To Be Or Not To Be

محمد حسن شوربجي
كل من يعرف “شكسبير” يتذكر مقولته المشهورة : “To Be or Not To Be” والتي تعني : “نكون أو لا نكون”…
فكم اخوتي نحتاج لهذه العبارة في بلادنا …
فلابد ان تطرح هذه العبارة في كل مفترقات الطرق واللحظات الحاسمة التي تفصل بين تحقيق الهدف والفشل في الوصول إليه …
فماذا لو اتخذنا هذه المقولة منهاجا لنا في السودان …
وماذا لو عزمنا امرنا لنعمل بها علي الدوام …
فشعب السودان يمتاز بصفات نبيلة وجميلة على رأسها الصدق والشهامة والكرم ونكران الذات وغيرها من الصفات الطيبة …
إلا أنه بالمقابل يمتلك رصيداً لابأس به من الصفات السالبة وعلى رأسها حب الاستسلام وحب الخلاف والجدل والتنظير وعدم التوحد …
ولعلها وحدها هذه الصفات السالبة قد اقعدتنا طويلا …
لذا نريدها ثورة دائمة في قلوبنا وعقولنا …
ونريدها ثورة دائمة في شوارعنا …
ونريدها ثورة دائمة في دواخلنا …
ونريدها ثورة دائمة ضد الظلاميين …
ونريدها ثورة دائمة ضد المتخاذلين …
ونريدها ثورة دائمة ضد اللصوص الملاعين …
ونريدها ثورة دائمة ضد القتلة المجرمين …
ونريدها ثورة دائمة ضد كل تجار الدين …
ونريدها ثورة دائمة ضد ما كان يمارس الكبت والاضطهاد والظلم المبين …
ونريدها ثورة دائمة ضد الاستلاب الفكري الذي حدث لنا في عهدهم اللعين …
فالثورة اخوتي لا تعني فقط إشعال الاطارات وان كانت هي من اسلحتها الهامة …
والثورة اخوتي ليست فقط هتافات داوية وان كانت هي من اسلحتها الهامة …
والثورة اخوتي ليست فقط تتريس شارع وان كانت هي من اسلحته الهامة …
والثورة اخوتي ليست فقط لافتات معبرة وان كانت هي من ضرورياتها …
والثورة اخوتي ليست فقط استقبالا لقطارات عطبرة …
فالثورة اخوتي تعني ان يثور الإنسان ضد كل الرواسب التي سكنت عقله منذ أن كان العهد البائد …
والثورة اخوتي تعني أن نطرد كل الخونة والفلول والمخربين واللصوص ونقضي عليهم …
والثورة اخوتي تعني أن ننظف قلوبنا من كل التشوهات التي التصقت بها …
والثورة اخوتي هي أن نؤسس لجيل شبابي ثوري لا يقبل الضيم …
فاعلموا ايها الثوار ان طريق الثورة طريق طويل …
ولن نعبره او ننتصر فيه الا بالقضاء علي من يسرقون ويقتلون ويكذبون وينافقون ويغتابون ويتنابزون ويسخرون ويتهافتون ويظلمون ويتطاولون ويتجبرون ويهيمنون ويستحوذون ويتلونون ويتزلفون وينبطحون ويخادعون ويتبدلون ويتزيفون ويزيفون ويؤججون ويتملقون ويضللون ويزورون…
فلا تظنوا ان الطريق معبد بالورود والرياحين بل هو مليء بالاشواك …
فالثورة الفرنسية ظلت مشتعلة سنينا …
والثورة الكوبيه استمرت من عام 1956م حتي 1959م ولدت كوبا الحرة …
والثورة الصينية امتدت ل 38 سنه حتي كانت الصين العظيمة …
وثورة تركيا الفتاة استمرت سنتان حتي كانت تركيا الحالية …
والثورة الامريكيه كانت من ١٧٧٤م وحتي ١٧٨٧م فكانت امريكا التي تحكم العالم …
وحقا فثورتنا السودانية فريدة وعظيمة …
وستظل في كل القلوب …
فقل ان تجد شعبا بكل هذا الاصرار وهو يواجه 7 جيوش ومليشيات لا تعرف إلا لغة القتل والسحل …
فحركية شباب الثورة السودانية خلقت نخبا أقل ما يقال عنها أنها رائعة باقتدار …
وهل من قول بعد أن رأيناهم يملأون الشوارع بهتافاتهم الهادرة …
وهل من قول وهم يركبون الصعاب ويختارون الدروب الوعرة ليقابلوا بصدورهم العارية بنادق الكجر .
نعم لقد شق الشباب الثوري الحر طريقهم في ظروف قاسية ووضعيات لا ترقى لما تبذله من مجهودات حتي انتصرت الثورة المجيدة …
ففي الوقت الذي كانت مسيرات اعداء الوطن تفتح لهم الشوارع وتعد لهم الموائد امام قصر الشعب كان ثوارنا يضربون بالرصاص في امدرمان …
ولعمري فان مثل هذه الروح الثورية النادرة لا توجد إلا عند أولئك المحبين لاوطانهم …
فالتحية لكل ثوارنا الاحرار …
والرحمة والمغفرة لشهدائنا الأبرار …
والشفاء لجرحانا والعودة للمفقودين …
فشهدائنا ما ماتوا وعايشين مع الثوار …
وصدقوني لن يقفل الملف الثوري ما لم تعلق كل الرقاب الآثمة علي المشانق …
وسلمية سلمية
والعزة أوطاني …
أفديك وتفديني
لا رجعة من تاني …
ما إنتَ سوداني
وأنا ذاتي سوداني …
سوداني يا غالي
يا أرض حرية …
تفداك أرواحنا
وأملاكنا محمية …
مرقتنا مشروعة
وثورتنا سلمية …
لا لامة مرتزقة
ولا ديل حرامية …
يا طالع الشارع
أصرخ بعلو الصوت
حرية حرية …
سلمية سلمية
ضد الحرامية …