من حِكم الشيخ الترابي في أدبيات تنشئة ( الاخوان)

أسامة ضي النعيم محمد
هي عبارة عن تجميع لبعض أقوال الشيخ الترابي – عليه رحمة الله- ، وردت المقاطع خلال أقوال الشيخ في حلقات برنامج شاهد علي العصر ، مجموعة الحلقات سجلتها قناة الجزيرة في العام 2010م ومن ثم بثتها عقب وفاته . التصرف الوحيد مني هو محاولة ترتيب الاقوال حسب توقيتها الزمني بقدر الامكان ، مجمل المأثورات يجب تمليكها للاجيال لتحفيزهم علي الرجوع الي مصادرها للاستزادة ، الهدف هو الوقوف علي أدبيات وخُلق من وقف مع المشروع الحضاري الذي مزق ديار السودان وما عادت جغرافيته تمتد من نمولي الي حلفا.
الي المقاطع : (رأينا أن يبدأ الاسلام في القوات المسلحة لآنهم كانوا حديثي تربية بالاسلام . بدأنا منذ مرحلة مبكرة الدخول في الجيش للسيطرةعليه. حددنا نحو 10 الي 20 سنة للتخطيط لما حدث في يونيو 89. أعددت مذكرة سرية للوصول الي السلطة. شاركنا النميري في السلطة حتي نرتب أوراقنا . لا بأس أن تكون انتهازيا في السياسة وتستغل الفرص السانحة. الشعب السوداني لا يعرف في الاسلام .. ولا يعرف نظام الحكم في الاسلام. خطفنا عمر البشيرمن الجنوب الاقصى لجنوب كردفان وأتينا به الي القصرلانه كان الاعلى رتبة بين الضباط في الجيش ولم يكن خيارنا. لم أعرف عمر البشير الا قبل الانقلاب بيوم. كتبنا بيان مبهم مثل بيان الانقلابات العسكرية لاجل التمويه. سيطرنا علي الشرطة و الجيش والامن والمجتمع لتثبيت أركان الحكم. خدعنا القوى الاقليمية والدولية بنقلاب يونيو.
في أول أيام الانقلاب كنا في غاية الحزم تجاه الفساد ، ولكن فتنة السلطة سرت في جسد الحركة الاسلامية. تسترنا علي الفساد حتي لا تجد المعارضة الفرصة للنيل منا فاستشرى وصار خطرا. تم احلال الاسلاميين وغير المؤهلين في الخدمة المدنية وطرد الكفاءات الوطنية. الفساد تم تحت سمعي وبصري وعجزي. كل أجهزتنا في الحكم التي أدرناها تم تدميرها لمصلحة أشخاص في الحركة الاسلامية. الفساد سرى حتى الي القضاء. في البداية قلت أن الفساد بدأ بضع في المائة ولكنه سينتشر اذا لم يحاصر وهذا ما حدث وقليل جدا من اخوتنا لم تفسدهم السلطة.
عندما دانت السلطة للاسلاميين تسلطوا علي بعضهم البعض. قدس الحكام عندنا ولا يسمونا بشئ واذا قتل بعضهم بعضا لاجل السلطة لا تقل شيئا فيهم ، فهم كرام. دخلنا الي السلطة وما كنت أظن أن فتنة السلطة تبلغ بالمرؤ الذي درب وزكي عشرات السنين أن يفسد ولكنهم فسدوا في الارض وكنت أظنهم صحابة. حكم الاعدام الذي صدر علي تجار العملة في بداياتنا لم يكن عادلا.
البشير ومن معه هم من اعدم ضباط رمضان بدون علمنا أو موافقتنا. لم أوقع علي المذكرة التي رفعت للمحكمة الدستورية ضد قرار الرئيس البشير بحل البرلمان لاني أعلم القضاة باسمائهم وأعلم ماذا جري للقضاء. دائما الحركة الاسلامية يأخذها أن تهزم الباطل ، ولكنها ، لا تدري كيف تحق الحق. أصبحت قناعتي جازمة بأن الصراع علي السلطة بين الاسلاميين سيؤدي لتدمير مشروعنا الاسلامي.
علي عثمان ونافع علي نافع ومطرف صديق ، هم من أتخذوا قرار تصفية الاسلاميين الذين شاركوا في محاولة اغتيال حسني مبارك. بعد قرارات رمضان أصبحت الدعوة لاجتماعات المؤتمر الوطني تتم عن طريق جهاز الامن. جهازأمن الحركة الاسلامية (الامن الشعبي) بقي معنا بعد المفاصلة الا أنه تم ابعاد أي ضابط يشعرون بأنه يتعاطف معنا. تم اطلاق سراحي بعد أن اشترط جون قرنق عند دخوله الخرطوم بعد توقيع اتفاق السلام. لفقوا لي اتهامات عقب مفاصلة رمضان باتهامات تصل عقوبتها الاعدام ورفضت التحقيق معي . بعد عام من سجني بدون أي تهمة أطلقوا سراحي وقالوا أن الرئيس قد عفا عني فقلت لهم عفا عن ماذا وأنا لم أحاكم أصلا. قالوا أبقوه في السجن … أنسوه .. لأننا اذا ذهبنا به الي المحكمة سوف يفضحنا … فنسوني هكذا 15 شهرا للمرة الثانية. البشير اعتقلني اعتقال يمكن أن يجدد لمدة عام.
هناك ضباط عسكريون أرسلوا بطائراتهم لقصف مناطق في دارفور وفق احداثيات لمواقع الحركات المسلحة ولكنهم وجدوا أنها قري ليس فيها متمرد واحد. الضباط الذين رفضوا قصف المدنيين في دارفور تم الحكم عليهم بتهمة الانقلاب. عندما دخلت حركة خليل ابراهيم أم درمان استقبلها الناس. بعد هزيمة قوات خليل ابراهيم في ام درمان تم اعتقالي ومعاملتي معاملة قاسية وأدخلنا في زنزانة نهئ فيها للمشنقة.
الاسلام تعسكر في ظل التظام وسكت عن كلمة جهاد وكل شئ سكت عنه والشعارات منعت تماما. أنا اعلم اذا سقط هذا النظام كل هؤلاء سينفضون عنه. في الانتخابات الاخيرة تبين لنا أنه لا جدوى منها انتخابات مع وجود هؤلاء لان كل الصناديق أخذت وبدلت. أصبحت القبليات تضربنا والسودان أصبح عرضة لمخاطر بسبب النظام. الحركة الاسلامية الان كلها بائسة . عظات السودان سنكتبها للاسلاميين في العالم لعلهم يتعظون .
هولاء المنافقين هم من دمور الإسلام با أفعالهم
والاسلام بري منهم الي يوم يبعثون بافعالهم التي مزقت الشعب السوداني الأصيل ودمرت عاداته السمحه وكرمه وحبه للاسلام هولاء المنافقين المجرمين تسلطو علي الشعب باسم الدين وهم أكثرهم بعدن عن الله وشرعته السمحه التي جاءت بالعدل والمساواة واحترام حقوق الاخرين
تشكر على هذا الجهد