مقالات وآراء سياسية

إمبراطورية حميدتي بداية النهاية .. ام بداية فصل جديد؟

خليل محمد سليمان

كتبنا مُبكراً منبهين، وناصحين ان حميدتي الصاعد بقوة ، وما يقوم به سيقود بعض القبائل ، والمجموعات الي محرقة ، ومواجهات واسعة ، وعداء طيف واسع من النسيج الإجتماعي ، يرقى لدرجة الوصمة.

حميدتي لم يكن زعيماً قبلياً ، او سليل اسرة ذات وضع في سلم الإدارات الاهلية ، فهو  “عنقالي” يعني رباطي قاطع طريق ، لص حرامي ، تم إستغلاله ، وتوظيفه لأغراض خبيثة ، حيث القتل ، والتهجير والانتقام من مجموعات سكانية بعينها.

فحسب العُرف الإجتماعي الذي تعتمده الإدارات الاهلية في دارفور يُقال “الحرامي ما عندو قبيلة” .

ما يعني تم إلحاق مليشيا الجنجويد “ الدعم السريع” لتكون ضمن منهج قبلي ذو وجهة محددة ، بعد ان فشلت كل محاولات تجييش حرس الحدود الذي إعتمد بالاساس علي الإدارات الاهلية فلم يصمد كثيراً ، لأن الإدارات الاهلية مبنية علي تقاليد ، وقواعد إجتماعية راسخة بين مكونات تعايشت لفترات طويلة ضاربة في الجذور.

لذلك كان لابد من نبت شيطاني مدعوم بنفوذ الدولة ، تُفتح له كل الابواب لتنفيذ خطة جهنمية ، ذهبت بمن خططوا لها الي مزابل التاريخ ، وبئس المصير.

تم الإستعانة بحميدتي لتجنيد قُطاع الطرق ، والهمباتة ، والسابلة ، للقيام بحملات اقرب للتأديبية ، وتم ذلك بعناية ليأخذ الطابع الذي يضعه في إطار الصراع القبلي.

نتيجة لضعف الدولة السودانية بكل سهولة بُنيت حاضنة لهذه المليشيا ، واصبحت تتمدد في خضم الصراع الوجودي في إقليم دارفور.

اعتقد نشوة القوة ، والصعود السريع للمليشيا ، والدور السياسي ، والنفوذ ، شجع البعض لتبنى هذه المليشيا ، ووفروا لها الغطاء الإجتماعي، في ظل الصراعات علي الارض، والجميع إستسلموا الي طموح القادمين الجدد من وراء الصحراء ، وبعض الدول في الإقليم ، وحاجة الحروب الإقليمية للرجال.

“يعني حميدتي ذاتو الشغلة وسعت منو” .

دخلت فاغنر كداعم لهذه المليشيا في بواكيرها ، حيث دخلت بواسطتها للتنقيب عن المعادن في إقليم دارفور ، بتسهيلات حكومية بلا حدود ، وبهذا ضمنت الخرطوم مصدراً لتمويل المليشيا خارج أُطر الدولة التي كانت تعاني من مشكلات إقتصادية وصلت مرحلة عدم صرف رواتب الموظفين لشهور عديدة ، وشح السيولة.

الذي يجب ان يعلمه الجميع ، الآن تسيطر مليشيا الجنجويد المدعومة من فاغنر الروسية ، بقيادة حميدتي علي كل حدود السودان مع دولة تشاد ، وافريقيا الوسطى.

دخل الرجل في مرحلة صراع تغيير الانظمة ، في تشاد ، وافريقيا الوسطى ، وهذا ما يعني ان السيطرة علي الخرطوم وحدها في الإقليم غير كافية ، لتسع طموح إمبراطورية الجنجويد ، فلابد من عواصم اخرى ، في الحد الادنى عاصمة في المدى القصير ، لقطع الطريق علي آخرين ربما لنفوذهم اثر مباشر علي حميدتي ، ومليشيا الدعم السريع في المدى القصير ، والقصير جداً.

دخول الغرب ، ممثلاً في فرنسا ذات الوجود الفعلي في هذا الإقليم ، والولايات المتحدة ، تراقب الوضع عن كثب ، حيث بدأت كرة الثلج في التدحرج بتصنيف فاغنر كمنظمة إرهابية في تشريع قبل ايام قلائل.

اصبحت المواجهة حتمية ، حيث التوسع ، والاطماع الروسية لا تُخطئه العين.

المعلوم ان روسيا بنت إقتصاد حربها باطنان ذهب السودان المُهرب ، وبعض الدول في المنطقة ، بدعم مباشر من مليشيا الدعم السريع.

الكل يعلم الزيارة الشهيرة التي قام بها حميدتي الي روسيا في وقت مفصلي في الايام الاولى لحرب روسيا علي اوكرانيا ، وهذا ما لا يمكن للغرب نسيانه، او التصالح معه حتي إن لم يُذكر بشكل مباشر في ايّ مرحلة كموقف مؤجل.

إستراتيجياً يُعتبر وجود فاغنر، وروسيا ، ومن يساعدها ، او يعاونها بالمهدد للأمن القومي الامريكي.

اعتقد لقد بدأ العد التنازلي للمواجهة ، وبداية نهاية مليشيا الجنجويد ، ما لم تبرز تحالفات جديدة بقواعد جديدة كلياً ، او صعود قوى اخرى يمكن ان تخلق توازناً ، وبداية صراع جديد تختلف ادواته.

شئنا ام ابينا لا يمكن لهذا الإقليم ان يعيش بعيداً عن تأثير الصراعات ، لطالما تحكم كل دوله الديكتاتوريات ، والشموليات.

كسرة..

حميدتي ، والبرهان .. رِجِل في الخرطوم ، وما ادراك ما ليلاهما في “الإطاري” حيث إلتقاط الانفاس .. ورِجِل في انجمينا ، واخرى في بانغي ، حيث الترقب.

كسرة ، ونص..

الخرتوم ما بتموت ام غمتي ، يا هبنقات!!!

كسرة ، وتلاتة ارباع..

الشغلانة لما وِسْعَت من الكيزان شفنا صعاليكهم ، والزنادقة، واللصوص في كوبر، والإصلاحية .. والمشروع الحضاري “ الحماري” راح في شربة موية.

يا ربي الوِسْعَت منهم ديل ح نشوفهم وين؟ .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..