تفاهمات الكتلة في بلاد اللاحوار

أسامة ضي النعيم
هي ان كانت الكتلة بضم الكاف فيغلب أنها صماء ، يصعب اختراقها لتضم معها أخريات ، ينفى ذلك الوضع عنها نعت الديمقراطية ، الاقرب أنها بفتح الكاف ، حين استأثرت زعامتها بمناصب الدولة السودانية ، معسكرات النزوح وأهلها يعز عليهم الحصول علي بليلة الدخن أو الفتريتة ، موائد جبريل التي يبسطها في الخرطوم للعزوة والخاصة من فخذ القبيلة ، تقدم في تلك الموائد المشويات بكل أنواعها من لحم الضأن والاسماك وطيور السمان ، تراوحت المشروبات المقدمة بين غازية وطبيعية وبيرة متوسطة الكحول مستوردة من الخارج. في المعسكرات التي يحكم جبريل بدفعها وقوة صوتها ، تقوم فيها المنظمات الكنسية والجمعيات الخيرية من بلاد النصارى بتوزيع وجبات الطعام المستورد هو بحسب ما تجود به بنوك الطعام في تلك البلاد ، لا يهم طبخة بزيت الخنزير أو برجيع زيت السيارات ، الضرورة تبيح المحرمات وسد الجوع الكافر لا ينتظر فتاوى جبريل أو شيوخه السابقين.
يفرد جناحه طائرا ليحل جبريل ابراهيم ضيفا علي قاهرة المعز ، يلتقي فرعونها في النسخة الاحدث ، هي قاهرة علي أهلها اذ يتحكم فيها دائما من يستبد علي ساكنيها ، تأريخ طويل من الغزو الاجنبي واحتلال الغازي لارض مصرمن الهكسوس الي محمد علي باشا ، قبل عام 1952م وطوال تأريخها كانت القاهرة تفتح صدرها للغزاة من الخارج ، دارالزمان وتسلح الاحفاد وتسربلوا بلبوس الغزاة وسلبوا الحكم عنوة ، تسمى الضباط الاحرار بذلك الاسم ليبعدوا عنهم عار عبودية الغزاة التي صبغت التأريخ المصري منذ بدء الخليقة. خلت تجارب الضباط عند حركتهم من معيار سوس الشعوب علي نمط تبادل السلطة في شكل شوري أو ديمقراطية ، كانت تجارب الحكم الخديوى والفرنسي وما سبقهم من غزاة هي ما سمح به الزمان شكل من أشكال الحكم يضاف كخبرة عقيم في جعبة الضباط الاحرار. بتلك الثقافة والمعرفة حط الضباط الاحرار علي كرسي الخديوية الشاغر في يوليو1952م ، تعاركوا وتنافسوا بينهم وحسمت القوة الامر لجمال عبد الناصر ثم توالت الورثة من الاقوى الي خليفته الذي سبق اختياره سلفا. النسخةالاحدث من سلالة الضباط الاحرار يمثلها السيسي ، ذهب بعيدا في دعواه اذ يوحي أنه مرسول العناية الالهية لانقاذ مصر.
الفقرة الاولي تصور حال جبريل ابراهيم الضيف يقود وفد تجمع المناكفة لوقف بسط الديمقراطية في السودان ، يحل ضيفا علي مصر وحاكمها السيسي سليل شجرة الضباط الاحرار ، الوفد السوداني في زيارته لمصر في 2023م يحاكي تلك الوفود التي زارت مصر في الاعوام 1952م -1955م ، في الحالين كانت الزيارة لصالح مصر وبدعوة منها ، الصاغ صلاح سالم ممثلا لمجلس الثورة المصرية ، وجه الدعوة للوفود الاتحادية لزيارة القاهرة ، في فندق سمير أميس كانت اللقاءات لتنسيق خطط مصر لتغليب الاجنحة التي تطالب بالاتحاد مع مصر علي بقية الشعب السوداني الذي يطالب (السودان للسودانيين) . يدور الزمان ويوجه عباس كامل الدعوة لجبريل ووفده لزيارة مصر وفي المدينة الادارية الجديدة أو شرم الشيخ يتم التنسيق لوأد مسار الديمقراطية في السودان ، أحسبه السيسي يهمهم (ديمقراطية ايه لشوية بوابين). شوية بوابين يقصد أربعين مليون تجري من تحتهم عدة أنهار تنتهي في أطول أنهار العالم ، نهر النيل سليل الفراديس ، وهناك مائة مليون في أم الدنيا يبحثون عن الماء للزرع والضرع ينتظرونه بترقب ولهفة ليخرج من بين أقدام البوابين.
أزف البشرى لجبريل ووفده ، ليس هناك حوار مع مصر السيسي ومخابراتها ، هي تعليمات جاهزة يجب تنفيذها ، بعض الموائد أُعدت ثمنا للتكليفات التي يصدر بها فورمان من السيسي ، البديل هو الابتزاز للضغط كما يحدث الان في تسريب المخابرات لصورة للناظر ترك وهو نائم بصورة غير كريمة ما اعتبره الناظر انتهاك للخصوصية وصرح بأن هناك مندسين ، المندسون من الجنسين كثر تزرعهم أجهزة عباس كامل في الغرف وممرات الفنادق وربنا يستر من نشر صور فاضحة ، الحوار السوداني السوداني لا يكون سودانيا خالصا الا داخل السودان وقرب معسكرات النزوح .
لا تطلبوا الديمقراطية في قاهرة المعز وهي مسكينة تندب حظها عبر العصور وتنشد الديمقراطية فوق أرضها التي يتقاذفها الطغاة أتوا من خارج الحدود أم نبتوا بعد مخاض من بنادق الضباط الاحرار. أردكم الي روح محمد مرسي ، فسألوها عن حوار الديمقراطية في مصر كما تراها ، تنبئكم تلك الروح الطاهرة أن مصر ديار لاحوار.
اعتصام الموز فعل فيكم الأفاعيل ولا ذلتم تعانون من تبعاته فللا ادري ماذا سيكون حالكم مع ورشة القاهرة..الا يجب أن تعيدوا التفكير في ضعف حالكم.