لا تبالِ

حسن إبراهيم حسن الأفندي
إلى فارس عربي ربما كان موجودا أو ربما يأتي أو ربما كان من صنع خيالي
لا رعـى الله للسيوف مقاما … إن فقدناه صوتك القوّاما
أنت من كان في الليالـــي قـويا … قد خبرناك قائدا مقداما
كيف تلغى بقولهم من شموخ … طالما كان قوة وحساما
طالما كان للعروبة رمــزا … صادقا فاخرت به أقــواما
فلنمت يا زعيمــنا بإبــاء … أو نعش مثلما الجدود كراما
عيشنا بالهوان ظلم نفوس … تعشق الموت حين يرفع هاما
كيف تصغي لنفخهم يا شجاع … كم عهدناه في الخطوب هماما
كن كمــــــا كنت رمزنا وزعيما … لا تبالِ ولا تعــــــش أوهاما
خلفـك المخلصــــون مـنا رجال … قاوموا الظلم يعشقون حِماما
إن دعــــــــــاهم إلى الفداء نداء … جاءك القوم يدحرون ظلاما
كان أجدادنا أســــــــــــود حروب … لــــم يعيشوا بذلة إحجاما
لســت تنسى أيا سلـيل لـيـوث … نحن من كان في الدنا أعلاما
كم حمينا ربوعـــــــــنا وسعينا … نرفع الظلم عن صدور يتامى
ننشر العـدل في بــلاد علوج … يأخذون المـثال منه دواما
لا تجبهم فإن قــول كفور… ردّه الله نحوه هـــــــدّاما
لا تدعـنا نعايـش الظلم قهرا… طالما كنت سيفنا الصمصاما
ذاهــبات نفوسنا حسرات … إن خســرنا كرامة وزماما
إن أرادوا لشعـبنا بعض ذل … لا تطاوع ولا تَرُمــه سلاما
أي عـيش نريـــده بحـــــــياة … جرّعـــــــــتنا بذلـــــــة آلاما
أي سلم نعــــيشه بخـنوع … أي ضعف الضعيف كان وئاما
ما نظام يريـــــــده كافروهم … أن نرى فيه للجديــــد نظاما
خذ قرارا أو مـت وأنت عزيز … أو وعش أيها الهمام هماما
*****
أين ضاعــت كرامــــة وإباء … أين عــز يخالط الأيــــــاما
ما تراني هجرت عيش نعيم … حينما لم أجد لهم إسـلاما
لا تلبِ من دعوة من عصاة … لا تطعهـــــم وإن بـدوا أرحاما
حرّكتهم عمالـة وغريب … لـم تناصـر قلوبهم أعماما
قـرّبوا للغريب ويـــــح رجال … يعـــــبدون العلوج والأصناما
مالهم جاء منهـــمُ من جناة … زينــــوا للحلول واستسلاما
قل لهم فارقوا ربــوع بلاد … أقسمت أن تحطم الأزلاما
أقسمـت بالعزيز من حرمات … أن تكـون الفداء والإقداما
ليس فينا خـواذل وجبان … أو نلاقي مـنية و زؤاما
إن تُسلّـــــــم أو تستكن لظلــــــوم … كنت أنت العـدو بان تماما
لست ترضى وأنت ترعى شهيدا … ظل في الناس سيرة وكلاما
إنما عـــادى كافـــــر وحقـــــود … أنت من أنت يستضيء الظلاما
كن صلاحا يجيء بعـــد صلاح … واركب الصعب قـــوة وصداما
حللوا قـــتلنا بغــــــير ذنـوب … هل ترى فــــي قصاصنا إجراما
فسروا غضبة الشعوب بأمـــــر … صــــادر من خيانة إلــــزاما
وحّــــدتنا إرادة ومـصــــــــــير … تجمــــع العرب شيبة وغلاما