق.
       نخرج من فضاء الاتفاق الى مضيق الاختلاف بالبندقية والمليشيات.
(3)
       الحياة في السودان في ظل المعاناة التى يعيشها الانسان تكاد تكون (مستحيلة).
       الحياة هنا اصحبت مع (وقف التنفيذ). اغلاق للجسور وإغلاق للجامعات وإغلاق للمدارس.
       العام الدراسي في السودان يمكن ان يمتد لثلاث سنوات خاصة في الجامعات الحكومية.
       يتخرج الطالب من الجامعة السودانية على (المعاش) ، لأن سنوات عمره ونضار شبابه كله يضيعه في الجامعة.
       هنالك هجرة طلابية من السودان بسبب عدم استقرار العام الدراسي.
       الحكومة اضحت لا تقدم شيئاً للمواطن السوداني ، حتى مسؤولياتها في الامن والاستقرار لا تقوم بها ، ناهيك عن مسؤولياتها في الصحة والتعليم.
       الطرق الرئيسية في ولاية الخرطوم ان خلت من الزحام حالها يرثى عليه من الحفر والمطبات والنفايات.
       مطار الخرطوم اصبح مثل (المقابر) لا حياة فيه.
       ماذا تقدم الحكومة للناس؟
       لا شيء غير الضرائب والجمارك والرسوم.
(4)
       بغم
       كلما انظر للأوضاع الآن اقول في نفسي وأين الذين كانوا يحدثوننا عن سعر رطل اللبن عندما اصبح بـ (50) جنيهاً في حكومة حمدوك؟
       وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).

الانتباهة

‫4 تعليقات

  1. وكم كان رطل اللبن في عهد البشير؟؟؟ انت متناقض وغير موضوعي عندما تتحدث عن انشطارات الاسلاميين تقول السبب المصلحة والاحزاب الأخرى اختلاف رؤى ومبادئ!!!
    الغرض مرض يا بغم

    1. كلام الاستاذ في الصميم و يجب الا تتبرم منه لانك انت وكلنا و كل الشعب يعاني أشد المعاناة من الغلاء وعدم الأمن والخدمات والطرق (ما لم تكن ممن يتنعمون بالسلطة و المال العام) .. أوع تقول لي الاوضاع الامنية كانت افضل، نعم ربما كانت افضل في الخرطوم و ما جاورها و لكن في الاطراف البعيدة فحدث و لا حرج.
      ما لم نتحلى بالشجاعة لنقض اوضاعنا ووضع الاصبع على الجرح الحقيقي لن ينصلح حال البلاد و العباد.
      اما مقارنات الاسعار بالعملة السودانية فلا تعطيك أي مؤشر اقتصادي مفيد، و ليكون المقارنة عادلة عليك تحويل قيمة العملة (و سعر رطل اللبن) في عهد البشير وفي عهد حمدون والان الى الدولار عندها يمكن المقارنة،،، فالبشير استلم السلطة في 1989و الدولار كان 12 جنيه بالقديم، و ترك السلطة و الدولار وصل 90جنيه (أي 90,000 جنيه بالقديم)، و حمدوك استلم و الدولار 100ج في سبتمبر 2019 (أي 100,000ج بالقديم – رغم انه ليس صاحب القرار الفعلي) و رحل في اكتوبر 2021 والدولار 440ج (أي 440,000ج بالقديم) و الآن الدولار 595ج (أي 595,000ج بالقديم). ففي عهد الانقاذ تم حذف 3 اصفار من الجنيه حتى لا يبدو سعر الدولار و معدل التضخم خياليا ، أي للتغطية على مأساة انحدار قيمة العملة السودانية.
      الا هل بلغت . . اللهم فاشهد.

  2. وصفت يا أستاذ عبد الماجد حالة التشرذم في الاحزاب والحركات السياسية وفي المجتمع باسهاب لكنك استهجنت ان يحصل ذلك في الحكومة علما ان الخلافات داخل المؤسسات الدستورية حالة طبيعية في كل الدول خصوصا في الحكومات الائتلافية ومن الافضل ان يكون الخلاف داخل المؤسسة الدستورية من ان يتفجر في الشارع .
    والمثل ينص على ان ” العود لو مافيه شق ما بيقول طق”. فلماذا تعجب من حالة حكومة مترهلة وغير شرعية ولا تعجب من ما يدور من مهاترات في الصحافة وليس على وسائل التواصل الاجتماعي فهناك أقلام تنادي بطرد العرب من السودان وهناك اقلام تدعو الى عمليات جراحية لفصل جنوب دارفور وغرب كردفان وجنوب النيل الازرق عن السودان وهناك صورة فوتوغرافية يبدو فيها رجال يمتطون صهوة احصنة تظنهم فرسان والى جانب الصورة خبر يفيد بان الجنجويد” اي اصحاب الصورة” تمكنوا من اغتصاب امرأة . لقد اصبح اغتصاب النساء كانه مهنة. وهناك من يستفيض في التمييز بين العبيد والزنج ويشرح لنا الفصول والاصول .وهناك…….وهناك الكثير مما يمكن اضافته
    لقد فضحت ثورة ديسمبر المجيدة ان هناك في السودان حالة اللادولة في الاطراف التي تتعايش مع دولة عميقة في المركز وان المكونات الاجتماعية لتي تعيش على ارض السودان هم اهل السودان وليس شعب السودان . لذلك لا بد من الاهتمام في دمج اهل السكان في هوية وطنية واحدة تتفوق على الانتماءات الجزئية لهذه المكونات من اجل ولادة شعب السودان ودون ذلك فان الصراع على السلطة في دولة شعبها لا ينتمي الى هوية جامعة يفخر بها لا يبشر بالخير وهذا هو الجرح الحقيقي وليس التباكي على مستقبل طلاب الجامعات .

    1. ولماذا لا نتباكى على مستقبل ابائنا فى الجامعات فى رأيك يا osman. ؟ اليس من الحق ابراز قضاياهم؟. وهكذا فعل كاتب المقال المستنير. الم تحلظ ان عنوان المقال ( حياة مع وقف التنفيذ). و قد تطرق الكاتب لعدة قضايا و امور تهم المواطن السودانى.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..